إهداء إلى محمد أركون: «لن تموت، ستكون أكثر اخضراراً»!
شكلت مفاهيم «الولاية والبراءة والوقوف» أهمية كبرى في تاريخ المذهب الإباضي والدولة الإمامية الدينية في عمان، فهي من الأسس العقائدية المهمة في العقيدة الإسلاميّة؛ حيث «الأمة مجمعة على وجوب البراءة من أعداء الله جملة، …، إنها نوع من علم الاعتقاد1»، بل إنّ علم الولاية والبراءة علم قائم بذاته، وله مصنفات خاصة «واعلم أن علماءنا- رحمهم الله- تعالى قد جعلوا علم الولاية والبراءة علماً قائماً بنفسه، وأفردوا فيه مصنفات عديدة2».
ومما يؤكد أهمية الموضوع في إطار المذهب الإباضي ما يقوله أحد علماء المذهب المعاصرين: «ولعل الولاية والبراءة من الأصول التي درسها الإباضية بعمق، وانفردت عما سواها من الفرق بالقول بولاية الشخص وبراءة الشخص بحكم الظاهر، ولذلك نجد دراسات مستفيضة لفقهاء الإباضيّة وعلمائها حول هذه المسألة، ففصّلوا القول في شروط الولاية والبراءة ووجوبها وبينوا بشكل دقيق الجهات التي تتم بها كل من الولاية والبراءة الشخصية، كما حددوا بدقة من تجب فيه الولاية والبراءة سواء في الجملة أو في الشخص، وتجدر الإشارة إلى أنََّ اهتمام الإباضية بهذا الجانب لم ينحصر في نطاق الاجتهاد الفقهي والنظر العقلي فحسب، وإنما تعداه إلى الميدان العملي والتطبيق الفعلي فتجسدت هذه الآراء والأحكام في واقع الحياة اليوميّة داخل المجتمعات الإباضيّة3».
ومن صور هذا التطبيق لمفاهيم الولاية والبراءة والوقوف، ما قام به الفقهاء العمانيون بعد حادثة عزل الإمام الصلت بن مالك عام 272هـ، من تطبيق واسع جداً لها، كان من ثمرته كثير من الأعمال والمؤلفات، فالسير العمانيّة- التي تعتبر من أهم مصادر الفكر والتاريخ العماني-4، كان «أشهر قضية تم مناقشتها في أغلب تلك السير قضية عزل الإمام الصلت5»، بل وأفردت للموضوع كتب كاملة ككتاب الاستقامة لأبي سعيد الكدمي(حي في 272هـ)، وكتاب التخصيص لأبي بكر أحمد الكندي(558هـ)، وكذلك ناقشتها باستفاضة الموسوعات الشرعيّة كالضياء وبيان الشرع والمصنف وقاموس الشريعة وغيرها.
هل كل هذا الإهتمام بهذه المفاهيم الكلامية الثلاثة-على المستويين النظري والتطبيقي- راجع لأهميتها الدينية والروحية والعقدية؟
وهل هو تعبير عن امتثال نموذجي للأوامر الإلهية المقدسة والمتعالية؟
ومع التسليم بكونها جزءاً مهماً وأساسياً من عقيدة المسلم الإباضي، لا اعتقد أنّ أحداً سيقول أنّها أهم من أركان الإيمان الستة وبالذات أولها وأساسها وهو الإيمان بالله عزوجل، فلماذا لم نر في التاريخ العماني اهتماماً مماثلاً بهذه الأركان، وبالركن الأول الأساسي الإيمان بالله؟
جينالوجيا في حدود التساؤلات:
نحاول في هذا المقال الإجابة على هذه الإشكاليّة، ولكن قبل ذلك نرصد التطور التاريخي الذي مرت به هذه المفاهيم، وذلك من خلال مراحل ثلاث هي:
– المرحلة الأولى القرآن الكريم والسنة النبوية:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين{َ (51) سورة المائدة
} وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون{َ (56) سورة المائدة
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{ (57) سورة المائدة
}وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير{ٌ (73) سورة الأنفال
} بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِين{َ (1) سورة براءة
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ{ِ (1) سورة الممتحنة
}قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ{ (4) سورة الممتحنة
}وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{ (73) سور الأنفال
يستخلص من منطوق هذه الآيات ومفهومها أنّ الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين؛ أي للموافقين في الدين، والبراءة من المشركين والكفار واليهود والنصارى؛ أي المخالفين في الدين، ويؤيد ذلك ما يؤرده الإمام السالمي عن كيفية تطبيق النبي عليه السلام، وهي التطبيق العملي لهذه الآيات، يقول: «بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس في جاهلية عمياء, فلم يكن يدعوهم إلا إلى الشهادتين, ثم يعلمهم شرائع الإسلام, وكانوا قبل ظهوره يتولون آباءهم وطواغيتهم فلم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يلزمهم أن يبرؤوا منهم واحداً واحداً, وإنما يكتفي منهم بقبول الإسلام والدخول في شرائطه ويتضمن ذلك البراءة من أضداده, وقد اكتفى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من المشركين بقبول الإسلام6».
