بيتر سيلغ، و أندرياس فينتسيل-باحثان من أستونيا
ترجمة: وديع بكيطة-مترجم مغربي، و سعيد هادف- مترجم جزائري
نشر ميكلسار، في العدد 224 (2018) من مجلة سيميوطيقا، مقالا بعنوان «السيميوطيقيا الثقافية عند لوتمان أو الأنطولوجيا السياسية عند لاكلاو؟» عالج فيه معالجة شاملة ما يراه مأزق الاختيار بين السيميوطيقا الثقافية ليوري لوتمان أو الأنطولوجيا السياسية لإرنستو لاكلاو (Mihkelsaar 2018). يحتوي هذا المقال على فهم مثير للإعجاب للمناقشات الأساسية المتعلقة بالشخصيات البارزة في مدرسة تارتو-موسكو (لوتمان)، وكذلك مدرسة إسيكس (لاكلاو). بالإضافة إلى ذلك، فإن ميكلسار بارع في أعمال العديد من المؤلفين الآخرين ذوي الصلة بمناقشة العلاقة بين السيميوطيقا والسياسة (على سبيل المثال، تأويل أغامبين لنظرية سوسير في اللسان، أو تأويل مونتيسيلي للسيميوطيقا الثقافية للوتمان). ولذلك، فإن الورقة قيد المناقشة تُوسِّع إلى حدّ كبير نطاق تأويل كلٍّ من لوتمان ولاكلاو.
إن ما يُبرّر ردّنا على مقال ميكلسار هو أن معالجته النقدية للمأزق بين لوتمان ولاكلاو تدور بشكل كبير حول التوليف بين أعمال هذين المفكرين والذي يشكل ما قمنا بمَفْهَمَتِه باعتباره «سيميوطيقا سياسية» وخاصة في مقال صدر سنة (2010) وأيضا في مقالاتنا وكتبنا الأخرى.
لذلك فإن مقال ميكلسار، إلى حد ما، هو عمل تأويلي متعدد المستويات: فهو يُؤوِّلُ كلًا من لوتمان ولاكلاو، فضلا عن تأويلنا لهما. وبالتالي، يتعين علينا أن نتابع بدقة ما ينتقده ميكلسار في الواقع. نحن ممتنون لجانار ميكلسار ولمحرري مجلة سيميوطيقا على الفرصة التي لا تقدر بثمن لتوضيح موقفنا وتبيين أهميته في ضوء الانتقادات التي تستهدف في الواقع جوهر حججنا.
وفيما يلي سنوضح أهدافنا الرئيسة من توظيف السيميوطيقا الثقافية للوتمان ونظرية الخطاب عند لاكلاو للتوجه نحو السيميوطيقا السياسية كتخصص فرعي رئيس في السيميوطيقا والتحليل السياسي بشكل عام. تكمن الفئة الحاسمة لهذا المشروع بالذات في مفهوم النظرية السيميوطيقية للهيمنة ـ وهي الفئة التي بدأنا في التعبير عنها وتطبيقها الإمبريقي منذ عقد من الزمن. نقوم بِأَشْكلة بعض التأويلات التي قدمها ميكلسار لعملنا، ثم ننتقل إلى فحص قراءاته للوتمان ولاكلاو فحصا نقديا. نختتم بمناقشة بعض السبل الأخرى للبحوث التي نعمل عليها حاليا في مونوغرافيا قيد الإنجاز.
2. حول أهداف
السيميوطيقا السياسية
وفقا لميكلسار، فإن [بحثه الاستقصائي يبدأ من «مخطط لنظرية سيميوطيقية للهيمنة»، حيث يهدف بيتر سيلغ وأندرياس فينتسل إلى إدخال لاكلاو ولوتمان في حوار… من خلال مقارنة المفاهيم المركزية وتجاورها وتحليلها، يريد هذا المقال توضيح كيف قام لوتمان ولاكلاو بدمج أفكار مماثلة في أطر نظرية مختلفة. يختلف الشكل ولكن المحتوى هو نفسه] (Mihkelsaar 2018: 2). ومع ذلك، فمن الصعب الاتفاق مع مثل هذا التأويل لأهدافنا سواء في هذه الورقة بالذات أو في غيرها من الأوراق التي يستشهد بها ميكلسار أيضا. فلو كان الإطاران متماثلين لكان تركيبنا بلا معنى ممكنا. كما كنا على دراية بالمخاطر المحتملة التي تنطوي عليها المقاربات متداخلة التخصصات (interdisciplinary). إحدى هذه القضايا كانت مسألة الحفاظ على هوية التخصصات في ضوء الحدود غير الواضحة بين التخصصات (انظر Ventsel 2011a). وهذا أمر وثيق الصلة بشكل خاص إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تداخل التخصصات ناجم في المقام الأول عن محدودية القدرة في تفسير تنوع العالم، وليس فقط عن صهر التخصصات المختلفة (Barthes 1980: 155). صحيح أننا لا نثير كل تلك المشاكل المنهجية في المقال الذي يشكل الهدف الرئيس لانتقادات ميكلسار. ومع ذلك، فإن نظرةً أكثر دقةً إلى أعمالنا السابقة ربما كانت ستمنعه من تقديم هذا الادعاء.
