يوسف عبد العزيز
شاعر أردني
رأسُ الشاعر
في لحظات الكِتابة
أشتمُّ رائحةَ ضوءٍ غَريب
ومثلَ زهرةِ فضّةٍ كبيرة
ألمحُ رأسي طائشًا في أقاصي السماء.
فاكهة الماء
مرّةً على الشاطئ
هاجمتْنا الأمواج
جسدُكِ الصغيرُ كان
عنقودَ نارٍ في فَمِ البحر
ذات مساء في الكناري*
على الطّاولةِ جلسنا هادئين
وما هي إلا لحظات
حتى تطايرت الأواني والأزهار
وارتطمَتْ أجسادُنا بالسّقف
لقد عَبَرت الصّالة
امرأةٌ بآلافِ الأجنحة.
شِفاه
في المِرآة
ثَمّةَ سَمَكتانِ صغيرتانِ
وحَمْراوان
تلتصقُ الواحدةُ بالأُخرى مَذعورةً
وتَرتَجِف
الغابة
حين عكّرْنا صمتَها
مثلَ نَسرٍ شرس
الغابة ظلّت تُحوِّمُ فوقَ رؤوسِنا
حتّى حدودِ المَدينة
الحَبَق
الحَبَقُ ليسَ بَهلوانًا في سيركْ
الحَبَقُ حين يَهتزُّ في المساء
فإنّه برائِحَتِهِ الغزيرة
يُنادي عَلينا
ضَحِك
في الصّباح
هَمَمْتُ بارتداءِ ملابسي
فَتَساقطَ منها ضَحِكٌ رنّان
وملأَ الغرفة
وتَذكَّرتُ:
الليلةَ الماضية
وبينما أَصابَتْكِ نوبةٌ من القَهقَهة
أنا كنتُ أُعبِّئ جُيوبي بالضَّحِك.
عَماء
ربيعٌ خجول
مَرَّ تحتَ نافذتي
لَوَّحَ لي
ثمّ غابَ وراءَ المُنعطفِ القريب
المارَّةُ لم يشاهدوا
لَبدَتَهُ الفائرةَ بالأزهار
ولا غيمةَ العُشب التي يجرّها وراءَهُ
لقد ظنّوهُ مُتسوّلًا.
ثياب
مثل قميصٍ ضيِّق
بيتي الذي أُقيم فيه
دائمًا تَتَكسَّر جُدرانُهُ
وتَتَساقَطُ حِجارتُه
عندما أتحرّكُ
أو أتثاءَب.
الجبل
أبعِدوا الناسَ المحتشدين في السّاحات
والطّرُق
أبعِدوا عُمّالَ المطافئ
أبعِدوا رِجالَ الإنقاذ
فالجبل يحاولُ الطّيَران.
الكلب
يتقدَّمُ
والدَّمُ يسيلُ من شِدقيه
ذلك الكلب الرّائع
ذو الزَّغب النّاعم
والشّفتينِ المعجونتين بالورد
أيُّها الكلب
يا خديعةَ المرأة
لا تقضمْ ذاكرتي
أيُّها الكلبُ الجميل
دعني أكتبُ الشِّعر.
الهوامش
*الكناري: فندق في مدينة عَمَّان.