ثمة مشروع تحرري يهدف إلى كسر القيود التي تكبل الحياة اليمنية بصفة عامة والأنثوية خاصة، ومن ثم الارتقاء بحياتنا وبالمرأة يلوح لنا من ثنايا المتن الشعري للشاعر محمد الشرفي، وإذا كانت الأنثى قد شكلت حضوراً واسعاً في مجموعة أعماله الشعرية، وهاجساً تتفجر به قريحة الشاعر ومخيلته الشعرية فإن حضور الأنثى قد اتسم في كثير من الأحايين باقترانه بالشرشف بوصفه جزءا من حياتها ومن شخصيتها وبيئتها اليمنية، وقد تمتعت الشراشف بحضور واسع في كثير من نصوص المتن الشعري، لاسيما في مجموعتي (مملكة الإماء) و(دموع الشراشف) ميدان دراستنا، الأمر الذي يستفز مخيلة المتلقي، ويجذبها إلى الوقوف أمام تفاصيل ذلك الحضور المكيف.
لقد حمل الشرفي على عاتقه الهم الأنثوي، وقد سعى من خلال العديد من النصوص لكسر القيود التي تكبلها وتعيق سير حياتها بوصفها إنسانة تمتلك روحاً وجسداً، وقادرة على ممارسة الفعل في حياتها وحياة الآخر (الذكر) وقد رأى في الشرشف عنصراً يحتل دوراً مهماً في شل حركة المرأة والمجتمع ولهذا فإنه قد عمد عبر نصوصه إلى كسر ذلك القيد وهدم الرؤية (الشرشفية) وذلك عبر أساليب ورؤى عدة اكتسب من خلالها الشرشف معاني جديدة أبعدته عن معناه ومقصده, وهو ما ستتكفل دراستنا برصده والكشف عنه, وذلك عبر رحلة تجوب تضاريس المجموعتين سابقتي الذكر.
الشرشف (ستار أسود يغطي المرأة في بلادي من قمة رأسها حتى أخمص قدميها)(1) وذلك درءاً للفتنة, وإزاء هذا يرتفع صوت الذات الشاعرة معلناً زيف هذا الرأي، فيبدو الشرشف على غير ما اعتقدت به العقلية الذكورية, بل إنه يقف على النقيض من تلك الرؤية ويستحيل إلى وهم من ضمن أوهام عدة تعتقد الذات الذكورية بحقيقتها, ويأتي ذلك في سياق سردي تعرض عبره الذات الساردة (الأنثى) تجربتها مع الشرشف وصانعي الشراشف:
وخلعت الشرشف لم يسقط نسر من قمته, لم يسقط عصفور من شجرة، لم أقتل أحداً بالعين, ولا بالوجه, ولا بالغمز ولا باللمز, ولم يقطف اَحد مني ثمرة, وأنا سيدة الحسن وفاتنة السحر, وكنت أنا بين نساء الحي كبير السحرة… أأعود إلى الشرشف, أطرزه بالحركات, وأكمله باللفتات وأوشحه بالغنج الساحر والهزات, حتى يأتي الخطاب… لم أفتن أحداً بجمالي لم أزرع في أحد ناراً أو أشعل في قلب الناس حروب الفتنة, واحدة كانت كالناس تمر ينظرني الناس وأنظرهم لا منّ أو سلوى في النظرات, ولا منّة.(2)
ثمة تناقض بين ما هو كائن, وما كانت تتوقع (الذات الذكورية) حدوثه, إذ أن الفتنة لم تتحقق في ظل غياب الشرشف بل إنه على العكس من ذلك فقد كان للشرشف الدور البارز في إثارة الذات الذكورية,
فبرغم شدة جمال الأنثى (الشخصية) الحاضرة على النص وما كان يخالطها من قدرة على جذب الآخر إليها قبيل خلعها للشرشف إلا أن ذلك قد فقد أثره بعد خلع الشرشف.