ويفهم- أيضاً- أنه لا طريق ثالث أي الوقوف، فإما الإيمان بالله والدخول في الإسلام، فيستحق الإنسان به الولاية، وإما الكفر والإشراك والانتماء لدين آخر، فيستحق الإنسان به البراءة.
-المرحلة الثانية أحداث عثمان:
حملت «أحداث» عثمان الخليفة الثالث(35هـ) الثوار- ومنهم جذور «جماعة المسلمين = الإباضية»- على استتابته ثم خلعه سياسياً، ثم قتله، وملخص هذه الأحداث من «مختصرٌ منْ كتاب فيه صفةُ أحداث عثمان بن عفان»:
«وكان أول ما نقم المسلمون على عثمان بن عفان أنّهم كلموه في إنفاذ وصية عمر بن الخطاب رحمه الله في ابنه عبيدالله بن عمر، .. جعل عثمان يعتل للناس ويؤخر أمره، .. ثم ترقب به البلى، في عبيد الله وغيره إلى أن زعم أنه قد عفا عنه، فقال المسلمون إنه ليس لك أن تعفو عنه».
– «لما استخلف أبوبكر صعد المنبر، فقام دون نبي الله برتبة، واستخلف عمر، فقام دون مقام أبي بكر برتبة، فلما استخلف عثمان، صعد المنبر حتى قعد مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
– «ثم ما كان من حدثه أنه أدخل الحكم بن العاص طريد رسول الله عليه السلام ولعينه المدينة».
– «حمى مواطن القطر من أرض البادية وأرعى فيه أهله وخاصته ومنعه الناس».
-وعمد عثمان إلى عمال عمر بن الخطاب فعزلهم عن أعمالهم إلى غير علة، فعزل الفقهاء والسابقين الأولين، واستعمل السفهاء من أهل بيته وذوي قرابته».
– «وحرق عثمان المصاحف، وحرم قراءة ابن مسعود، وقراءة أبي بن كعب، وأمر الناس أن يقرأوا على حرف واحد، أمر من خالف ذلك الحرف أن يمثل به».
– «ثم إن الوليد بن عقبة أحدث بالكوفة أحداثاً عظيمة….».
– «دخل عبدالله بن مسعود فأمر به عثمان خلاسياً له أسود، فقال: خذه فأخذه فأخرجه من المسجد، …، فأتى به باب المسجد فاستقبل الجدار بعجزه، فجعل به ضرباً بالجدار، لا يألوا أن يكسر عصعصه، أو يفلق أنثييه، حتى دق أضلاعه»7
ويبدو على هذه الأعمال الطابعان الديني والسياسي بدرجات متفاوتة، فتمسك عثمان بالخلافة على الرغم من «أحداثه» التي استحق بها البراءة وفق تقييم الثوار =حزب الخوارج، عمل سياسي دنيوي، خرج من الطابع التديني بسبب الأحداث، التي وفقها غير جدير بالخلافة، لكنها أيضاً لا يمكن أنْ تخرج عثمان من الإسلام، وتضعه في الجانب الآخر أي الكفر أو الشرك أو التنصر أو التهود؛ أي الانتماء لدين مخالف ومعادي لدين الإسلام.
