مدّي جناحَكِ كيْ أطيرْ.
الروحُ تحتَـكِ
أمطريها ثم سوقيني سحابا
للنباتاتِ الصغيرةِ
في حديقتِكِ العليَّةِ
ثم سوقيني إلى الكلماتِ
سوقيني إليَّ مطهرا مني،
ومن وجعي
وسيري، الآن، في كلِّ اتجاهٍ
كيْ أسيرْ.
الوقتُ وقـتُكِ
والسلامُ سلامُ روحِكِ
قبل أن تغفو التماثيل التي ك
انت تطلُ على هواجسنا
فيشتعل المدى
والقولُ قولُكِ
لا الفرزدقُ في الكلامِ
ولا جريرْ.
فتحتْ عيونَ الوقتِ كلُّ الهةٍ
صبحاً عليكِ، وغسلت أسماءها
في مائكِ الرقاقِ
غـّنيْـنَ الخصوبةَ في سهولكِ
قبل أن تسعى الوعولُ
إلى فضاءِ ندائها
ثم استحمت، تحت
عين الناس، كلُّ إلهةٍ
حتى تطهرَ ما تبقى
من خلاياها
فتنسى حين يذكرها رخامٌ ما
وتهربَ
حين تدعوها أساطيرُ الأوائلِ
كي تصيرَ كما يريدُ لها الكلامُ
فلا تصيرْ.
مدّي جناحَكِ كيْ أطيرْ.
رَمَتِ الخليقةُ حزنَها
لمّا رميتِ الشالَ
متعبةٌ سماواتي التي لم ترشقي بالوردِ
متعبةٌ ثيابُكِ في الخزانةِ
متعبٌ صوتُ المذيعِ وأنت تستمعين للأسماك
كلٌ متعبٌ
إلا الذي شملته رحمةُ (كافِكِ) الخضراءِ
يا رحماك..
ليس سوى الفضيلةِ في عروقِكِ
ليس فيَّ سوى خطايا العالمين
وكلُّ مخلوقٍ أنا لمّـا فتحتِ السرَّ لي
وجهي رياحٌ إذ فتحتِ الأفقَ لي
أمي سماءٌ إذ فتحتِ العيشَ لي
وأبي غديرْ.
ما عاد شيءٌ جامدٌ
كلٌّ تحرَّكَ خلفَ شَـعرِكِ
لا مشاعر في الخزائنِ
لا هواجس لم تمد سؤالها للأرض
حين مشيتِ
والأشياءُ حولَكِ
كلٌ ارتدتْ إليه حواسُهُ
ما عاد كرسيٌ بلا سمعٍ
ولا قلمٌ بغير فمٍ
ولا حجرٌ ضريرْ.
الضوء يطفحُ من سريرِكِ
ثم يجتاحُ المجرةَ
والحقيقةُ، إذ تعرين المرايا،
تملأ الآفاقَ بالألوانِ
تلعبُ، في الزقاق، مع الصغار
وإذ تطيرُ فراشةٌ
من جسمِكِ الملآن أعيادا
يحلقُ بلبلٌ في البال..
أحشدُ ذكرياتِكِ في دمائي
ثم أخرجُ من أناي
لكي أوزع، بين
كلِّ الناسِ، ذاكرتي
فإن شبعوا
مددتُ إليك أزهاري البريئة
دون ذاكرةٍ
لتحرسَ أغنياتِـكِ
كلما كانت تهزُ دماءها،
في الباب، ذاكرةُ الهجيرْ.
مدّي جناحَكِ كيْ أطيرْ.