ويأخذ الشرشف بعدا آخر في علاقته بالمرأة (جسداً وروحاً) وعلاقته بالآخر (الذكر), ويتجلي ذلك عبر ثنائية (الحضور والغياب) التي تهيمن على النص وعلى غيره من النصوص, بحيث نجد أن حضور الشرشف يؤكد حضور وفاعلية المرأة (كجسد), ويسهم في تغييبها (روحاً وقيماً إنسانية) وفي حين يغيب الشرشف عن الساحة يتلاشى الجسد الأنثوي بملامحه وفعله في الآخر (الذكر).
لاحظ في المقتطف السابق:
– غياب الشرشف المرموز له بـ (خلعت الشرشف) غياب ردة الفعل لدى الآخر (الذكر) المرموز له بـ (الفتنة).
– حضور الشرشف المرموز له بـ(أأعود إلى الشرشف) دور في حضور الجسد المتجلي عبر (وأطرزه بالحركات وأكمله باللفتات, وأوشحه بالغنج الساحر والهزات) وهو ما أدى بدوره إلى إشعال ردة فعل الآخر (الذكر) وذلك عبر القول (يأتي الخطاب).
وهو ما ينسحب على العديد من النصوص, حيث يرتبط الشرشف بالجسد الأنثوي, والفعل الغرائزي الذكوري ويغدو رمزاً يدل على الجسد الأنثوي ومنفى للقيم الإنسانية الأنثوية.
ليس هذا كل شيء يا فتاتي، حجمك الآن بحجم العقل والفكر الذين تختزنين، وبحجم الشرشف السجان، والسجن السجين.(3)
وقوله في نص آخر:-
«وانتهينا وانتهى الإنسان فينا خلف لفّات الشراشف»(4)
وفي موضع آخر يكتسب الشرشف معنى القمع ومصادرة حق الأنثى في تَمثّل قيمها الإنسانية، بوصفها «إنسانة، والإنسان: عقل، وشعور، وإحساس إلى جانب أنها امرأة وأنوثة»(5) كما هو في نص (العصفورة والشرشف) الذي يصور نظرة الآخر (الذكر) للأنثى وقد بدت له جسداً يطفح بالفتنة والإغراء:
«ثم أودى عمرنا الزاهي على ظلمة الشرشف يتماً مزمناً, لم نعد ننثر في أبوابنا للنجيمات الشذى والسوسنا، لم يعد للشمس في ملعبنا مرح الأطفال في صحو المنى، فهنا نحن أناث ننتهي قبل أن تبدأ أعمار ٌ بنا…»(6) ما تفضحه الذات الشاعرة بصورة أكثر وضوحا في قولها:
«قتلوها بشرشف وستارة، ثم قالوا مرحى لها من طهارة، سلبوها أن تجتدي روعة الحب فحب الأنثى طريق الدعارة… كم تعاني الإناث بركانها المكبوت فيها وكم تعاني انفجاره…»(7).
وفي نص (أنا وهي وأبوها) يتخذ الشرشف معنى تجريدياً، يتضمن الإشارة إلى التركيبة الذهنية والنفسية للأنثى في علاقتها بذاتها وبالآخر، فتبدو الذات الأنثوية مسكونة بهواجس ضعفها الذي تشرّبته منذ زمن طويل على يد الثقافة الذكورية، وبحيث يغدو الشرشف جزءاً من التركيبة الإيدلوجية والنفسية للأنثى ونتاج مشوار طويل من استبداد الأنا الذكورية بها:
«قالت ماذا في الشرشف من سوء؟ واسترخى في شفتها وجع التاريخ، وأقصى الزمن الموبوء، تلبسه كل امرأة خوف الفتنة… ما كان أبوك هو الخوف الصاعق، خوفك مغروس في نفسك؟