«وكثر الكلام في أمر عثمان، وأظهروا عيوبه، ونادوا بها في وجهه وأخبروه أنهم غير مقاروه عليها»
«قال عثمان ما أراني إذا في شيء إن كنت أستعمل من هويتهم وأعزل من كرهتم الأمر إذا أمركم قالوا والله لتفعلن أو لتعزلن أو لتقتلن فانظر لنفسك أو دع فأبى عليهم وقال لم أكن لأخلع سربالا سربلنيه الله»
«ثم إن أصحاب النبي رأوا أمراً، وقالوا ما يسعنا الكف عن هذا الرجل، فأجمعوا أمرهم على استتابته أو خلعه، فاجتمعوا في منزل الزبير بن العوام، فقام عبدالرحمن بن عوف فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وذكرأبا بكر وعمر وعدلهما وسيرتهما، ثم ذكر عثمانَ وأحداثه وجوره، ثم قال أيها الناس أنا أول خالع إذ كنت أول مبايع، أشهد أني قد خلعته خلع نعلي هذه، ثم خلع نعله من رجله فرفعها بيده، ثم قام الزبير بن العوام فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان فشتمه وأعابه، ووصف أحداثه، ثم قال لعلي: يا أبا الحسن، ما يمنعك أن تقوم فتتكلم؟ قال علي: ما قلتما إلا حقاً، ولو قمت لم أقل إلا مثل قولكما، ثم أجمع القوم أن يكتبوا إليه كتاباً وصفوا فيه أحداثه، ثم استتابوه8»
صدر من كبار الصحابة الزبير وابن عوف وعلي كتاب فيه وصف أحداثه واستتابته وخلعه من منصبه.
«فلما مضت أيام التشريق أطاف المسلمون بدار عثمان، وأبى إلا الإقامة على أمره، وأرسل إلى حشمه وخاصته، فجمعهم، وألبسهم السلاح، واستعد للقتال، .. وبقي مع عثمان ناس من أهله، فقتلوا معه، وقتل عثمان، وأمسك المسلمون عن أصحابه حين قتل9»، فالأمر تطور من خلع سياسي عن الخلافة إلى خلع عن الدين، ومن ثم الحكم عليه بالقتل، بعد كتابة الكتاب إليه الذي فيه أحداثه، واستتابته ورفضه لمطالبهم.
وفي تحليله الرائع لرسالة ابن إباض لعبدالملك بن مروان، موضحاً الأسباب التي دعت الثوار للخروج على عثمان، يقول عبدالملك الهنائي: «مما تقدم يتضح أنّ الخروج أو ما يسمى في الوقت الحاضر بالثورة على عثمان لم تكن ثورة دينية بحتة، فبالرغم من أن أول شيء ذكره ابن أباض مما ينقم على عثمان هو أنه منع مساجد الله أن يقص فيها كتاب الله، فإن ما أوردته الرسالة لاحقاً يدور كله حول الحمى وتوزيع الصدقات والاكتناز ووضع قيود على التجارة لذلك فهي بكل المقاييس ثورة القبائل العربية ضد هيمنة قريش واستئثارها بالسلطة والمال، كما أنها ثورة المقاتلة ضد السياسة المالية التي اتبعها عثمان، وهي ثورة الأمصار ضد الحجاز والمدينة10»، فهو يرى أنّ السبب الحقيقي هو سياسات عثمان الاقتصادية واستئثار قريش بالسلطة، وتمرد العسكر، والتجاذب بين المركز والأطراف، وليس سبباً دينياً صرفاً.
ويبرر أبو قحطان خالد بن قحطان(ق3هـ) في سيرته قتل عثمان بقوله: «فلما امتنع من التوبة وأصر على المعصية، وظهر كفره في الدار والدعوة، .. قتلوه خليعاً من الإيمان خارجاً بحكم القرآن، لأن المسلمين إنما قتلوه بحكم كتاب الله11»، إذن قُتل عثمان بعد أنْ خُلع من منصب الخلافة، وحتى يتم إضفاء المشروعيّة الدينيّة على قتله، تم خلعه من الدين، هنا اتسع تطبيق مفهومي(الولاية والبراءة)، ليشمل تطبيقهما على مستوى الدين ذاته، وبين أتباعه، وعلى أساس الاختلاف الحزبي السياسي.
