بوصلتي.. عدم
في البيت الأول
من خارطتي الشعرية
أرتفع بضوء الوجدان
أتماهى وأركان الكون
عدما
لا أسأل عن مفتاح الغيب
فمكاني
عنوان مترحل
وصلاتي بيوت
يظللها الغيم.
الفرح يلازم
شوارع خطوي
الحزن يسابقه
لا تكتمل الصورة بعد
فمذ حكايات أولى
ارتسمت أحلامي
وارتعشت صورتها
في أعشاب الوقت.
والكأس الفارغة من عمري
تمتلئ بين اللحظة وسكرها
سحابة تمطر وأخرى بعيدة
وأنا ..في أول بيت
لكينونة شعري
أنتظر الآخر
قد أنسى ..جسدي مبلولا
بالألم ..
الوجع
الكتمان .
ويظل النائم في جسدي
موعودا
كعاشق
لا يكتفي بالنسيان.
يبقى أن.. لا يحكى
في منعزل تاريخي
يستيقظ ذهن الرسّام
ومن لوحته الأولى
انسل بعض دهان حقائقها
فصاحتها المبتورة
شاخت
أبدع قراصنة التزييف
في إخفاء ملامح جزيئات أنثاها
ذوبها الشمع
إلى قيامة لامحدودة
كنوزها انغلقت في أدراج
سماسرة التاريخ.
يبقى أن يحكي عن …معمار الأزرق
والأزرق بوصلة جنون
لا يطاق
بين سماء وتربة كونية
معزوفتا موت وولادة.
ملحمة الرمل
الحبيبات الرملية
التي كانت
وتخللت أصابع صديقي
دفنته بحبها
صديقي سماها الذهب الأصفر
فقربته إلى الله وإلى نفسه
صديقي الذي
أضحت حبيبات الرمل نفسه
صديقي الذي
حملها كما لو أنها طفلته ..وسماها التاريخ.
حوله كان الأصدقاء يحومون
مثل طيور برية أليفة
يغنون نثريات قصائدهم
في أقمار
غابت عن
ليالي قراهم
تمتمت في أصقاع المكان
لاذوا بها إلى أرواحهم
بين قوسي غربة ولا اغتراب
باحثين عن
فرح يشبه الغياب
وكثير وحشة أليفة
كانت تجمعنا عناوين وأمكنة
رابضة في صحراء ربعنا الخالي من أحلامنا.
صديقي .. أعني.. ضحكته المجنونة
الطافحة سرورا محزونا
كلما ذكرهم بحبيبات غواياتهم
مخبوءة
بين تلك الرمال
تمتلئ بكتابات أقداحهم
وقدغيبها التاريخ
وكانت
هم كلما ذكروها ارتاحت
أجسادهم من أثقال عكازها
وتخللتها موسيقى
لاتعزفها سوى رياح
خاصة بأوجاع أفقدتنا إياه .
لنستتر بنظارات شموسنا
ربما
بكتاب
أو قلم ورقة أبيض
للحظة خاطفة تطول بخيالاتنا
والبداة يحْدون عيسا
قوافل أوفرادى
في الجهات الأربع.
من أرواحنا التائهة في ربعنا
الذي .. قد لايخلو منا.
ما ذهب صديقنا
ربما كان منزوياً قدر زاوية
حادة بين حبات رمل
فرحة أن يشرب نبعها
هناك حيث مخيلتهم صحراء
لينسجوا منها أحلامهم
يتوارثون خيبتها المؤقتة
لايستطيعون إليه سبيلا
سوى أنه منحة إلهية غائبة
أحيانا .