فوضى وجوديّة في قشرة الجوز
على الرغم من أنه «لاشيء»، على الإطلاق، وبأية درجة من درجات اليقين القاطع، يمكن أن يتنبَّأ بـماهية «الطبيعة الحقيقية للأشياء»، فإن كل المشروعات (كما يقول نيتشه(2)) لا يمكن أن تتأسّس على «لا شيء». ففي النهاية، يجب أن يكون ثمة مشروعٌ ما، شريطةَ أن نقاوم فحسب ما اعتدنا تصنيفه دائما على أنه «لا شيء». فخارج اللاشيء، سوف نصنع شيئًا ما: انتفاضةً، ثورةً ضد كل ما (مَن) ينادي جهارًا بما يأتي: «إن طبيعة الأشياء هي كذا وكذا»، «نحن نختلف، نحن غير عاديين»، «نحن أقل من لا شيء في نظر القانون، سواء كان القانون الإلهي، أوالقانون الطبيعي، أو القانون الاجتماعي». ما عليك إذن إلا أن تختار. فخارج اللاشيء، سوف نتخيّل قيمنا، وبواسطة ذلك الفعل من أفعال الاكتشاف سوف نحيا.
وإذا ما أمعنّا النظر في «اللا شيء»، غير متجاهلين كونه شيئا غير محدّد بالأساس، فإننا نستطيع، ويا للمفارقة، أن نقول عنه شيئا ما، (حتى وإن كان ما سنقوله محض مجاز)، مثل: «إنه يبدو نوعًا من الفوضى». وفي ثنايا كل من الأسطورة القديمة، وتبعا لـ«العلم الحديث»، تكمن الفوضى في قلب مشروعنا. إن كلا من الثعبان الضخم (ممثَّلا في: تيامات Tiamat،(3) وبايثون Python(4)، وليفياثان Leviathan)،(5) والفوضى البدائية عند الشاعر الإغريقي هزيود Hesiod،(6) يتربّعان على عرش الحلم الطويل والقديم في العصر الحجري، قبل جميع الملوك والكهنة، وعملاء النظام، والتاريخ الرسمي الهرمي (التراتبي)، والقانون. يبدأ قانون «اللاشيء» في اكتساب ملامحه – وهي ملامح ملساء مثل بيضة بلا ملامح، أو مثل وجبة السيد هن- تون Hun-Tun(7) التي تشبه ثمرة القرع، إنها الفوضى بوصفها صيرورة، الفوضى بوصفها شطَطًا، ذلك الفيض السخيّ المتدفّق من «لاشيء» نحو «شيء ما».
إنّ الفوضى، في واقع الأمر، هي الحياة. فكل رُكام لأشياء شتّى، وكل عربدة باللون، وكل المطالب البروتوبلازميّة الّلحوح، وكل حركة، هي فوضى. ومن وجهة النظر تلك، يبدو «النظام» كما لو كان موتًا، توقّفًا مطلقاً، بَلْوَرةً لشيء ما، صمتًا مغتربًا.
منذ سنوات، يزعم الفوضويّون أن «الفوضى ليست مجرد هيولي». حتى نظرية الفوضى Anarchism يبدو أنها تبتغي قانونا طبيعيا، أخلاقًا داخلية وفطرية في مسألة ما؛ لنقل بإيجاز إنها تبحث في سرّ الوجود. (ولا يوجد أفضل من المسيحيّين في هذا الصدد، هكذا يؤمن نيتشه، الراديكالي فقط في باطنه، بمدى استيائهم من ذلك). تقول نظرية الفوضى بأنه «يجب إلغاء الدولة»، فقط كي تؤسِّس شكلا جديدًا أكثر راديكالية للنظام في مكانها. وفي مقابل ذلك، تردّ الفوضى الوجودية قائلةً بأنه لا «دولة» يمكن أن «توجد» في الفوضى، فكل المزاعم الوجودية هي مزاعم زائفة باستثناء الزعم بالفوضى ذاتها (ولكنه على أية حال أمر غير محدد)؛ ومن ثمّ فإن الحكم على أي نوع منها هو أمر مستحيل. «الفوضى لا تموت أبدا». إن أي شكل من أشكال «النظام» التي لم نتخيّلها قطّ من قبل، وأنتجناها مباشرة وبطريقة عفوية في مجرد عبارة من قبيل «حرية وجودية»، ولأغراض احتفالية خاصة بنا؛ هو ضرب من ضروب الوهم.