منصوب كقرون الشيطان. وكان هو الشرشف، وهو الكرباج الأبدي، يمارس بعض وظائفه في قتل النسوان، وكان هو الرجل البدوي، يلقنك الدرس الأول بعد الألف، ويشرح كيفية الاستحذاء لسلطته مهما كان وكان الطغيان».(8)
لم يعد الشرشف ذلك العنصر الدخيل علي الثقافة اليمنية(9)، ولكنه متأصل في أعماق الأنثى منذ زمن سحيق، وقد ضمَنته الذات الشاعرة معنى الاستلاب وفقدان الإرادة، فضلاً عن كونه أداة من أدوات عدة لجأت إليها الذات الذكورية في استبدادها بالأنثى، وذلك عبر اقترانه (بالكرباج) و (الرجل البدوي) والفعل الناتج عنهما، ومن هنا فإن خلع الأنثى (لشرشفها) (قطعة القماش السوداء)، لن يمكّنها من تجاوز واقعها وامتلاك إرادتها، إذ يتحتم عليها أن تبادر إلى خلع (الشرشف / الاستلاب والضعف) الذي بداخلها، وهو ما وعته الأنثى في نص (تمرد):
«لا أشتهي من الرجال أحداً، خلعت شرشفي، خلعتهم معه…
نفضته من حول نفسي كالغبار والتراب، مزقته في داخلي كالوهم والسراب»(10)
وقد ساهم الشرشف في فضح الذات الذكورية (صانعة الشراشف)، وما يعتري ثقافتها من زيف وتناقض كما هو في نص (معادلة) الذي تعرض فيه الذات الساردة معاناتها إزاء الثقافة الذكورية المزيفة والمتناقضة، حيث تتعرض الذات الساردة (الشخصية) الحاضرة في النص للمضايقات من قبل أفراد أسرتها أثناء مشيها في أحد الشوارع:
«يغازلني من أنا (بنته) ويهرع نحوي (أخي) المسرف، فهذا أخي وابن أختي وذاك، خطيبي وخالي الذي أعرف غفرت لهم وانثنيت وجرحي بمأساته ينزف ولم أكترث فالرجال الرجال ودين الرجال لنا شرشف، أأماه لو عفتي شرشفي، أأشرف فيه ولم يشرفوا؟»(11)
وباقتران الشرشف بالآخر وما يعتريه من زيف وتناقض يكتسب الشرشف معنى الزيف والتناقض، ويغدو انعكاساً للآخر (الذكر) وما يعتنقه من قيم، وما يمارسه من أفعال تؤكد ضحالة وسفه عقليته، ومدى انتهاكه لإنسانية (الأنثى) واستبداده بها، وهو ما تفصح عنه الذات الشاعرة في نص (البيان الرابع) لا سّيما في قولها:
« وحرام أن تخرج عن قانون الشرشف والأبوين وقانون الأخوة».(12)
بحيث يستحيل الشرشف إلى قانون يكرٌَس ظلم الأنثى وامتهانها، ويتيح للآخر (الذكر) ممارسة معتقداته الزائفة وغرائزه كيف ومتى شاء.
ويتجلي (الشرشف) في موضع آخر بوصف رمزاً للثقافة المستحدثة المزيفة التي لاتتواءم والطبيعة الإنسانية وطموح الأنثى من جهة ثانية، ثم بوصفه رمزاً للضياع، وذلك من خلال اقترانه بالمدينة في مقابل القرية:
« مالي في زيف مدينتكم، من أمل، منتظر أو أمل الأمن
مالي فيها إلا البؤس أعانيه، وإلاّ تهم الشرشف والليل المضني
لايشفع لي الشرشف أني فيه ولا يشفع لي أني ضائعة العمر،
وضائعة الحلم اللدن، لفتاتي خائفة، نظراتي زانية….
