لسنا بصددِ تفسيرِ الثَّوَابت
لاقناعنا بأن الموتَ
آفةُ الكائنات
ومصدرُ إرباكهَا.
إنَّما نحنُ بصددِ
فهمِ الموتِ كمنحةٍ
يحظى بِهَا الكائنُ الحي
للحدِ من الألمْ ..
قُصَاصَات الورقِ
التي تعتادُ عبثي كل مساء .
تلاطفني
وسلَّةِ المهملاتِ
التي تعرفُ كلانا
تشَاطِرُنا مناسك التَّفريغ
ثلاثتنا
نتبازغُ من نهمِ العالمِ
نفاياتٍ تلتمسُ النارَ
في خبوتِ الآدمية ..
المدينةُُ
التي تتأهّبُ ليومِ زينتها
تتعمدُ إقلاقَ أضوائي فحسب .
الصباحُ الذي أرضعني
حليب الفراشاتِ
يمدُّلي آخر الطفولاتِ
من نافذةِ الحلم
أنا والمدينة صوتانِ في الصمت
مسافتانِ في الحيرة ..
اننا لانختارُ كالنارِ تماماً
ولكن متى ماشئنا /
نحترفُ القنصَ لإسقاط
الهدف بدِقَّةٍ متناهية ..
عندما يبحثُ عن آخرهِ
في ِالجوعِ وفي مغصِ الشوارعِ
لاتختارهُ الأرصفةُ بالقطعِ
بل البراميل تختاره دعوةً للتأمل
حتى القِطّة التي تُشاطِرنا
نحافة العيشِ وشظفِ البقاء
تُصارِعُ مخالبَ الليلِ
تحتَ أسافلِ الأشياءَ
تستغيث بحواجزِ الإسمنتْ
تفرُّ نحوي ولانحو لي
وحيدةٌ مثلي تماماً
إنَّها تموتُ لتحيا دونما انتظارٍ
لموكبٍ جنائزيٍّ مهيب.
نتوشحُ الكبرياء لنموتَ غيظأ
نساوم الضوء
في مناخات أفكارنا المعتِمة
نفتعلُ الحبَ ونسقيهِ بملعقةِ التَّأقلُمِ
شهدَ المنيةِ
نتبارى في محيطِ أضيقُ من الحيلة
عند ئذٍ
نتساقطُ
نكبرُ
نتضاءلْ.
حفراً تدنو وأيادي
تجأرُ بالتصفيق ..
كنا بمثابة النور
للوهج النابض
كلَّ يومٍ تغادرهُ المدينة
يرتطم بمؤخرة الليل
يتناثرُ ظنوناً تلفظُ هذيانها
في نصفِ مكابرته..
حتى المرايا
عرضةًٌ لسبّ التجاعيد
إنَّها سُخريةُ الرملِ من الرملِ
في ذروةِ عجزِهِما..
الزيفُ .. هوالمرحلةُُ الآعلى
لبلوغ الإنسان أدنى
مراتب الرذيلة ..
الكلُّ يعبثُ
غيرأنّا في مدارجِ الفوزِ
نعاجٌ تبحث عن قطرةِ ضوءٍ
تجتازُ بنا المحنة
دون أن نلتفت الى الأمام..
الزاحفونَ نحو قلاعِ
الشرق يتطاولونَ علينا
ليستعيدوا ما أكل الدهر
من جحوض قتامتهم
هاهم يقشرونَ العالم
على مائدة العهرِ
تفاحةًٌ في
سكاكين اهتماماتهم ..
نعتادُ المناظرَ الجميلةَ
نرسمُ أشكالاً للأحاسيس
على جدرِ الروح
تستهوينا مغامرةُُ الافتتانِ
عندما نتلمَّسُ الجمال
في ما رسمتهُ الطبيعةُ
لانحنْ
وجهُ حبيبٍ
يختصرُ العالم
قارورةََ عطرٍ
« المروني عبد الرحمن» بلا إستثناء ..