دعونا ننتقل الآن إلى أحد اعتراضات ميكلسار الرئيسة على مقاربتنا. يمكننا تأطير الأمر على النحو التالي: في الوقت الذي ينخرط لوتمان بشكل أساسي في السيميوطيقا كمنهج أو كميتودولوجيا (علم المناهج)، فإن لاكلاو يتعامل في الغالب مع الأنطولوجيا، وبالتالي فإن إنشاء إطار موحد يعتمد على هذين المؤلفين أمر مشكوك فيه. على الرغم من أن ميكلسار يعترف بأن «هذا التأويل [الموجّه نحو التوحيد] قابل للتطبيق تماما، بل وضروري من وجهة النظر العلمية، … [إلا أنه] مع ذلك مقتنع بأن شيئا حاسما سيضيع إذا أصبح هذا الموقف مطلقا» (Mihkelsaar 2018: 6). وقبل أن نمضي قدما، علينا أن نوضح أننا لم نُصرّ قط على جعل هذا الموقف مطلقا. إن مثل هذا الإصرار من شأنه أن يؤدي في الواقع إلى إغلاق المعنى، الأمر الذي من شأنه أن يتناقض مع المنطق الأساسي لمقاربتنا. كما أننا لا ندعي أنه «دون أن نفقد شيئا بالغ الدلالة في سيرورة الترجمة، يمكن تحويل لغة لاكلاو بالكامل إلى المصطلحات المقابلة للوتمان» (Mihkelsaar 2018: 2). لقد أكدنا مرارا وتكرارا على أن الهدف من التوليف بين السيميوطيقا الثقافية وتحليل الخطاب هو تمهيد الطريق للحوار بين هذين المقاربتين، والذي سيكون أرضية لتطوير نموذج المستوى الثاني الذي يمكن الاستفادة منه في مختلف الدراسات الإمبريقية. لقد أشرنا في عملنا إلى مؤلفِين (على سبيل المثال Kaplan 2010; Jørgensen and Phillips 2002) انتقدوا نظرية لاكلاو بسبب خاصيتها المفرطة في التجريد وافتقارها إلى الأدوات اللازمة لإجراء تحليلات سياسة ملموسة.
وهكذا فإن مقاربتنا تختلف عن مقاربة ميكلسار، الذي يصر أولا وقبل كل شيء على الاختلافات الحاسمة بين هذين المؤلفين، مؤكدا على أن مثل هذه الترجمة بينهما «تواجه عقبات لا يمكن التغلب عليها» (Mihkelsaar 2018:2)، مما يحجب التحول من عالم فكري إلى عالم فكري آخر (Mihkelsaar 2018: 2)، ويستلزم اتخاذ قرار «ما إذا كنا سنتبع طريق لوتمان، أو بدلا من ذلك، طريق لاكلاو. ما هو على المحك في هذه الحجج؟ ومن جهة نظرنا، فإن الأمر لا يقل في الأساس عن مأزق الاختيار بين الأنطولوجيا والميتودولوجيا. ولكن هل يجب أن يكون هناك مأزق في المقام الأول؟ لا نعتقد ذلك.
3. تتطلب السيميوطيقا السياسية كلا من الأنطولوجيا والميتودولوجيا
يفكر لاكلاو، باعتباره «عالم أنطولوجيا»، «في كينونة البنية أو في البنية بوصفها كائنا»، هذا وفقا لميكلسار، في حين أن لوتمان، باعتباره عالم ميتودولوجيا (عالم مناهج)، «يعالج أنساق العلامات بمنهج مبني كله على السيميوطيقا» (Mihkelsaar 2018: 9). لذلك، يبدو أن هناك «هوة يتعذر عبورها تفصل بين تحليل الخطاب والسيميوطيقا» (2018: 28). حتى وإن كانت هذه «الهوة منتِجة لأنها تُحفّز الحوار والخصام»، و«لكي يكون لكل هذا معنى، لابد من أن يختار المرء مقاربة واحدة» (2018: 28). الأمر الذي يستبعد بشكل أساسي، كل توليفة ممكنة لهذين المنظورين. حتى وإن اتفقنا على أن الميتودولوجيا (علم المناهج) ليس مرادفا للأنطولوجيا، فهذا لا يشكل بأي حال من الأحوال حجة ضد مقاربتنا. إن حجتنا مزدوجة. أولا، حتى وإن كان لاكلاو في المقام الأول عالم أنطولوجيا، فإن الأنطولوجيا تستلزم ميتودولوجيا معينة للعلوم الإنسانية1. ثانيا، حتى لو كان لوتمان ومدرسة تارتو-موسكو منخرطين في الغالب في ميتودولوجيا العلوم الإنسانية، فهذا يفترض دائما أنطولوجيا معينة: بشكل ضمني أحيانا، ولكن بشكل صريح غالبا.