بالطبع، يمكن للأوهام أن تقتل. فصور العقاب تطارد النظام في نومه. أما الفوضى الوجودية فتقترح علينا نحن أن نستيقظ، وأن نخلق نهارنا الخاص، حتى في ظلال الدولة التي تشبه ذلك العملاق البوستولانتي الذي ينام، والذي تدافع أحلامه عن النظام مثل موجات من العنف المذهل.
إن القوة الوحيدة ذات القيمة بما فيه الكفاية، والتي تسهّل لنا ممارسة الإبداع، وتبدو وكأنها رغبة، أو كما يسمّيها شارل فورييه(8) Fourier، هي قوة «العاطفة passion». كما أن «الكوس Chaos والإيروس Eros» [أي رغبة الفوضى والرغبة الجنسية] (جنبا إلى جنب الأرض والليل القديم) هما المعبودان الأوّلان لدى هزيود؛ ولذلك فإن النشاط البشري لا ينشغل بما هو خارج دائرة الافتتان أو رغبة الجاذبية الكوزموجينية(9).
يؤدي منطق «العاطفة» إلى نتيجةٍ مفادها أن كل «الدول» مستحيلة الوجود، وكل الأنظمة وهميةٌ عدا أنظمة الرغبة. لا وجود قائم بذاته، ومن ثم فإن الحكومة الوحيدة الباقية على قيد الحياة هي الحب، أو هي «رغبة الجاذبية». تتوارى الحضارات من تلقاء ذاتها، خلف غلاف رقيق من العقلانية. والحقيقة أن الرغبة وحدها هي ما يخلق القيم. ومن ثمّ، تتأسّس قيم حضارةٍ ما على مبدأ إنكار الرغبة.
إن الرأسمالية التي تزعم لنفسها القدرة على إنتاج نظامٍ ما عن طريق إعادة إنتاج الرغبات فيه، هي في واقع الأمر رأسمالية تنشأ بدافع إنتاجالحاجة، ويمكنها إعادة إنتاج نفسها فقط في حالات بعينها مثل العجز والاستهجان والاغتراب.
كما يتفتّت المشهد في مسرحيةٍ ما (مثلما هو الحال في برنامج VR)(10)، تكشف الرأسمالية عن هشاشة عظام مفهوم «السلعة». إن مَثَلَنا كمثل أولئك المسافرين الذين يستغرقون بضع ساعات في حكايات الجان الأيرلندية، حيث يزورون العالم الآخر، ويبدون كمن يتناولون طعاما بشهيةخارقة، ثم فجأة نصحو على فجر غائم، والرماد لا يزال في أفواهنا.
الفرد والجماعة، الأنا الآخر، ثنائية زائفة أذاعتها وسائل الإعلام بهدف التحكّم والسيطرة، وكان ذلك من خلال اللغة قبل كل شيء. إن هيرمس، وبوصفه ملاكَ الوساطة، هو رسول قبل كل شيء. أما القول بأنه يجب على جميع أشكال التواصل الصريح، الشفّاف، أن تكون ملائكيةً، وعلى اللغة ذاتها أن تكون ملائكيةً، فهو نوع من أنواع الفوضى الإلهية ليس إلّا. وبدلا من أن تكون اللغةُ معرّضةً للإصابة بفيروس يتكرّر ذاتيا، فإن ثمة بلّورة لا نهائية القدرة تفصل بين الأشياء، إنها «النّحو Grammar» الذي يمنعنا من قتل «لا أحد» مرة واحدة وإلى الأبد.
الذات والآخر صِنْوان لا ينفصلان، وكل منهما يكمل الثاني. ليست هناك «فئة مطلقة مكتفية بذاتها»، لا «الأنا» ولا «المجتمع»، ولكن هناك فحسب شبكة معقدة وعشوائية من العلاقات المتبادلة بينهما، وهناك أيضا ذلك «المغناطيس العجيب»، فعل الجاذبية ذاته، الذي يثير زوبعةً من الأصداء والأساليب أو الأنماط في مجرى الصيرورة.
من قلب هذا الاضطراب، تنشأ قيمٌ شتّى تتأسّس على مبدأ الوفرة والكثرة بدلا من الشحّ والندرة، الهديّة بدلا من السلعة، بحيث تعمل على تعزيز التآزر المتبادل بين الفرد والجماعة، لكنها قيمت ناقض أخلاق الفرد وأخلاقيات الحضارة في كل شيء؛ لأنها يجب أن تعمل مع الحياة بدلا من الموت.
