أسماك البحر ليست جميعها للزينة
منذ أعوام
لم أعد أكتب
عن البيض المسلوق
وصرت أكتب عن الأسماك الملونة
داخل الأحواض الزجاجية
لم أعد شاعرا
كما ينبغي لشاعر
يسكن وحده في كومة قش..
صرت أكثر خوفا وحزنا
لم أعد ذلك النزق
بل صرت تلك السحابة
التي لا تمطر دائما
لأن الغيم مثقل
والسحابة
لا تحمل إرثا قديما
يشبه الرمل
الذي تحتاجه نملة
لتبني مسكنا
في حقل القمح
لا تهدمه الأقدام
التي لا ترى في الأعلى
سوى سحابة بيضاء
كقلب أمي
وجافة كأرض قريتنا ..
لست حزينا الآن
رغم أني أستهلك
كمية خرافية من البهجة
وأبتسم
لأظهر أسناني التي دعكتها
أريدها بيضاء
لأبتسم وأنثر البياض
البياض الذي أكتب فيه
عن شاعر حزين
ليس لديه نافذة
ومنذ أعوام
لم يكتب قصيدة
لأن السماء بعيدة
وأسماك البحر
ليست جميعها للزينة ..
أدري أن الحزن بداخلي
لا تساويه كذبة صغيرة
من صديق يكتب
لحبيبة مفترضة
ولا يجد من ينتظره
في موقف الحافلات !!
مازلت اتزلج وسأعود عشية عيد الميلاد
ليس في بلادي
جبال يكسوها الثلج
لأكتب لحبيبتي
إنني ما زلت اتزلج
وسأعود عشية عيد الميلاد ..
ليس في بلادي عيد ميلاد
لأزين الشجرة ..
ليس في بلادي أشجار
تحتفي بالعصافير ..
ليس في بلادي عصافير
لا يقتلها الصياد ..
ليس في بلادي صياد
لا يجيد القنص
أو قبائل لا تحسن إكرام
القتيل ..
الجبال يكسوها البارود
ولا أحد منا يتذكر ميلاده
والأشجار حطب المواقد
والعصافير طعام النسر
والدم شراب السباع ..
ليس في بلادي
ورد جوري
لكنني سأرسم وردة
وأرسلها إليك
وحين تشمينها
سيكون ذلك المجنون
المدعو محمد عبيد
يهمسلك :
أحبك ….
عن أرملة وحيدة تدخن كثيرا
نحن إخوة في الكلام
ولعب الكوتشينة
نقتسم غنائم الحروب
وخسائر المعارك المفترضة
نحن الرفاق
حين تكون القنينة مبتهجة
وأحباب الله
حين تمتلئ الجرار بالعسل
نتحدث كثيرا
عن فوائد الحبة السوداء
وفضائل ليالي الخميس
نحن الذين اختفوا , ذات حرب
وفقدت خيولهم
لكن الموت لم يختطفهم
لأن الأشجار عالية
سيكون بوسع الشعراء
أن يكتبوا قصائد جديدة
عن أرملة وحيدة
تدخن كثيرا
وترقص وحدها في الليل
الشعراء الذين لم تنفثهم
سيجارة الماغوط
وهو يكتب ديوانه الأخير
ويوقع اسمه
بعود ثقاب !