نشير في المقام الأول، إلى أن مصطلح الأنطولوجيا، يتعلق بمجموعة معينة من المقولات الأساسية التي تتبناها نظرية (علمية) كافتراضات حول العالم. تحدد هذه المقولات الأساسية ما هو موجود في المقام الأول وبأي معنى هو. هذا بالطبع، انطلاقا من أفق تخصص معين2. بالطبع، يجب الاعتراف أنه عندما وضع لوتمان وغيره من باحثي تارتو-موسكو تصورا لعملهم، لم تكن إمكانيات توضيح الأسس الأنطولوجية للسيميوطيقا الثقافية متوفرة إلى حد ما، نظرا لأن إسناد أوتونوميا معينة أو أولية أنطولوجية إلى السيرورات الثقافية (خاصة الأوتونوميا المتعلقة بالاقتصاد)، كان ينتهك بشكل مباشر الأيديولوجيا الماركسية الأرثوذكسية في ذلك الوقت (انظر Waldstein 2008; Ventsel 2011b; Ventsel and Boyko 2018). لكن هذا لا يعني أن إعادة بناء الأسس الأنطولوجية للسيميوطيقا الثقافية ستكون مستحيلة. على العكس تماما. وفقا لميخائيل لوتمان، من الممكن أن نرى بوضوح التأثيرات الكانطية في أعمال يوري لوتمان (Lotman 2000). في الفصل التمهيدي لكتاب «الثقافة والانفجار»، وهو أحد أعماله الأخيرة (صدر أوائل التسعينيات عندما لم يكن هناك التزام بالاستشهاد بالأعمال الماركسية اللينينية كمصادر للسيميوطيقا الثقافية)، يرسم لوتمان (2009) خطوط توازٍ واضحة بين تمايز السيميوسفير وما هو خارج-سيميوطيقي من جهة، والتمييز الكانطي بين العالمين الظاهري (phenomenal) والباطني (noumenal) من جهة ثانية. لن نركز هنا على الاختلافات بين لوتمان وكانط، بل سنركّز، بدلا من ذلك، على الكيفية التي شخّص بها لاكلاو التمييز بين الخطابي وما هو خارج-خطابي (extra-discursive) ـ وهذا الزوج المفاهيمي هو الأكثر صلة بالتمييزات التي ندرسها هنا. ينصُ لاكلاو في مقالته «الخطاب» بوضوح: «إن الفرضية الأساسية لمقاربة خطابية هي أن إمكانية الإدراك والفكر والفعل تعتمد على بَنْينَة حقل من الحقول يحمل دلالة ويوجد سلفا في أي فورية واقعية» (2007: 541). تعود جذور هذه المقاربة إلى كانط (Laclau 2007). وبطبيعة الحال، تختلف النسخ المعاصرة من تحليل الخطاب والسيميوطيقا الثقافية اختلافا جوهريًا عن فكر كانط (على سبيل المثال، عدم التمسك بفكرة أن بنية الإدراك/الفكر هي قبلية (priori)؛ واللجوء إلى التقليد السوسيري في اللسانيات وفي مجالات تحليل الخطاب، إلى غير ذلك). لكن ما يهم من وجهة نظرنا هو أن لاكلاو ولوتمان كليهما ملتزم بالتحديد الأنطولوجي لحقل المعنى (الخطاب، النص، السيميوسفير) وما هو خارج هذا الحقل (ما هو خارج سيميوطيقي، ما هو خارج الخطاب) وما يترتب عنه على سيرورة الدلالة. في أعمال لوتمان، ما هو خارج السيميوطيقا وما هو خارج السيميوسفير ليس سوى شيء مجرد، أو في الواقع، هو شيء لا يمكن تخيله. وعلى نحو مماثل، في عمل لاكلاو، تُمنح لنا الموضوعية الاجتماعية بأكملها بشكل خطابي.
يقدم ميكلسار تمييزا بين «الواقعي»/«الواقع» و«الحد»/«السد» لدعم نقده الأنطولوجي لموقفنا: «ينظر لوتمان إلى انفتاح السيميوزيس من حيث علاقته بواقعٍ خارج-سيميوطيقي، في حين ينظر لاكلاو إلى انفتاح الدلالة من حيث علاقتها بـ«الواقعي». أو بعبارة أخرى: يهتم الأول بسد الواقع والسيميوسفير ـ والثاني بحدود الواقعي والتشكل الخطابي» (Mihkelsaar 2018: 9). إن اللعب على هذا الاختلاف الاصطلاحي أمر مضلل إلى حد ما. في أعمال لوتمان باللسان الإنكليزي، لا يوجد فرق جوهري بين استخدامات مصطلح «الحد» limit» والسد «boundary، على سبيل المثال، في ترجمة ويلما كلارك Wilma Clark لكتاب «الثقافة والانفجار»، استخدمت كلمة «الحد» لترجمة الكلمة الروسية «границa»، ترتبط دلالات الأخير بكل من الحدود والسدودboundaries/limits الداخلية والخارجية لشيء ما.