المرحلة الثالثة- حادثة عزل/اعتزال الإمام الصلت بن مالك عام 272هـ
بويع الصلت بن مالك الخروصي وهو من اليحمد بالإمامة عام سبع وثلاثين ومائتين للهجرة, وقام له بالبيعة بشير بن المنذر ومحمد بن محبوب، قال أبو قحطان : أجمعوا على إمامة الصلت وولايته وولاية من قدمه من المسلمين، وأجمعوا على نصرته وتحريم غيبته والامتناع من طاعته، فسار الصلت بن مالك بالحق في عمان ما شاء الله حتى فني أشياخ المسلمين جملة الذين بايعوه، لا نعلم أن أحداً منهم فارقه وعمر الصلت في إمامته ما لم يعمر إمام من أئمة المسلمين(أي الإباضية في عمان) فيما علمنا حتى كبر.
وفي عام 272هـ تم عزل/اعتزال الإمام الصلت، وقد اختلف الناس في ذلك اختلافا كثيراً, فمن عذر موسى وراشداً في خروجهما- أي الانقلاب على الصلت بالتعبير المعاصر- ذكر أسباباً تسوغ لهما صنيعهما, ومن خطأهما على ذلك ذكر أسباباً منكرة وأحوالاً غير جميلة, وكثرت في ذلك الدعاوى.
ثم ظهرت أناس بعد ما مضى ما شاء الله من الزمان، وبعد انقراض تلك العصور فغلوا في أمر موسى وراشد, وأوجبوا البراءة منهما على الناس، ورأس هذه الفرقة وعميدها الذي اشتهر فيها أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة، ومن أخذ عنه من أهل عمان منهم أبو الحسن علي بن محمد البسياني، وتبعهم على ذلك خلق وسميت فرقتهم الرستاقية.
وممن اشتهر في الرد عليهم أبوعبدالله محمد بن روح بن عربي وأبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي, وفي الرد عليهم ألف كتاب الاستقامة بأسره, وتبعهم على ذلك وسميت فرقتهم النزوانية12.
وفيما يلي نبين «دعاوى» الفريقين في القضية:
1-المعسكر الرستاقي
وملخصها أن الصلت إمام شرعي بإجماع أهل المملكة، أما عزله فغير شرعي، فموسى طالب دنيا، وليس للإمام الصلت مكفرة حتى يستحق العزل، وهو-أي موسى- يسعى لهدم الدولة=الإمامة، لذلك استحق بسبب ما قام به البراءة، وكذلك فإن على عامة المسلمين السؤال عن الحدث الواقع بعمان؛ لأنه يجب عليه أن يتولى ويبرأ من كل شخص بعينه، حيث لامحالة أن يكون مستحقاً لأحدهما، أي الولاية أو البراءة، لا وقوف مع شهرة الحدث الموجب والأشخاص المستحقين.
ونستدل على وجهة نظرهم من خلال سيرة أبي قحطان خالد بن قحطان، ومن كتاب الموازنة لابن بركة، ومن سيرة السؤال للبسياني، والأسباب التي دعتهم للبراءة من راشد وموسى ومن تبعهم، ومن دعوة العامة للبراءة منهم وتشددهم في ذلك، حيث أوجب البسياني الولاية والبراءة لكل بعينه ومنه بما يستحق.
-من سيرة تنسب إلى أبي قحطان خالد بن قحطان(ق: 3هـ):
يقول: «سار الصلت بالحق في عمان ما شاء الله حتى فني أشياخ المسلمين جملة الذين بايعوه لا نعلم أن أحداً فارقه، فلما ذهب أعلام المسلمين وفقهاؤهم وأهل الورع ومن يطلب الآخرة وبلغ الكتاب أجله, وأراد الله أن يختبر أهل عمان كما اختبر من قبلهم ليعلم المطيع من العاصي وقد علمهم من قبل أن يخلقهم وابتلى الله أهل عمان برئيس وعلماء من علمائهم كما ابتلى غيرهم؛ فلما اختبرهم قل بصرهم وزالت عقولهم عن الحق وخالفوا سيرة المسلمين إلا قليلا أنقذهم الله.
