1 – يهرعون
إلى صحراء غامضة
ترتعد
من شدة المجهول
2 – طرقوا
كثيرا من الحلم
و لم
يمنحهم الله شيئا
عدا نواح الأبدية
لم يمنحهم
سوى بريق التهجد
كلما تخطَفهم الطير
إلى أوهامهم
أو هوت
بهم الريح
في مكان سحيق.
3 – كي لا يجرحهم العالم
و يحرقهم السديم
ظلت الشمس
تزاور
عن أحلامهم
4 – الذكريات الحارقة
تتكاثر
في قصائدهم
مثل السلالات
على رماد الذاكرة
5 – شردتهم
الأرواح الذابلة
في حمرة المغيب
شردتهم الظلمة الجارفة
حول منازلهم
شردهم
الندم و الغياب
6 – كأنهم يغربون
في عين حمئة
و الكلاب الضارية
تتجمع
خلف رواحلهم
كأنهم لا يتجهون
إلى الماء
يتجهون إلى السراب
7 – ما أجملهم
حين لا يخبئون
الموت و الخرائب
في حجرات قلوبهم
حين لا يعرفون
عن العشاق
غير أغصانهم الطرية
و ملامحهم العذراء
حين يتركون
البحر رهوا
ولا يفتحون طيوفهم
8 – بعيدا
حيث
يحملهم النبيذ الأحمر
إلى أعماقهم القصية
و جمرة الغائب
يأخذهم
إلى حرقتهم
كي يتساموا مع أسرارهم
9 – لا الرعود
تشهق
فوق الجبال
ولا هم يشهقون
خوفا من أشباحهم
يتدفقون
كما تتدفق الكواكب
في قلوب العذارى
كما تتهاوى مراياهم
على محاجر الأيام
10 – في كل مرة
ينادون فيها ربهم
لا يستمرون
تسقط عليهم
بارقة اللذة
وغربةالحنين
معذبون
منذ الشرود الأول
نحو خطاياهم
منذ الكائنات الهائمة
المحتشدة فوق رؤوسهم
11 – يذرفون الفراغات
ليلة تلو ليلة
ليس لأنهم أقل
من نجوم السماء
ليس لأنهم أكثر
من انفجار اليتامى
إنها الذكرى
الماضي
المتربص لهم كالسهم
خلف الطرائد
بلا جهة
كانوا يجتاحون المسافات
بلا ألم
كانوا يحركون الليل
و يذرعون الجبال
ماضيهم
ماضي اللحظات الحالمة
الماضي المتسرب
إلى أحشائهم
12 – من الوهاد الصغيرة
خلف النهر
أدركوا
ما تبقى لهم :
من هدأة الأشياء
و ذاكرة الطيور
من السفر الأخير
إلى طفولتهم
من الأوراق المتناثرة
بعد اكتمال الشفق
من الأرواح
التي حلقت كثيرا
نحو الغيب
و لم تنتبه
من الأيدي المتشابكة
لحظة انطلاق البرق
من السهوب الحارقة
من الضياع و الغرق
لقد أدركوا ذلك
أدركوا
لكنهم
ظلوا على تشردهم
إسحاق الخنجري