وبالانتقال من المستوى الاصطلاحي إلى المستوى المفاهيمي، يرى ميكلسار أن «الواقعي» بعيد كل البعد عن أن يكون نفس الشيء مثل الواقع: «في تحليل الخطاب، لا يشير الواقعي إلى الحاجز الخارجي، بل إلى الحدود الداخلية للدلالة، أو ببساطة إلى الفراغ الذي بسببه لا توجد بنية دالة قادرة على التطابق مع نفسها وإنتاج نفسها كواقع شفاف تماما» (Mihkelsaar 2018: 12–13). قد نتفق مع هذا، ولكن يجب علينا أيضا أن نحدد أن استحالة هذا التجميع الداخلي تتطلب أن تتولى قوة خارجية جزئيا عن البنية وظيفة توفير الحد أو الإغلاق (Laclau 2007: 545). ولا يمكن تخيل هذا الإغلاق بدون آخر (Other). وهذا الإغلاق ضروري، وإن كان مؤقتا، حيث لن تنبثق بدونه أي نسقية لازمة لخلق المعنى. بالنسبة للوتمان، ترتبط السمات المُبَنْيِنة للسيميوسفير بشكل أساسي بتوليد المعنى والذات السيميوطيقية، التي كما يؤكد لوتمان، متجانسة مع أي كُلّية سيميوطيقية. على سبيل المثال، يمكننا تحليل السيميوسفير أو فضاء توليد المعنى بشكل عام، والأمر نفسه ينسحب على الذات (Lotman 1997) باعتبارها فضاءً سيميوطيقيا. إن ما هو خارج سيميوطيقي هو شيء ضروري للسيميوسفير، أو لثقافة معينة، أو ذات محددة، ومن أجل خلق هوية معينة. يمكن أن يكون ما هو خارج سيميوطيقي ثقافة أخرى أو نصا أو لغة سيميوطيقية، أو بعبارة أخرى، هذه القوة الخارجية التي تسمح لعناصر الحقل الخطابي غير المتمفصلة بالتجمع في لحظات خطاب أو وحدات متمفصلة وفق مصطلحات لاكلاو وموف (1985: 105). يحاول ميكلسار أن يجعل الاختلاف في الفروق الدقيقة المحيطة بمفهومي الحد/السد أكبر مما يسمح به الفكر النظري لدى لاكلاو ولوتمان. وبالتالي، فإن ردنا عليه هو أن إطار برنامج البحث في السيميوطيقا السياسية سيحتاج إلى توضيح كل من أنطولوجيته وميتودولوجيته. ولعل أفضل طريقة لفهم ما يجعل هذه السيميوطيقا سياسية هي مناقشة النقاط الحاسمة التي طرحها ميكلسار بشأن الفئة الأساسية للسياسة: الخصام.
4. السيميوطيقا السياسية كدراسة للحوار والخصام
إن الشعور بأن ميكلسار قد أساء إلى حد ما تأويل أهداف النظرية السيميوطيقية للهيمنة، وهي (الهيمنة) تصور مؤسّس لـ»السيميوطيقا السياسية»، يتعزز (هذا الشعور) في معالجته لمفهوم لوتمان للحوار ومفهوم لاكلاو للخصام باعتبارهما مختلفين جوهريا وغير قابلين للترجمة. ونحن نتفق معه تماما في أن هذه المفاهيم مختلفة. وفي الوقت نفسه، يجب أن نشير إلى أننا لم نجاور بين مفهومي الخصام والحوار، بل تحدثنا عن مفهومي الخصام (لاكلاو) وعدم قابلية الترجمة (لوتمان) باعتبارهما يؤديان نفس الوظائف في المفهومين الخاصين بهما. تتجلى عدم قابلية الترجمة على المستوى المعرفي الأساسي، على سبيل المثال، في الدافع الخارجي الناجم عن الرؤية، والذي هو مستمر/وأيقوني بطبيعته، تتم ترجمته إلى فكر منفصل مثل الكلمة المنطوقة. إن عدم قابلية الترجمة بين المنفصل والمستمر هو الأساس للديناميات في الأنساق ذات الدلالة وهو ما يؤكد أيضا استحالة الإغلاق النهائي أو الإيجابية الكاملة للنسق، وهذا إن دل فعلى أنه ليس سوى طريقة أخرى للقول أن ثمّة في قاموس لاكلاو، خصاما لا مفر منه داخل أي نسق ذي دلالة (السيميوسفير، نص، خطاب). وبهذا المعنى، الأمر إلى حدٍّ ما ملتبس حيث لا نجد أي إحالة إلى مفاهيم عدم قابلية الترجمة والمنفصل والمستمر بالمعنى (اللوتماني) الذي نستخدمها فيه. يتم ذكر التوتر بين القابل للترجمة وغير القابل للترجمة (المتعذر ترجمته) هنا وهناك بشكل عابر، وتم تخصيص مسألة الترجمة بشكل أساسي لموضوع (استحالة) التوليف بين سيميوطيقا لوتمان الثقافية مع الأنطولوجيا السياسية للاكلاو.