وأحس الغربة تسحقني فيكم، تحشد لي كل سياط القهر».(13)
لقد جرّدت المدينة (الذات الأنثوية) من قيمها الإنسانية، ونزعت عنها الأمن والحرية، وأبقتها جسداً محشوراً في شرشف له نكهة المدينة وطابعها المتسم بالزيف وفقدان الذات لذاتها في خضم جو تسكنه الوحشة والذعر، وهو ما تتكفل القرية بتبديده، إذ أنها قد منحت الذات الساردة (الأنثى) الحرية والشعور بالأمن، وتركتها أكثر قدرة على تمثل ذاتها الأنثوية (جسداً وروحاً).(14)
وتوغل الذات الشاعرة في إضفاء معاني الزيف على الشرشف، فيبدو الشرشف في موضع آخر مخادعاً ومظللاً يحجب الحقائق ويزيف الأوهام، وقد جاء ذلك مقترناً بسعي الذات الشاعرة باتجاه خلخلة المنطق الذكوري (صانع الشراشف) وتبصيره بزيف صنيعته (الشرشف), وذلك عبر سياق سردي تعرض فيه الذات الشاعرة (الذكورية) مأساتها مع الشرشف، وقد أوهمها بجمال إحدى الفتيات ودفعها للإقبال على الزواج بها، لتكتشف فيما بعد أن تلك الفتاة لا تلبي طموحها:
«مأَساتنا شرشف، لم يعرف الله ولم يتق، لست أنا المغشوش وحدي به كم غش من ناس، ومن عشق… أهذه أنت التي خلتها فجر زماني المظلم المغلق، ظللت في شرشفك المشتهى، وتهت في تكوينه الموبق».(15)
وتتوالى المواقف والمشاهد المستهدفة منطق الآخر (الذكر)، والتي من شأنها أن تساهم في خلخلته والإطاحة بأوهامه، وإذا كان (الشرشف) في المقتطف السابق قد تمكن من جلب الحزن والأسى إلى قلب صانعه، فإنه في موضع آخر سيبدو أكثر فعلاً فيه، وأكثر قدرة على مخاتلته واستغفاله، وبحيث يتحول من ظالم يستبد (بالأنثى) ويكبل إرادتها إلى أداة تمنحها الحرية:
«لقيت حبيبي ولم تعرفي، وكنا على موعد مشرف، تخفيت في شرشفى من أبي، ومنك كسر خفي خفي…
فديتك أماه لا تخبري أبي أن قلبي على الشرشف».(16)
وإذا كان الشرشف قد منح الأنثى الحرية في ممارسة حياتها بالصورة التي تحب، فإنه قد وضعها على قدم المساواة مع البيئة الذكورية التي تعمد إلى ممارسة أهواءها في الخفاء بحسب نص (معادلة) الذي يزيح الحجاب عن العالم الذكوري الخفي، وهو ما أكد التصاق معنى الزيف بالشرشف كما سبق الإشارة إلي ذلك.
وفي نص (الشرشف بين الحب والعمل) تتجه الذات الشاعرة الى زعزعة المنطق الذكوري كما هو دأبها في النصوص السابقة، وذلك من خلال الثورة على فكره المنغلق من جهة، والمسيطر على الحياة من جهة أخرى:
«ما شرشفي قيد لحبي لا ولا، كانت قيودي شرشفي أوبرقعي
أعتى القيود برأس أمي أو أبي وترسبات أخي وضيعة من معي».(17)
إذ يستحيل الشرشف (قطعة القماش) إلى مجرد وهم أمام إرادة الأنثى فيما يكتسب المنطق والفكر الذكوري السائد معنى (الشرشف / القيد)حيث يقترن الشرشف بالقيد، وتقترن الثقافة الذكورية السائدة بالقيد أيضا، وهو ما نادت (الذات الشاعرة) إلى التحرر منه في نص (العقل المسرح) لاسّيما في قولها:
«فمتى تعرف من أنت؟ متى
تخلع العقل الجهول الأسودا»(18)
ويطالعنا الشرشف في موضوع آخر في علاقته (بالأنثى) بصورة تبعث على الأسى والألم وقد استحال الشرشف إلى عنصر يفعل سلباً في (الأنثى)، ويرمز إلى الذل والقهر والحزن:
وتمشي كـربـوة فحم حـزين بشــرشفها الأســود المستكـيـــن
مكـــومــــة فيه ملفــــــوفــة
كما التف ليـل الأسى بالسجــون
أرى امـــرأة أم أرى كـتـلـة
من الحزن تعكـس غــدر السنين(19)
وقد ساهمت الصور الشعرية في إبراز حجم المعاناة، واستثارة أحاسيس المتلقي، وجذبه للثورة على (الشرشف) الذي أفقد الأنثى الحياة وتركها نهباً للحزن والاستكانة، بقرينة (كربوة فحم حزين، شرشفها الأسود المستكين، مكومة…، كتلة من الحزن…).
