بمناسبة 23 يوليو المجيد
تحتفل سلطنة عمان خلال هذا الشهر بذكرى 23 يوليو المجيد، التي قاد سيرتها الخيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – ويأتي الاحتفال بذكرى 23 يوليو المجيد وسط انجازات نوعية عل كافة الأصعدة والمستويات ، حيث حققت النهضة المباركة ما يسمو ويطمح اليه الانسان العماني حاضرا ومستقبلا خلال ستة وعشرين عاما من عمر النهضة .
والاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوب العمانيين ، هو احتفال ببزوغ فجر جديد في سماء عمان وأرضها واضافة بارزة في خارطة الوطن العربي.
هذه النهضة التي انتظرها الانسان العماني طويلا .. تكللة مصد اقيتها بما تحقق على أرض الواقع من مشاريع تنموية شملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية .
ففي هذه الأصعدة تدخل عمان القرن الحادي والعشرين وبخطوات واثقة ومدروسة .
وفي سياق الحديث عن النهضة ما بين تاريخين : تاريخ مضى من غير رجعة ، كانت عمان فيه لا يوجد بها أية بنى تحتية ، سواء على صعيد التعليم أو الاقتصاد أو الإدارة وبقية القطاعات الأخرى، وفي ضوء التاريخ اللاحق تأسست هذه القطاعات المدنية المختلفة التي شكلت إطار الدولة الحديثة المرتكزة عل الد عائم الأساسية ، فالتجربة التنموية العمانية لم تكن وحيدة الجانب ولم تتعامل مع البعد الاقتصادي فقط ، ولكنها كانت متعددة الجوانب وشاملة ومخططة بشكل واسع . فقد امتدت عمليات التطوير من المجالات الثقافية والاقتصادية الى المجالات السياسية والاجتماعية والخدمية والعسكرية الأخرى على نحو غطى كل مجالات الحياة في المجتع. وأعاد صياغة الحياة من جديد على الأرض العمانية .
وانتقلت النهضة المباركة بأوضاع الشعب العماني من خارج مدار التاريخ الى حيث التأثير المتزايد في التطورات الحاصلة من حوله وتأهيله ليواكب حركة التغيرات المعاصرة والاسهام فيها كذلك .
وفي وجدان كل انسان عماني رغبة صادقة في أن يعيش حاضره بوعي وادراك متحملا مسؤولية ماضيه بخصوصيته وتميزه وكذلك ماضيه العربي- الاسلامي المشعل الذي ينير درب المستقبل .
فحين تحتفل السطنة بهذه المناسبة فإنها تحتفل بالعطاء، وبقائد عربي صميم أراد لهذا الوطن والانسان أن يكون هدفه الأسمى في التنمية والتطوير.
وبالرغم من أن الموقع الجغرافي لعمان شكل دوما وعاء وسياجا يحتوي في داخله مختلف قوى المجتمع العماني فإن طبيعة الأوضاع التي كانت سائدة عند تول جلالة السلطان المعظم مقاليد المحكم في البلاد وضعت في مقدمة اهتمامات جلالته عملية تثبيت أركان الدولة وتحقيق وحدتها الو طنية ، وهو ما نظر اليه حضرة صاحب الجلالة السطان قابوس المعظم فى إطار الخبرة التاريخية للمجتمع العماني وعبر استقراء ودراسة واعية للتاريخ العماني. فبدون تثبيت أركان الدولة وبدون الوحدة الوطنية لا يمكن الحديث عن تنمية وطنية أو تقدم واستقرار.
والى جانب تكامل وأنشطة وفعاليات الوزارات العديدة المعنية بالعلوم المعرفية والثقافية ، فهناك فرادة تميزت بها سلطنة عمان بتخصيص وزارة تعني بشؤون التراث القومي والثقافة وتجميع وتحقيق ونشر تلك المعارف .
كما أن هناك النهوض المعرفي على مستويات أخرى ووهوا المنتديات والهيئات الثقافية العامة وأنشطة الشباب الرياضية والثقافية والتشكيلية والتصويرية وغيرها من المناشط الثقافية التي تدعم مسيرة العمل الثقافي لأن يكون نافذة حقيقية للخلق والإبداع والعطاء المستنير .
فوجود أمكنة تؤطر الفعل الثقافي وتحفز إمكانياته يتطلب ظروفا تعاونت معها إرادة الحكومة والمواطنين الذين تجاوبوا سريعا لأن تكون الكتب متداولة ومنتشرة بين أيدي القراء محليا وعربيا واظهار خفايا المعرفة والاجتهادات العلمية التي كتب واشتغل عليها العمانيون عبر العصور.
وبمناسبة احتفالات 23 يوليو المجيد أقيم احتفال بمدينة نزوى التاريخية التي تشكل مركز المعارف الروحية والتراثية للشعب العماني بصدورالعدد السابع من مجلة نزوى الفصلية الثقافية .