وكما هو معروف، يستعير لوتمان (مع بعض التكييفات) مفهوم الحوار من باختين. ولا يتحدث الأخير عن الحوار باعتباره وضعية كلامية رسمية بين المتواصلين A أو B، بل يتحدث عن علاقة حوارية في إنشاء المعنى وتوليده. في الحوار، يتم استيعاب كلمة معينة في نسقها المفاهيمي الذي يتكون من مواضيع محددة وتعبيرات عاطفية، ولكن هذه الكلمة ترتبط أيضا ارتباطا وثيقا بإجابة شريك المحادثة المحتمل، أو موافقته المحفزة أو عدم موافقته على معنى هذه الكلمة (Bakhtin 2001: 282). ومن ثم فإن الاستجابة المحتملة في الحوار تكون أساسية كمبدأ تفعيل معين يخلق الأساس للاستجابة الفاعلة. ومن المهم التأكيد على أن المرسل إليه (الثقافة الأخرى أو الذات في حالتنا) ليس أبدا متلقيا سلبيًا، بل منشئا فاعلا لـ«ملفوظ» المرسل إليه (ثقافته الخاصة أو الذات في حالتنا). ويكمل المُرسل إليه هذه العلاقة التواصلية بفروقها الدقيقة. وهكذا تشير الحوارية، من ناحية، إلى عدم قابلية الترجمة ذات الخاصية في توليد المعنى، ولكن أيضا تشير من ناحية أخرى إلى الجهد للتغلب على عدم قابلية الترجمة، ومن أجل خلق معنى قابل للتواصل. إن عدم قابلية الترجمة التي تتميز بها السيرورة الدالة على المستوى الأنطولوجي ذاته، ليست في جوهرها شيئا آخر سوى علاقة خصامية بالمعنى الذي يقصده لاكلاو. يحيل الحوار إلى الترجمة في ظروف عدم قابلية الترجمة. والحوار هنا لا يحيل بشكل ضيق إلى نوع من وسائل تحقيق الإجماع الديمقراطي، بل يتجه إلى الخارجي، أي إلى الآخر، كشرط ضروري لتوليد المعنى كما هو ذاته. في التواصل الفعلي، قد تكون الحوارية محجوبة أو محذوفة. في هذه الحالة، يمكننا أن نتحدث عن أشكال مختلفة من العلاقات التي تشكل توليد المعنى، على سبيل المثال إعادة التشفير الخارجي» أو «إعادة التشفير الداخلي» التي ناقشها لوتمان (1977 [1971]: 36, 37) والتي استخدمناها أيضا لتحليل تشكيل وتفكيك خطاب «ثورة الغناء» في إستونيا (Selg and Ventsel 2010: 468–469).
