فقاعات وضجيج
لا تترك الحزن
يصطاد في مياه أنهارك
لا توجد قطرة من الوجد
ولا حنين.
تمسك بالثمرة التي قطفتها مؤخرا
في ملكوت الفرح
بمقدورك أن تداعب الحزن
بدمعة واحدة لا أكثر
فهي قادرة أن تعبّر
مدى السر الذي اكتشفته
من نافذة حياتك الماضية.
لا تعوّد نفسك على الظنون
فأثآمها ترقص في جسدك بنشوة
فقط .. اصنع احلامك لحظة بلحظة
حتى وإن لم يعجبك غناءها
دعها تصرخ عاليا
كما لو أنها تضاجع الكون.
لا تسرف ذاتك في تتبع الأثر
سيعكس خارطة المشي
وستجد نفسك
تبكي ما ليس لقلبك علاقة به
فهذا الزمن آثم
بك أو عليك.
خارطة بكماء
يهوي المساء
متلحفا بفاجعة البياض
وكطعنة الخنجر
ترتسم الزهرة في قلب الوجع
يمتلك الحنين
آثار المارة نحو الغيب
ولا يعود.
ربما
لشمس الظهيرات
لونٌ آخر
كمن لسعته الأجساد العارية
وخطوات بللها الألم
نحو أوطان أكثر
رأفة من قسوة الذاكرة
ورشفة الدخان المسعورة
في جوف الأديم.
هكذا يزهر الحزن
خلف قضبان الليل وحيدا
ملفعا ببقعة سوداء
في خارطة الحرية.
صريــــر
من القلاع المكتظة
بأحجار الأئمة
وفتاوى الفقهاء.
من آثار الفقراء
على رصيف الغياب.
يخرج الشاعر
ممتطيا حزنه ملوحا للضوضاء
بيد معقوفة
نحو شبابيك موصدة بقسوة
في أعماقه.
قفــــــر
كلما كبرت المدينة
يضرب أشجارها العقم
وتشح بيوتها
تستند على عكاز الألم
تتقافز حولها التكهنات
والتخيلات
تتمسك بوتد هش
وتسند على جدار الفراغ.
ربما عليّ أن أكتشف
بطولاتها في الاحلام
أو في الفضاء الضيق
للكلمات.
أحقادها تزحف نحو
الاشقياء من الضحايا
والمؤمنون بظل الحرية
الضائعين
في شوارعها المغلقة.
يحيى الناعبي