فضلاً عن ذلك فقد انزاح الشرشف إلى معنى يقف على النقيض مع معناه اللغوي ومقصده المتواضع عليه، فقد استمال من كونه رمزاً للشرف والعلو والكرامة إلى عنصر يشي بالمهانة والذل وفقدان الكرامة على النحو التالي:
ذلك أن الشرشف بالعودة إلى معناه اللغوي سنجد أنه مشتق من كلمة شرف التي تحمل معنى العلو والمجد والكرم، وقد اتخذه الأتراك والفرس وسيلة لتمييز نسائهم المصونات عن نساء الشعب الحقير، وقد ظهر عبر المقتطف الشعري السابق بصورة تشيء بالذل والقهر والمهانة.
ثمة رغبة ملحة باتجاه هدم القيود التي تكبل (الأنثى) والحياة بصورة عامة تلوح عبر المقتطفات الشعرية الحاضرة علي جسد الدارسة، وقد مثّل (الشرشف) بؤرة رئيسية استهدفتها رغبة وإرادة وفعل الذات الشاعرة في توقها لتحقيق ذلك، وإذا كانت الذات الشاعرة قد دأبت على ذلك ونجحت إلى حد كبير في تحقيق مبتغاها، فقد تمكن متخيلها الشعري – عبر الحضور المكثف والمتعدد للشرشف – من إعادة تشكيل (الشرشف) كمفهوم يشير إلى الرفعة والستر والحجب اتقاءً للفتنة، وإزاحته باتجاه دلالات جديدة تعكس وطأه الواقع الذي يحتضن الأنثى وتفصح عن مدى الاستلاب الذي وقعت فيه الأنثى فضلاً عن إيحائها وإشعاعها بروح متسلطة وزائفة تسكن الآخر (الذكر) وتجسيدها لثقافته ومنطقه الباذخ في السخف والسطحية، الأمر الذي من شأنه أن يذكي جذوة الرفض (للشرشف / الثقافة والفكر) لدى المتلقي، ويدفعه للتفاعل مع معاناة الأنثى، وما يطرحه القول الشعري.
الهوامش:
(1) ديوان دموع الشراشف، محمد الشرفي، دار العودة، بيروت، ط1، 1981م، صـ19، من مقدمة الشاعر للديوان
(2) ديوان مملكة الإماء، محمد الشرفي، دار الفكر المعاصر، بيروت، 1994م، صـ 43، 46، 47
(3) م . ن . صـ 6
(4) م . ن . صـ 88
(5) دموع الشراشف، صـ 21
(6) م . ن . صـ 148
(7) م . ن . صـ 149، 151، 152
(8) مملكة الإماء، صـ 71، 72، 73
(9) بالنظر إلى البيئة اليمنية الريفية التي تشكل الجزء الأكبر من هوية الشعب اليمني لاسيما قبل سنوات تأثرها بثقافة المدينة وبالعودة إلى العديد من الروايات يتضح أن الشرشف دخيل على البيئة اليمنية، وقد وفد إلى اليمن عن طريق الاحتكاك بثقافات أخرى، لم نتمكن من وضع أيدينا على ثقافة محددة، فقد اختلفت الروايات بهذا الشأن، فهناك من يرى أن الفرس والأتراك هم من جاءوا به إلى اليمن وذلك ليميزوا نساءهم المصونات عن نساء الشعب الحقير فأقعدوهن بالبيت وألبسوهن الشرشف والبرقع حماية لهن من أعين المواطن الحقير، وهو ما ذهب إلى القول به أ.محمد عبد الملك المتوكل في مقدمته لديوان دموع الشراشف صـ 14، فيما يرى الشاعر محمد الشرفي بأن الشرشف قد دخل اليمن عن طريق الثقافة الأفريقية ممثلة بالصومال أوأثيوبيا. ينظر مقدمة ديوان فلسطينيات وقصائد أخرى، محمد الشرفي، مركز عبادي للدراسات، صنعاء، 2002، صـ 15، 16
(10) مملكة الإماء، صـ 10
(11) دموع الشراشف، صـ 120، 121
(12) مملكة الإماء، صـ 10
(13) م . ن . صـ 13، 14
(14) ينظر م . ن . من صـ 11-15
(15) دموع الشراشف صـ 75، 76
(16) م . ن . صـ 138، 141
(17) م . ن . صـ 117، 118
(18) مملكة الإماء، صـ 70
(19) دموع الشراشف، صـ 39