بالطبع، يجب أن نضيف أن عدم قابلية الترجمة، هنا، يعني فقط استحالة الترجمة الدقيقة. في سيرورة الترجمة، يتم دائما العثور على بعض المُعَادِلاَت/المتكافئات الثقافية التي تجعل التواصل الهادف ممكنًا. يجب التذكير أنه أيضا في فهم لاكلاو، يتشكل الخطاب الهادف في التوتر بين التكافؤ والاختلاف. الأمر نفسه لدى لوتمان، فإن الحوارية والحدود المصاحبة لها، تشكل الشروط المسبقة لتوليد المعنى أو توليد الفكر كما هو ذاته. ومن المهم أيضا التأكيد على أن عدم قابلية الترجمة يشكل إمكانية لظهور معنى جديد. وهذا يعني أن كل ما هو غير قابل للترجمة يفتح عددا من المسالك المتنوعة المحتملة، والخصامات الجديدة من حيث تجد أطرافها اتحادها المؤقت في التفاعل بين اللغات الثقافية. وعلى الرغم من أن لاكلاو يركز في أنطولوجيته على العواقب السياسية المترتبة عن الخصام، إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هدفه هو التخلي عن تحليل محاولات التغلب على الخصام ـ أي محاولات إنشاء اتحادات اجتماعية بدلا من الانقسامات الاجتماعية. وتحليل الخطاب بهذا المعنى هو في الأساس تحليل شروط إمكانية الخطابات (انظر Laclau 1999). ومن وجهة نظر لوتمان، فإن هذا التحليل سيكون تحليلا لمختلف استراتيجيات الترجمة (أو أشكال التشفير المختلفة) في شروط عدم قابلية الترجمة. وعلى النقيض من لوتمان ومدرسة تارتو-موسكو، فقد أولى لاكلاو ومدرسة إسيكس اهتماما أقل لهذه القضايا المنهجية والميتودولوجية (وهو ليس نقدا لها، بل يشير إلى فرصة لاستكمالها). وهذا بالضبط ما يُحفّزنا على اقتراح السيميوطيقا السياسية ومعها النظرية السيميوطيقية للهيمنة. لكن هناك، بالطبع، أسباب أخرى تحفز مسعانا: فنحن نعتقد أن السيميوطيقا السياسية من شأنها أن تساهم، في ذات الوقت، بزيادة السيميوطيقا في العلوم الاجتماعية التي كانت في تراجع في العقود الأخيرة؛ بالإضافة إلى ذلك، من خلال تطبيق السيميوطيقا الثقافية في التحليل السياسي، يمكن أن تصبح واحدة من التخصصات الفرعية الطليعية لما يسمى «المنعطف العلائقي» في العلوم السياسية والحكم (أنظر Selg 2016a) تم تناول هذا الأمر وقضايا أخرى ذات صلة في الدراسة التي نكتبها حاليا بعنوان «السيميوطيقا السياسية كنظرية ومنهج: مدخل إلى التحليل السياسي العلائقي» (بموجب عقد مع دار النشر بالغريف ماكميلان) (من ترجمتنا).
5. السيميوطيقا السياسية باعتبارها
تحليلا سياسيا علائقيا
بما أن السيميوطيقا كانت واحدة من أقدم التخصصات في العلوم الإنسانية التي حددت مقاربتها بشكل واضح من حيث العلائقية، فمن اللافت للنظر ألا أحد تقريبا قد استخدم التقليد السيميوطيقي في برنامج السوسيولوجيا العلائقية (Dépelteau 2018). تفترض كل من تصورات سوسير وبيرس للعلامة أنها علاقة تأسيسية وليست كيانا. بالإضافة إلى ذلك، تفترض هذه المفاهيم أن العلامات يمكن فهمها دائما كجزء من نسق العلاقات مع العلامات الأخرى. أخيرا، وعلى النقيض من التمثُلات النمطية للسيميوطيقا في العلوم الاجتماعية التي تُماثلها بشكل أساسي بالبنيوية، فإن نسق العلاقات هذا، عبارة عن سيرورة تَمدُّدٍ دينامي لا يمكن فهم عناصرها التأسيسية بمعزل عن التدفقات المندمجة فيها، والعكس صحيح. وهذا هو بالضبط ما اقترحه تقليد «السوسيولوجيا العلائقية» كرؤية عامة حول الواقع الاجتماعي (Dépelteau 2018). وكما جادل أحدنا (Selg 2018, Selg 2016b)، فضلا عن تصور لاكلاو ومدرسة إسيكس للهيمنة، فإن العديد من التصورات الأخرى للقدرة (power)، التي وضعت حدا لفهم القدرة كمورد أو كعلاقة ميكانيكية، قد أثّرت في العديد من تيارات السوسيولوجيا السياسية والنظرية السياسية التي يمكن وضعها تحت مظلة ظاهرة «المنعطف العلائقي» في التحليل السياسي.
في عملنا الحالي، نؤيد أن المقاربة من منظور السيميوطيقيا الثقافية كانت من الناحية الميتودولوجية الأكثر تميزا في السيميوطيقا عندما يتعلق الأمر بتحليل أشكال التعريف واستراتيجيات الترجمة ورسم الحدود ـ كل السيرورات الملائمة من أجل جعل القدرة والحكم والديمقراطية مفهومة عندما تتم مفهمتها من حيث السيرورات الثقافية والتواصلية التي تكون علائقية على طول المسار. ولذلك، فإن ضبط تطور السيميوطيقا السياسية الناشئة مع «المنعطف العلائقي» في التحليل السياسي بشكل عام هو ما نعتبره مهمتنا التالية ذات الأسبقية. وهو السبب أيضا الذي حملنا على الدفاع -على عكس جانار ميكلسار- عن إمكانية وجود نظرية سيميوطيقية للهيمنة.
مفاهيم:
ـ مفهوم «الشيء في ذاته» (Noumenon) هو أحد المفاهيم المركزية في فلسفة إيمانويل كانط. يشير إلى أن هناك واقعًا موضوعيًا مستقلًا عن تجربتنا البشرية المباشرة، وهو ما يعبر عنه بـ «الشيء في ذاته». بعبارة أخرى، كل شيء في العالم الخارجي يمتلك وجودًا مستقلًا عن إدراكنا الحسي، لكننا لا نستطيع معرفته أو الوصول إليه مباشرة كما هو.
