لي صديق يحمل ترخيصا للعمل كقاطع طريق في المناطق الآهلة من قريتنا غير أنه رغم الوقت الطويل الذي قضاه في هذه المهنة لم يغتن أبدا بل ظل على الدوام مفلسا ومشغولا بتسديد ديونه لكن أمه المسكينة ترى غير هذا الرأي...
«استدارة عيون المها المندهشة من تحولاتها الروحية المباغتة تقودها لقطع الخطوات كي تثب لا يمكن كبحها». «بالوجد أصقل نفسي مثل الرخام.» اونجاريتي شتاء ثم ماذا؟ مهد, ولحد. ثم ماذا؟ نحن الراكبون لجة البحر نسير مع الموج فرادى، كقمر يتسنى. نظلم...
ليس هناك من بين الشعراء الذين طبعوا القرن العشرين، من هو أشدّ تعقيدا من إزرا باوند(1885-1972). فهذا الرجل الذي وصفه ويليام بتلر ييتس بـ«البركان المتوحد بنفسه»، وجيمس جويس بأنه «معجزة من الغليان ومن الحيوية، وحزمة كهربائيّة غير متوقّعة التفريغ»، عاش...
l ساحة رامبرانت يفتح جسد الكلام كنبعٍ من عينيه ليرى فان جوخ، في ساحة رامبرانت يارجل الصحراء التائه اقتربْ، خاطبه سبينوزا اقترب، من أنهاري الجارية والمعلّبة – نهر أمسْتل – مثلا فسمائي الهولندية خلطة ماء وحياة اشْربْ مُدّ لكَ كأساً...
حين رأيناه بثقب الظلمة نسيا منسيّا ينقش في صمت الوادي اسم النور مليّا سبّحنا باسمه في الملكوت أقمنا له بيتا في الأرواح عليّا أدنينا له سقف النجم وقربّناه نجيا فمضى محفوفا بدعاء الأرض ليعبر وادي الصخر وكان العصف عتيّا ومضينا...
يقولون إنك لا تشبه أبي في شيء حتى أفتن بك لكنني بك فُتنتُ فلا تصوب عينيك هكذا باتجاهي كمدفعين يخترقان صدري فلستُ نجاة الصغيرة حتى ترسمني بشفتين مثيرتين وتعلق صورتي على حائطك المتهاوي. غرفُتك ضيقة فعلا لن تتسع لظلي حين...
تحت شمس الظهيرة الحارقة سقط عابرُ السبيل على الإسفلت من الجوع والتعب والسأم وسرعان ما سحبه الصيادون إلى الرصيف وضعوا فى فمه الماء أسندوه إلى الجدار وأطعموه ما يبقيه حيا وحين هبط الليل باعوا أعضاءه إلى ثلاثة تجار وسلموا كل...
ما أطول عمرك يا إله الظلال كم من إله غيرك لفه العدم العدم وأنت لما تزل حياً ، تجوب شوارع المدن القديمة و الجديدة وتعتلي منابر الخطباء والدعاة و الطغاة سعيداً تلقي التحية على الظلال الظلال يا ابن أثينا الظلال...
ليس كفرا ليس قهرا ليس يأسا ودمعا وجرحا لكي تنهض الروح من قهرها ولكنها طعنة لا تجوز وحرب مسممة في الجسد وبلاد يمزقها الحاقدون وحشود الضباع تلتها حشود وطيور الأبابيل ترمي بسجيلها في حريق البلد وابن آوى على جحره قابعٌ...
دثّرِيني وشدِّي على كفني ودعي فتحةً فيه أرقب منها رفيف الفراشات أسمع صوتَ المياه التي تتحدر -في ضحوةٍ- من أعالي الجبال وأشعر لو لحظةً أن شيئاً جميلاً سأفقده حين أطوي بساط الحياة. * * * دثّريني فإني سئمت الوقوف بمنعطفٍ...
تنامُ الرصاصة مبلطة رأسي بمعجونِ البارود باتت البطانياتُ كيساً تستعمل لحمل الجثث. *** في خندقِ الحرب النسّاجون للدخان تترقرق في عيونهم التجاعيدُ *** لا تتكأُ المسالخُ عند أصيصِ التربة لإلى يتسخُ فتقُ الانتحاري. *** بعد أن تقيأتنا الحروب متنفرزة جاءت...
ما نصف الجنان حتى نكون لها واردون ؟ – حديقة الورد ميدان الطيور جسر على «سيسبول» يحجّ له السوّاح منارتان هما لغز ليس ندركه تهتزّان معا فيعتري الواقفين وجوم دهشة ..، – ليس الذي قلت به السرّ لا بالعابرين إلى...
في كُلِّ يَومٍ أتنزهُ بِصحبةِ قَلبي وحينَ أحاورهُ يَأخذُنِي إلى ينابِيعِهِ الأولى في هذا اليوم حَدثني عن دروبٍ كُلما تذكرتُها كَانَ الضوءُ يَدخلُ من نَافذتِي لم يفارقْ قَلبي طفولتُه الزهريةُ على نَاصيةِ الدربِ شَاهدتُ بَاباً مشرعاً رأيتُ عَقلي واقفاً مُتذمراً...