يعيش العميان ليقرأوا الزهور هناك
تتغضن الجباه ، تمر أمامهم عربات
سوداء / مساجين وراء حيطان عالية
آذان تلتقط حفيف الحمام
ستارة آخر الليل / انطفاء العيون في
اسم الوردة، الآنية البيضاء دون
زهور
والغيوم تعبر أكتافهم
يعيش العميان ليسقطوا في الأبواق /
في ظلالها على المغنين . . في الرياح تمر
على حناجرهم
عميان قادرون على قراءة وجوههم في
المرآة
مالون السمكة؟
ولون أطفالهم؟
ما لون النهد في شبقهم؟
يتلمسون البياض بأكف منصرفة الى
خسارتها
يتلمسون الزمن وهم على أسرتهم
بأي ساعة يقيسون الحنين؟
أي حنين يباغت عيونهم ؟
أي سترة تتحرك على أجسادهم ؟
يشجو كبيرهم ؟
زجاج نلونه في الحروب / نوافذ نغلقها
على النداء
من عزلة الى غموض .. من القرى إلى
أبواب الله .. من الظلام إلى شمس لا
لأ تشرق أبدا لون أسود.. حداد. . . ربطة
عنق لعجوز
ورنين فوق رنين .. يعطي معنى للأذن
يعيش العميان ليقرأوا الزهور
معنى التبس في الكتاب
معنى ألتبس على دمعة العيون .. بين
مخارج الحروف وغرفة الزهور
الذي تلا كآبته ، قرأ دورة الفصول ،
وشم الزهرة
لا يقرأ بتلاتها، ولا نظر إلى لونها
هل الزهرة عمياء؟
هل الزهرة لهم ، أم للذي قطفها
ووضعها في عروة ظلامهم ؟
الليل ، الشراشف السوداء، الحبر
السائل ، جثة بطعنة في الظهر، التعثر
بحجر، الأسوار، المصباح العتيق دون
نفط ، عاشقان افترقا، موت مبكر،
جفاف الروح مرض يعيش في غرفة،
والاغنية التي ينساها الناس ، قاعة
خالية، وأحيانا اللسعة الحادة للغياب .
ما لون الأبيض عندهم؟
ما اسم العصا التي تقودهم إلى
الشبيه ..؟
طويلة في الظلام
من انتزع الزهرة؟
من رمى بهم أمام الحدائق المطفأة
حمامات بيضاء تخرج من أصواتهم
سيل . . نقرات على الجرس الكبير
عميان . .. / فيلم اخرجته يد ما من آلة
التصوير. .
فغمر الظلام الصور والعيون
والطريق المؤدي إلى اسم الوردة
عميان . . يستيقظون آخر الليل
يبصرون الزهور. . فيقرأونها، يشجو
كبيرهم :
أنا الزهرة السوداء
أنا اسمها في كل العيون التي تقرؤها.
محمد عفيف الحسيني (شاعر سوري)