يميز كانط بين «الظاهرة» (Phenomenon) و»الشيء في ذاته». الظاهرة هي الطريقة التي يظهر بها لنا العالم عبر حواسنا وفهمنا، وهو ما نختبره بالفعل. أما الشيء في ذاته فهو الكيان أو الواقع كما هو في جوهره، خارج نطاق حواسنا وقدرتنا على إدراكه.
وفقًا لكانط، نحن ككائنات بشرية لدينا حدود معرفية معينة، ولا يمكننا تجاوزها لفهم «الشيء في ذاته» بشكل مباشر. أي أن معرفتنا بالعالم تكون دائمًا من خلال إطار التجربة البشرية المحدودة.
أثارت فكرة «الشيء في ذاته» العديد من التساؤلات الفلسفية، وتبقى موضوع نقاش كبير بين الفلاسفة حول طبيعة العالم خارج إدراكنا الحسي.
ـ نظرا لغياب الدقة في ترجمة بعض المفاهيم، ترجمنا مفهوم (Power) بـ»القُدرة» تمييزا لمفهوم «القُدرة» عن مفهوم «السلطة» (Authority). كما فضلنا ترجمة مفهوم (Governance) بـ»الحكم»، وهو المعادل الملائم في تقديرنا بدل المفاهيم المستحدثة على غرار (الحكامة والحوكمة والحاكمية). كما فضلنا الإبقاء على مفهوم (semiosphere) كما ورد في لسانه الإنكليزي تجنبا لترجماته المتعددة والارتجالية على غرار (الحد السيميائي، الحد السيميوطيقي والكون السيميوطيقي).
الهوامش
. إن العمل الأكثر تفصيلًا ونسقية في مجال الميتودولوجيا التي تنبع من الأنطولوجيا ما بعد البنيوية هو عمل غلينوس وهاورث (2007). ويمكن النظر أيضًا مارتيلا (2015).
. هذه هي الطريقة الشائعة لفهم العلاقة بين الأنطولوجيا والميتودولوجيا في العلوم الاجتماعية (أنظر Hall 2003; Hay 2006; Bevir 2008; Selg 2016b; Marsh et al. 2018).
المصادر والمراجع
– Bakhtin, Mikhail. 2001. The dialogic imagination: Four essays. M. Holquist (ed.). Austin: University of Texas Press.
– Barthes, Roland. 1980 [1971]. From work to text. In: Image-Music-text. (trans.) S. Heath, 155-164. New York: Hill and Wang.
– Bevir, Mark. 2008. Meta-methodology: Clearing the underbrush. In J. Box-Steffensmeier, H. Brady & D. Collier (eds.), The Oxford handbook of political methodology, 48–70. Oxford: Oxford University Press.
– Dépelteau, François (ed.). 2018. The Palgrave handbook of relational sociology. London: Palgrave Macmillan.
– Glynos, Jason & David Howarth. 2007. Logics of critical explanation in social and political theory. London: Routledge.
– Hall, Peter. 2003. Aligning ontology and methodology in comparative research. In J. Mahoney & Dietrich Rueschemeyer (eds.), Comparative historical analysis in the social sciences, 373–404. Cambridge: Cambridge University Press.
– Hay, Colin. 2006. Political ontology. In R. Goodin & C. Tilly (eds.), The Oxford handbook of contextual political analysis, 78–96. Oxford: Oxford University Press.
– Jørgensen, Marianne W. & Louise J. Phillips. 2002. Discourse analysis as theory and method.
London: Sage.
– Kaplan, Michael. 2010. The rhetoric of hegemony: Laclau, radical democracy, and the rule of tropes. Philosophy and Rhetoric 43(3). 253–283.
– Laclau, Ernesto. 1999. The politics of rhetoric. In T. Cohen, J. H. Miller & B. Cohen (eds.), Material events: Paul De Man and the afterlife of theory, 229–253. Minneapolis: University of Minnesota.
– Laclau, Ernesto. 2007. Discourse. In R. Goodin, P. Pettit & T. Pogge (eds.), A companion to contemporary political philosophy, 541–547. Oxford: Blackwell Publishing.
– Laclau, Ernesto & Chantal Mouffe. 1985. Hegemony and socialist strategy: Towards radical democratic politics. London: Verso.
– Lotman, Juri. 1977 [1971]. The structure of artistic text. (Michigan Slavic contributions 7). Ann Arbor: University of Michigan Press.
– Lotman, Juri. 1997. Culture as a subject and an object in itself. Trames 1(51/46). 7–16. Lotman, Juri. 2009. Culture and explosion. Berlin & New York: Mouton de Gruyter.