إن عبارة «الحرية مهارة نفس-حركية» ليست مبتدأ مجرّدا من دون خبر. إنها العمليةُ ذاتها لا شكلَ «الدولة» النهائي، الحركةُ الفاعلة لا نظام الحكم. فأرض الموتى، الفانين، تدرك أنّ أي نظام دقيق ومحكم إلى حدّ الكمال، بحيث ينكمش منه كل ما هو عضوي وحيوي طوعًا أو كرهًا، والذي يفسِّر لنا لماذا توجد حضارة الانزلاق Civilization of Slippage، لهو نظام ينفق أكثر من نصف وجوده في تقديس الموت الهادئ. فمنذ العصر البابلي والحضارة المصرية القديمة حتى القرن العشرين، لن تستطيع التمييز أبدا بين الطراز المعماري للسلطةوشواهد القبور.
تمدّنا كل من البداوة والانتفاضة بنماذج ممكنة الحدوث لأشكال من الفوضى الوجودية في حياتنا اليومية.فبلوغ أية حضارة أو ثورة مرحلة الكمال البِلّلوري يثبّط اهتمامنا وعزيمتنا إذا ما عرفنا هما باعتبارهما شكلين من أشكال الحرب، وأدركنا حجم الاختلافات التي يبدو عليها ذلك البرج البابلي العجوز المتعب؛ إنها خرافة الشُّحّ والندرة. ومثلما يفعل البدو، نختار طرازًا معماريا مصنوعًا من الجلود، ونطأ أرضًا ممتلئةً بأماكن يمكن للمرء الاختباء فيها. مثل بلدةٍ صغيرة أو ضاحية، نختار فضاء سيَّالا بالاحتفال والمغامرة، بدلًا من مخلّفات متجمّدة لمنشور زجاجي معلَّب (هو سجن العمل)؛ إنه اقتصاد الزمن الضائع، وخلافٌ يبلغ حدّ الشقاق بين مشاعر نوستالجية متباينة تحنّ إلى مستقبل اصطناعي.
تساعدنا الشعرية الطوباوية على معرفة رغباتنا. فمرآة اليوتوبيا تمدّنا بنوع من أنواع النظريات النقدية التي لا أمل حتى للسياسة العملية أو الفلسفة المنهجية في إمكان تطويرها. لكننا لا نملك الوقت الكافي للإصغاء إلى نظريةٍ ما تُلزم نفسها بمجرد التأمّل في المدينة الفاضلة باعتبارها «مكان اللا مكان»، في حين أنها تتفجّع حسرةً على «استحالة الرغبة». إنه لأمر رائعٌ اختراقُ الحياة اليومية بواسطة العجائب أو الخوارق؛ أي ابتداع «المواقف» المختلفة، التي تنتمي إلى «مبدأ جسدي ومادي»، كما تنتمي إلى الخيال، وإلى نسيج حيّ من أنسجة الحاضر.
يستطيع الفرد الذي يدرك هذه الآنيّة immediacy أن يوسّع من دائرة المتعة بالنسبة إليه إلى حد ما، وذلك ببساطة إما عن طريق الاستيقاظ من التنويم المغناطيسي لـ «الأشباح Spooks» (الذي يطلق عليه شتيرنر11جملةً من الأوصاف الغامضة abstractions)، أو أكثر من ذلك أن يكون المرء متورّطًا في «جريمة ما»، أو ما هو أكثر وأكثر من كل ذلك عن طريق تعزيز الذات (الأنا) تعزيزًا مضاعفا في أثناء ممارسة العملية الجنسية. ومن خلال اتحاد شتيرنر لأصحاب «امتلاك-الذات»، نمضي قدمًا في حلقة نيتشه عن «الأرواح الحرة Free Spirits»، ومن ثم ننتقل إلى سلسلة آلام القديسين Passional Series لفورييه، ومضاعفة ثم إعادة مضاعفة ذواتنا، إلى الدرجة التي يستنسخ فيها الآخر نفسه في إيروس الجماعة.
سوف يحلّ إبداع مثل هذه الجماعة محلّ الفن،حيث إن أوغاد شعب البومو(12) PoMo، الفقراء، يعرفون ذلك جيدا. فالإبداع المجَّاني، أو «اللعب»، وتبادل الهدايا، سوف يتسبّبان في اضمحلال الفن باعتباره مجرد إعادة إنتاج للسلع. وبنعومة بالغة، سوف تذيب «الإبستمولوجيا الدادائية»(13) ذلك الانفصال التام بين الفن والسلعة، وتمنح ميلادا جديدا لعصر حجري سيكولوجي لم يعد ممكنا فيه التمييز بين الحياة والجمال. إن الفن، بهذا المعنى، كاندائما في طيّ النسيان، ومقموعا عبر عصور التاريخ السامي، ولكنه لم يختفِ كليًّا من حياتنا. وأحد الأمثلة المفضلة –النحلة المحشوّة- هو تلك الزخارف العفوية التي قامت بها جماعة إبداعية غير هرمية الطابع (طليعية، تجريبية) من أجل إنتاج موضوع متفرّد ومفيد وجميل، وبطريقة نمطية، بوصفه هديةً لشخص ما على صلة بهذه الحلقة.
