(1)
بينَ سَماءِ الأرضِ
وسَماءِ السَماءْ
تَجيءُ سَما
بِعسلِ اللمَى
تنثرُ ورداً على غُربتِي
على سِترتي
ترسمُ في الريحِ احزانَها
فِراشاتٍ …اناشيدَ
تُطلي البِراري سَنا
ايتها الرحّالةُ التائهةُ/القَادمةُ/الذاهبةُ
الهاربةُ من ضِياعِها
بِقلبي ظَمَا
فأنا الغَريبُ/المُسافرُ في دمي
بَاحثٌ عن واحةٍ في الشَغَفْ
فَوقي فَضاءٌ مُخيفٌ
اريدُ سَما …..
(2)
كيفَ سَقطتْ من السَماءِ
فراشةٌ تَحبُو في دَفَاتري
تُحاورني في هَواجِسي
كيفَ اتتْ الى حُروُفي مثل جنيةٍ
بَعيدةٌ هي عَنِّي
نائيةٌ كَحلمٍ يَختبىءً في المِنامْ
افتقدها جداً دون ان ادري
ودَونَ سبقِ اصرارٍ وتَرصُّدْ
(3)
هل انتِ هُنا
ام انا هناكْ
ام اننا لسْنَا هُنا ولا هُنَاكْ
البَحرُ عرَّاني من صَمتِي
فاعلنتُ الفَناءَ في جَسدكِ
والرقص على صهيل هَواكْ
(4)
يغادرُ الفرحُ أولَ النهارِ
ليختبىء عميقاً في أكمامِ الليلِ
يَرشُّني بماءِ الوردِ
يَغسلني بروحِ الجنيّة الرحالةِ
ويظلُ النهارُ كابوساً يَعوي
والحزنُ يسيلُ كنهرِ دِماءْ
حتى اشعارٍ اخرْ
(5)
مُوحشٌ
مُستوحشٌ هَذا المَساءْ
غابتْ نجمتهُ فَجاةً
دونَ مقدماتْ
وكأن الليلَ توقّفِ عن الحَركةِ
ليسَ عاشقاً لكنهُ مَجنونْ
المسافةُ حقلٌ من الألغامْ
يَصعدُ المَجرَّة الآنْ
كَي يَسترق السَمعَ
الى مُوسيقى قلبها الجَنائزيةْ
(6)
غَابتْ يوم أمسُ
لتستريحَ استراحةً مُحاربٍ أعيتهُ الأسماءْ
تطفئُ أسراَرها في أخَاديدِ البحرْ
وكُهوفٍ المَاءْ
صَوتها الطفليُّ/البكائيُّ
جَاء حَبيباً يزرعُ عِشقاً غَير مَرئي
يعلنُ موتَ القوافلِ التي لا تَصلْ
وبدء معزوفةِ الفِراشةِ الراحلةِ
الى مُدنٍ تزرعُ العِطرِ في البُكاءْ
أيتها النائمةُ في قَسوةِ المَسافةْ
المُمطرةُ كرذاذِ السحرْ
القادمةُ مثل نورسٍ هجرهُ البحرُ
أنا هنا أزرعُ الفيروزاتَ والأصدافْ
فَربما يُرسلكِ الوقتُ اليّ
(7)
في كفيها ينشرُ العشبَ
يعلّقُ في رقبتها عقداً من اليَاسمينْ
في قَلبِها يزرعُ حَديقةْ
عصافيرَ وفراشاتٍ تطيرُ بحرِّيةْ
وعلى جبهتها يكتبُ اسمهِ بالعِطرِ
ويغيبً في المَسافةِ وحيداً
(8)
تُطلقُ العواصفُ الجهاتْ
تحملُ بينَ طياتها اللعناتْ
ووسطِ الهبوبِ تبتسمُ الفِراشةُ
ترقصُ على ايقاعِ الشفقِ الفَاتنْ
حبيبتي صَوتها مُوسيقى الرُوحْ
نبرتُها براءةَ نقاءِ المطرْ
وجهُها كَالشجرْ
تستقبلُ العصافيرَ
تحتضنُ بِكارة الغُموضْ
تنثني كَزبدِ البحرِ ولا تَنحني
هي السَما
هي السَنا
هي الابدْ
حَماها الله من كل دمع
انها انشودةِ الأشياءْ
(9)
صَديقتي جداً
امراةٌ بلا عُنوانْ
جِنِّيةٌ بلا مكانْ
كل الأمكنةِ تَشتاقُها
والوردُ والنوارسُ والرمانْ
صَديقتي نبضُ فَلسطينَ
بُرتقالُ حَيفَا
ونعومةِ السِمَّانْ
عُنوانها انا
وعُنواني قَلبها المسافر مع الغَيمِ
ما اجملها صَديقتي جداً
ففي وجهها يتوهجُ الانسانْ.
عبدالحميدالقائد