– Lotman, Mihhail. 2000. A few notes on the philosophical background of the Tartu school of semiotics. European Journal for Semiotic Studies 12. 23–46.
– Marsh, David, Selen A. Ercon & Paul Furlong. 2018. A skin not a sweater: Ontology and epistemology in political science. In Vivien Lowndes, David Marsh & Gerry Stoker (eds.), Theory and methods in political science, 4th edn., 177–198. London: Palgrave Macmillan.
– Marttila, Tomas. 2015. Post-foundational discourse analysis: From political difference to empirical research. Basingstoke: Palgrave Macmillan.
– Mihkelsaar, Janar. 2018. Lotman’s semiotic theory of culture or Laclau’s political ontology?
Semiotica 224. 135–163.
– Selg, Peeter. 2009. Vaevaline tee pronksmemuaristikast ühiskonnaanalüüsini. Acta Politica Estica 3. 99–13.
– Selg, Peeter. 2010. Toward a semiotic model of democracy. Applied Semiotics/Sémiotique appliquée 10(25). 22–54.
– Selg, Peeter. 2011. An outline for a theory of political semiotics. Tallinn: Tallinn University Press. Selg, Peeter. 2013. A political-semiotic introduction to the Estonian “bronze-night” discourse.
Journal of Language & Politics 12(1). 80–100.
– Selg, Peeter. 2016a. Two faces of the ‘relational turn’. PS: Political Science & Politics 49(1).
27–31.
– Selg, Peeter. 2016b. ‘The fable of the Bs’: Between substantialism and deep relational thinking about power. Journal of Political Power 9(2). 183–205.
– Selg, Peeter. 2018. Power and relational sociology. In François Dépelteau (ed.), The Palgrave handbook of relational sociology, 539–557. London: Palgrave Macmillan.
– Selg, Peeter & Rein Ruutsoo. 2014. Teleological historical narrative as a strategy for con- structing political antagonism: The example of the narrative of Estonia’s regaining of independence. Semiotica 202. 365−393.
– Selg, Peeter & Andreas Ventsel. 2008. Towards a semiotic theory of hegemony: Naming as hegemonic operation in Lotman and Laclau. Sign Systems Studies 36(1). 167–183.
– Selg, Peeter & Andreas Ventsel. 2009. Semiootilise hegemooniateooria suunas: Laclau ja
Lotman dialoogis. Acta Semiotica Estica VI. 120–132.
– Selg, Peeter & Andreas Ventsel. 2010. An outline for a semiotic theory of hegemony. Semiotica
182. 443–474.
– Selg, Peeter & Andreas Ventsel. 2012. On semiotic theory of hegemony: Conceptual foundation and a brief sketch for future research. In S. Frank, C. Ruhe & A. Schmitz (eds.), Explosion und Peripherie. Jurij Lotmans Semiotik der kulturellen Dynamik revislted, 41–56. Bielefeld: Transcript Verlag.
– Ventsel, Andreas. 2009. Towards semiotic theory of hegemony. Tartu: Tartu University Press.
– Ventsel, Andreas. 2010a. Hegemooniline tähistamisprotsess fotograafias. Kunstiteaduslikke Uurimusi = Studies on Art and Architecture = Studien für Kunstwissenschaft 19. 212−234.
– Ventsel, Andreas. 2010b. The construction of the Stalinist post-war (1944–1953) “Soviet People”: A concept in the political rhetoric of Soviet Estonia. Applied Semiotics/ Sémiotique appliquée 10(25). 73−83.
– Ventsel, Andreas. 2010c. Visualization of “people” in Soviet Estonian public photos of Stalinist era. Social Semiotics 20(5). 593−612.
– Ventsel, Andreas. 2011a. Hegemonic signification from cultural semiotics point of view. Sign
Systems Studies 39(2/4). 58–88.
– Ventsel, Andreas. 2011b. On the independence of the humanities: TMS and official soviet politics of science. Review: Max Waldstein, Soviet Empire of Sign. VDM Verlag Dr Müller, 2008. Sign Systems Studies 39(2/4). 357–366.
– Ventsel, Andreas. 2012. Political analysis as auto-communication of culture. Chinese Semiotic Studies 7(1). 260−270.
– Ventsel, Andreas. 2014. Hegemonic signification from perspective of visual rhetoric. Semiotica
199. 175−192.
– Ventsel, Andreas & Taras Boyko. 2018. On the analysis of power and politics from the perspective of Juri Lotman’s semiotics of culture. Sign Systems Studies 46(1). 168−177.
– Waldstein, Maxim. 2008. Soviet Empire of signs: A history of the Tartu School of Semiotics.
Saarbrücken: VDM Verlag.
– رابط مقال: «السيميوطيقا الثقافية عند لوتمان أو الأنطولوجيا السياسية عند لاكلاو؟» (من ترجمتنا).
https://www.degruyter.com/document/doi/10.1515/sem-2016-0199/html