يمكن تلخيص المهمة التي تقوم بها منظمة الأفراد الآنيّين Immediatist، حسب اتساع رقعة هذه الدائرة. فالنصيب الأكبر من حياتي الذي يمكن انتزاعه من دائرة العمل/ الاستهلاك/ دورة الموت، كما يمكن إعادة تشغيله في اقتصاد «النحلة»، هو فرصتي العظمى من أجل بلوغ مقام المتعة. قد يقوم أحد الأشخاص بمغامرة مؤكدة؛ ومن ثم فهو يخيّب أمل طاقة مصّ الدماء التي تنطوي عليها المؤسسات. لكن المغامرة نفسها تشكّل جزءا من خبرة المتعة المباشرة، وهي حقيقةٌ ملاحَظة في كل لحظات التمرّد، كللحظات اليقظة، كما تشكّل جزءا من متع المغامرة المكثّفة. إنه الجانب المهرجاني للانتفاضة، والطبيعة المتمرّدة للمهرجان أو فعل الاحتفال.
في المسافة الكائنة بين الصحوة الأحادية للفرد والسوابق المرضيّة للتآزر في الجماعة المتمرّدة، ثمة سلسلة كاملة من الأشكال الاجتماعية مع بعض الاحتمالات «لمشروعنا» تتمدّد هناك في الخارج.البعض الآخر من هذه الاحتمالات لم يعد لهمن فرصة لعقد لقاء بين اثنين من الأرواح المتشابهة التي قد يكبّر أحدها الآخر ويوسّع منه، عبر مواجهة خاطفة وغامضة، وهناك احتمالات أخرى تتمثّل في الأعياد أو الأجازات، ولا يزال هناك احتمال آخر هو يوتوبيا القراصنة. لا شيء يبدو أنه سيستمر طويلا جدا، ولكن ماذا في ذلك؟ فالأديان والدول تفتخر ببقائها الخاص الذي نعرف أنه مجرد رقصة جاز jive 14..: فما تعنيه هو الموت.
نحن لا نطالب بمؤسسات «ثورية». فـ«بعد الثورة» سنظلّ مستمرين في الانحراف، ومستمرين في التهرّب من التصلب المستمر لسياسة الانتقام، بدلا من البحث المفرط، الغريب، الذي أصبحبالنسبة إلينا هو القاعدة الوحيدة الممكنة. لكننا إذا ما انضممنا أودعّمنا بعض الحركات «الثورية» الآن، سنكون من المؤكد أول من «يخونهم» إذا ما «استلموا السلطة». وبعد كل شيء، ليست السلطة بالنسبة إلينا هي مجرّد قذف حزب الطليعة السخيف أو التطاول عليه.
في كتابي «منطقة مؤقتة محظورة The Temporary Autonomous Zone» (الصادر في أوتونوميديا، نيويورك، 1991)،كنت قد ناقشتُ موضوعا بعنوان «الرغبة في السلطة بوصفها اختفاءً»، شدّدتُ فيه على الطبيعة المراوغة للحظة «الحرية» وغموضها. أما في هذه السلسلة الحالية من النصوص (التي قُدِّمت أصلا باعتبارها مجموعة خطب أو مواعظ أُذيعت على محطةFM في نيويورك، ونُشرت تحت عنوانٍ فوضويٍّ في «نادي الكتاب الليبرالي»)، فسوف ينتقل التركيز والاهتمام إلىفكرة التطبيق العملي لبحث إعادة تمظهرها؛ ومن ثم إلى مشكلة المنظمة (منظمة الأفراد الآنيّين). ثمة محاولة في نظرية استيطيقا الجماعة، وهي مجرد محاولة أكثر منها علم سوسيولوجيا الجماعة أو سياستها. لقد تمّ التعبير عن هذه المحاولة بوصفها لعبةً للأرواح الحرّة، بدلا من كونها مخططًا لمؤسسة ما. لقد استُبدِل بالجماعة باعتبارها وسيطًا، أو آليةً من آليات الاغتراب، الجماعة الآنيّة (أو المتزامنة)، المكرَّسة للتغلب على الانفصال. من الممكن أن يُطلق على هذا الكتاب أنه تجربة فكرية عن طائفة احتفالية دينية؛ إذ ليست له أية طموحات عليا. وفوق ذلك، فهو لا يدّعي لنفسه أنه يعرف «ما يجب عليه القيام به»؛ أي معرفة الخداع أو التمويه الذي سيقع لا محالة بين المفوّضين الرسميين والوعّاظ الروحيين. إنه كتابلا يريد حواريّين أو مريدين، فهو يفضّل أن يحترقوا كقربان حقيقي، لا تمثيلًا ومحاكاة. في واقع الأمر، لا يكاد هذا الكتاب يملك أية رغبة في صنع «حوار» على الإطلاق، بل إنه يفضّل بدلا من ذلك جذب المتآمرين إليه أكثر من القرّاء. إنه كتاب يعشق التحدّث، ولكنه فحسب تحدّث من نوع الاحتفال، بدلا من تحدّث العمل. إن التسمّم أو السُّكْر فقط هما ما يمكن أن يقفا في وجه هذ الكتاب، وكذلك الصمت.
