دارين حوماني
سيأتي يوم
تقول الحياة،
منقادة إلى ما هو جوهري،
الصمت التام
عمل لا يمكن تحمّله
ينبغي أن أعثر عليه في داخلي
من الضروري جدًا
نهاية اللا-إنسان والأشياء..
نفرط في الحكم على الحياة
يكفي فقط أن نصغي إلى موسيقى الكينونة
كل ما هو قابل للشقاء
يصير محارة مبتهجة بمرور مياه البحر
داخل جسدها..
تكوين الحياة
امرأة شاردة
على جسدها وشم مخلوقات فوقية
تقودنا إلى هجرات داخل النفس
وتؤكّد لنا
أن جسدها يتّسع لأكثر من سماء..
أكثر من حقيقة واحدة..
من يحرس البيت
أعمق من ضوء
الشجرة، الهواء، الشمس،
الخلود خطاب الكون..
ما الذي سيحرس العمر من التلاشي
ليس بوسعنا التقاط الزمن..
عابرون فوق المحيطات
نكتب من فوق الأرض
نرسم وجوهنا مشوّهة وسعيدة
فوق المياه المتجدّدة..
من يحرس العمر..
الكلمة.. الصوت..
تقول الطائرة:
هناك مطبّات هوائية
معلَّقون بين الغيمة والغيمة
شجرة ديكارت لا تكفيني في هذه اللحظة
أزن كلماتي فأزداد جهلًا..
الحياة امرأة شاردة
تمنحنا إيماءات علينا تفكيكها
كيف تفكر الشجرة والغيمة، وكيف تفكر الريح والعاصفة
الرغبات واللا-رغبة..
ما قبل الزمن هناك حقيقة ثابتة
خرائط الضوء تمسكنا برؤوسنا
سيأتي يوم نفكر حتى في الأسى أنه جميل
يكفي أننا هنا
لأن الحياة امرأة كاملة بمعانٍ كثيرة..
القطيعة
لمواجهة الغرفة المقفلة
يجب تجنب الذكريات
تلك التي أصبحت أطرافها نحيفة
بالقدر الذي يجعلنا نمضي في أي عتمة
محمّلين بالرغبة..
بلى كانت «بنلوب» تبني بيتًا أعلى الصخور
علّها تدخله ذات يوم دون خوف
كشخص جديد بلا مآسٍ عظيمة وتافهة
بلا موتى أسفل طاولة الكتابة
أولئك الذين كانت مواهبهم
في انتزاع الحياة من حياتها..
التخفيف من الحقيقة
يوهمنا بالفرح
وسيلة للميل نحو الحياة..
رغم كل محاولات أمي للتنازل عن تفاهاتي كما تقول
لم أتمكن من اعتناق ضلالها
ما يعذبني أني أيضًا لم أتمكن من القطيعة..
أرغب أن أكون رسامة
بورتريهات ممتلئة بما هو باطني
أن أمنح الوجوه بعضًا من الزيف
كي تصبح سعيدة..
أرغب أن أكون عازفة أيضًا
كي أتوقف عن السأم من هذا العالم..
يجوز لنا أن نعجز أحيانًا
لا نعرف أي اتجاه ينبغي أن يرافقنا
ما لا يجوز هو عدم القدرة على الاستغناء
الاحتفاظ بكل الطرقات، بكل التناقضات..
الكائن الذي يجلس في المنتصف
ينتظر يدي
وسيلة غير متوقعة للعودة إلى الحياة
من حيث توقفت،
لا..
من حيث البداية..
إلغاء الزمن، السقوط، الانحدار، الشقاء..
الشفاء من كل ذلك..
التعانق بشغف متدفق..
على طريقة اتخاذ موقف أخير،
التحرر من التناقضات..
عن مدينة غير قابلة للحب
يحدث أن تكون في مدينة غير قابلة للحب
فقط لإحداث الألم
إغواء كثير للعزلة
يذهب الآخرون في حياة خالدة
أو سقطات لا ترحم
وأنت تفكر كعجلة تدور حول نفسها
وتحزن كعجلة
لا تزال تعبث بأول حماقاتك
عاجزًا عن الفكاك من الهاوية..
ذاكرة طويلة المدى
مصدومة من الحنين إلى كل ما كان
يتجاوز قدرتي على البقاء..
للموسيقى وحدها القدرة على قتلي
مرات ومرات
ذلك الكائن الذي يجب قتله
لإنقاذه من موته..
أبحث عن طبيب نفسي
لكل ما حملته من بلادي السعيدة!!
هناك حيث ينتفي مبرّر الوجود
وتتمشى الرصاصات
في الاتجاهات المعاكسة لبعضها البعض..
لا يمكن أن أتصور مدينة حيادية
مثل هذه المدينة التي جئتها
تخليص الإنسان من سقوطه بين كل ذلك
يتم بحنان بالغ..