صدام الزيدي
حتى الآن لم يخبرني أحد
كيف احترقت مدينة بكاملها
نبتت من صحراء وكانت مزارًا
للعالم
قبل أن تحلّ بها الكارثة:
خيط نار اندلع من جسر في خاصرتها الشمالية
وأخذ يجرح الطريق
بمشرط
وعيناي ترقبانه
قبل لحظة حاسمة من العام 2027.
ولم يسألني أحد،
كيف انهارت القرية المنيفة
إجلالًا
تودع شمس الغروب
المدينة/ القرية/ «المصنَعَة/
لي فيها جنة في الصباح
وعند الظهيرة
وفوق ربى الليل.
الحصون التي انزلقت توًا
من «مصنع كبريت»
حيث إلهة الضباب تختبئ
في
أعالي
القبة
الحمراء
انهارت في ساعةٍ
من
فجرٍ
قديم…
سمعت ذلك وأنا نائم
قبل خمس سنوات،
نهضت فزعًا
وبدأت أشقّ طريقًا
-وعِرًا من جبال وارتباكات-
إلى يوتيوب
حيث الباحثون عن طلاسم يدي
في
غفلةٍ
من الأمر.
ذات ليلة قمرية
تحت الشجرة الطيبة
كتبت نصًا
عن «ذَنَب» جنكيز خان،
آخر عقدة في عمودي
الفقري،
الشريحة الكونية
التي
دفنت في الأرض المهجورة
ورافقتني في البئر
إلى
ما شاء الله
إنه يوم «الفالنتاين»
تحشرج حنجرة
أمي
المريضة
في البلاد
باسمي، وهي تقبض بيديها
على أطراف السرير
من شدة الحمى..
هاتفتها ساعة من الليل
ونسيت إخبارها
أنني انتزعت الحمى من صدرها
وفي العاشرة من صبيحة الغد
ستكون بخير
أحدٌ، لم يسألني:
لم ارتديت «قميص يوسف»
البارحة
– قميصي الأحمر الجميل
الذي لا أرتديه إلا مرّةً
في السنة -،
وكيف سيحمله الرسول إلى
عين أمي؟
ومتى تحديدًا؟
أفي أوائل تموز القريب
أم باكرًا في خريف 2028
قبل طقس أخير من الوعد الذي كلما هربت منه
حاربني
على
طريقة أفلام «النينجا»؟…
أيها الهارب من كل شيء:
كيف تفسر هروبك من كتب المتصوفة
التي
غزت
رأسك هذا العام
من تيليجرام،
إلى مكتبة «خزعل الماجدي»؟
– كنت أضع فرمانًا لملاك بجناح مكسور
يجلس بأعلى كتفي الأيمن
وكنت أضع فرمانًا موازيًا،
للشريد
الذي
يتحدث إلى النائمين
في المشارق والمغارب
فيطيرون بضربة حمى
إلى
الفيليبين.
«أنا يوسُفٌ يا أبي»…
لم تعد تلهمني أغنية مارسيل
بل إنني نسيتها تمامًا، كما
نسيت محمود درويش….
كل حيرتي الآن:
من الذي رشّ قطرة الدم
العالقة
بقميصي
الأحمر
الوحيد؟
ولم «أنا» دون غيري
من
الشعراء؟
وكيف سأقتل الحيّة،
نيابةً عن «قهر» كلكامش
الحيّة التي تطوِّق قريتنا
متخذةً وضعيّة الدائرة
لإخضاع جبل «قاف»،
الحيّة التي سأنحرها بسيفي
بعد 30 ليلةً من إعادة «العبادلة» و»الأدارسة»
إلى الأرشيف الأزرق؟…
لا أحتفل بـ 14 فبراير/ شباط
كما يفعل «فسابكة» هنا وهناك
كان في حوزتي وردة واحدة:
تسللت عند الظهيرة
إلى جبل الزيتون في البصرة
حيث انتظرتني «رابعة العدويّة»
عطشانةً
ينز من رقبتها ماء أخضر،
لم تعترض ولم تسأل عن أحوال
العاشقين
اليوم
وقد صار لكل منهم:
صفحة على
فيسبوك/ قناة على يوتيوب/
وصهريج فضّي فوق غيوم فيلادلفيا،
بسرعة الماء، فهمت ما الذي جاء بي
وبلا مقدمات
أنشدنا بصوت واحد وبقلب واحد:
يا الذي في الأعالي
في الشجر والبحر والحجر
وردة وحيدة ليست لسواك
ليس كمثلك شيء
أنت عين المحيط
التي
ذوّبتني
فلم أذُق حزنًا
بعدها،
يا إلهي وسيدي:
يا إلهي وسيدي::
يااا إلاااااهي وسيدي:::
(تصاعد أنفاسي إليك)
ابتهالٌ
عن
الأولين
والآخ
ر
ي
ن