(حكيم بك، فرنال إكوينوكس، 1993).
1ـ هذا النص هو المقالة الأولى بعنوان « Ontological Anarchy in Nutshell»، من كتاب:
Immediatism, Essays by Hakim Bey, AK Press, 1994, P. 1-6
2ـ نيتشه (1844-1900): فيلسوف وشاعر ألماني شهير. تعدّ أفكاره ونصوصه مصدر إلهام كبير للوجودية وما بعد الحداثة، سواء في مجال الفلسفة عموما أو الأدب والفن خصوصا.
3ـ تيامات: إلهة البدائية ووحش الفوضى، حسب حضارة ما بين النهرين.
4ـ بايثون: ثعبان أسطوري، وهو تنّين الأرض في دلفي.
5ـ ليفياثان: نظرا لشهرة الكلمة أصبحت مرادفا للوحش الضخم. وتشير دلالة الاسم كثيرا إلى الحوت أو الثعبان أيضا.
6ـ هزيود: (أو هسيود): شاعر إغريقي شهير (ت 700 ق. م)
7ـ هن تون: وجبة طعامصينية يًنظر إليها -من منظور غربي- أحيانا باعتبارها أنموذجا على الفوضى. لكنّ الفوضى، عند الصينيّين القدماء، هي الكمال ووحدانية الطبيعة. والأمر يختلف كثيرا عما هو عليه لدى المجتمعات الغربية.
8ـ شارل فورييه: مفكر اجتماعي وسياسي فرنسي (1772- 1837).
9ـ الكوزموجينية: تعني التجانس الكوني.
10ـ برنامج VR أوVoluntary Redundancy أو «برنامج الفصل الطوعي»، وهو الحافزالماليالذي تقدّمهمنظمةٌ ما لتشجيع بعض الموظفين علىالاستقالةطواعيةً، ويتم ذلك عادة فيحالة تقليصأوإعادة هيكلةبعض المؤسسات. والغرض من هذا البرنامج هوتجنّبتسريح العمّال إجبارًا، أو بغرض التحايل علىالقوانين الرقابية والنقابات العمّالية.
11ـ يوهان كاسبر شميتد(1806- 1856) المعروف باسم ماكس شتيرنر Max Stitner، هوفيلسوفألماني، يعدّ واحدًا من روّاد الفلسفة العدمية والوجودية وما بعد الحداثة واللاسلطوية.
12ـ كانت أراضي البوموPomo التاريخية الواقعة في شمال كاليفورنيا كبيرةً، وكان يحدّهاساحل المحيط الهادئ من جهة الغرب. ثم أصبحت كلمة «البومو» تعني، لاحقًا، «أولئك الذي يعيشون في حفرة الأرض الحمراء».
13ـ الدادائيةحركة ثقافية وفنية أوروبية طليعية علا مدّها تقريبا في أثناء الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا في الفترة ما بين 1916 و1921. وكانت انطلاقتها الأولى من زيوريخ (سويسرا) قائمةً على أساس كونها مذهبًا فنّيًا يعادي الحروب من ناحية، ويرفض الفنّ السائد آنذاك من ناحية ثانية. وقد أثّرت الدادائية في كل ما له علاقة بالفنون البصرية وكذلك في الأدب ونظريات الفن والمسرح والتصميم،.. إلخ.
14ـ أسلوب حيوي في الرقص الشعبي، شاع بصفة خاصة في عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، وهو إيقاع راقص مصحوب بالموسيقى أو الروك آند رول.
——————————–
بيتر لامبورن ويلسون ترجمة: محمد الشحات