خطوط المشقة
بعدما رجع الجند
يحكون ما فعلوا بالقتيل الذي قتلوه
بعد ماسلبوا سيفه
وسراويله
ومقانع نسوته
والطعام القليل.
بعد ما ابتعدوا يسحبون الغنائم
والشمس كادت تميل.
في احمرار الغبار الثقيل.
كان وجه القتيل.
شاسعا كالسماوات تهبط منه الرسائل
والضوء،
يصعد في شفرات الكلام الجميل.
كان وجه القتيل
كتبا وندامى
ومجالس ليل طويل.
وكانت خطوط المشقة في خطوات المسافر
أوفي عيون الدليل.
وكانت لنا في القليل.
الذي كنت آمله،
آه لم يبق حتى القليل.
النهار انقضى
.. النهار انقضى
انقضى يا إلهي.. النهار
ولم يبق منه سوى شرر
في زجاج النوافذ او في اكف الصغار
النهار انقضى
والضياء الاخير مضى،
هل اعد الحصى في المدينة
ام اجمع الثلج من عتبات البيوت؟
لقد جنت الناس
وانفرطت رحمة الله
واصاعدت كتل من دخان ونار
وصك الشارع صوت نذير
ففد لا يعود النهار
أقل عثرتي
المساء أتى
ثم اقفرت الروح
وانفجرت وردة
وتكاتف فوق البيوت الدمار.
اقل عثرتي
يا مقيل العثار
دورة الشاي
.. اشهد
انك تسمع هذا الكلام
وترد الجواب
فكن لي شفيعا
فقد اثقلتني الهموم
واتعبني
انني لا ارى احدا
فكيف ابدد هذا الوجوم؟
على سلم فارغ
وسطوح كئيبة.
ولا تنتهي دورة الشاي
منذ الصباح
ولا ينتهي في ظلامي
صفير الرياح
اشهد
انك تسمع هذا الصياح،
الصياح الصموت
واشهد
انك عرف كيف نموت؟
وجه وديان
.. إلهي
أعني.. على وجهها كي أراه
أعني.. أرتب ضحكتها
وانتقالات أقدامها
واتكاء يديها.. على حائط البيت
أو تلتوي قدماها وتسقط
أو تبتدىء فى البكاء
إله السماء البعيدة
يا صانع النور والطين والماء
ويا فاتحا بابه للدعاء
ويا مانحا سر قوته لقلوب سواه
أعني.. على وجهها.. كي أراه
زاهر الجيزاني (شاعر من العراق)