فخرج موسى بن موسى من أهل بيت علم وورع، ووالده موسى بن علي رحمه الله كان في عصره مقدماً على أهل عمان، .. فقام موسى بن موسى في أهل عمان يتكلم بلسان فصيح ويهتف في مجلسه ويصيح ومرة يطعن في الإمام والقاضي, ومرة يطعن في الولاة والشراة, ومرة يطعن في أصحابه ولا يسم للإمام بمكفرة, ولا يبين ما يدعو إليه إلا أنه ناصح للدولة وأهلها ويصل إلى الإمام، ويتكلم بما لو كان غير الصلت بن مالك لحبسه في السجن أو يوضح على ما يقول برهاناً أو يمسك لسانه عن شتم أهل الدولة, ولكن الصلت كان رفيقاً وكان يجله لموضع والده, ولم يكن يؤمل فيه هدم الدولة لأنه كان يظهر أنه ناصح للدولة ولأهلها, وهو يسعى في فسادها وهدمها للذي سبق في علم الله.
فلم تزل الأيام ترقى به ومجالسه تغلظ وهو يثب على الدولة ويسعى في هدم عزها، ويظهر انه يريد إعزازها, حتى انتهت به الأيام أن جمع الأعراب والطغام من الناس ومن يسرع إلى الفتنة.
فتبعهم الناس على منازل مختلفة، ومن بينهم رجل قد أغضبه أحكام المسلمين, وأوغرته فهو يطلب عثرتهم, وآخر قد حسد من له في الدولة درجة رفيعة يطمع أن ينال مثلها, وآخر يتعبد بغير بصيرة فيظن أنه محق وأنه يطلب حقاً ولا يدري أنه قد افتتن، فجمع موسى بن موسى الناس وسار بهم إلى فرق فوقعت الفتنة في أهل عمان13.
-ابن بركة عبدالله بن محمد(ق 4 الهجري)
يقول: «وأما الصلت فكان إماماً شارياً يعترف له أهل مملكته في عصره ذلك، وشهد له من غاب عنه بذلك، وذلك أن الصلت اتفق أهل المملكة عالمهم وجاهلهم أن عقده كان ثبوت إمامته بإجماع14»
-سيرة الحجة على من أبطل السؤال في الحدث الواقع بعمان لأبي الحسن البسياني(حي في:363هـ):
يقول البسياني:»…فعلينا معرفة الحق بالدليل المستنبط من الكتاب والسنة والإجماع، فإذا عرفناهم[أي أهل الحق] وكنا معهم توليناهم وأخذنا عنهم وقلنا قولهم، وخطأنا من خالفهم، ولا يصل إلى علم ذلك إلا بالسؤال والطلب والاستنباط بمعرفة أهل الحق دون غيرهم.
وقد وجدنا الأمة قد افترقت، فإذا كان ذلك كذلك فعلينا طلب الفرقة المحقة من جملة المختلفين، ولا يصل إلى ذلك دون البحث والسؤال، ..، والأمر بالمعروف وولاية أهله عليه، والنهي عن المنكر وتركه والبراءة من أهله عليه، ولا يبلغ من بلغ من عوام المسلمين ممن لا معرفة لهم إلى علم ذلك والقيام به إلا بطلبه والسؤال عنه.
وقد قال المسلمون: إن الشاك هالك، والسائل معذور»15
2-المعسكر النزواني:
وملخص دعاوى النزوانية، أن موسى بدافع من حرصه على الدولة، وبكونه شيخ المسلمين، قام بتولية راشد بعد أن رأى ضعف الصلت وعجزه عن القيام بواجبات الإمامة، واعتزاله بنفسه، كذلك فإن الولاية والبراءة لمن يستحقهما واجبان فقط بالجملة، والمؤمن غير مكلف أن يتبرأ أو أن يوالي أحداً بعينه، وينتقد من قال بإيجاب السؤال في الحدث الواقع بعمان، ونستدل على وجهة النظر هذه من خلال تحفة الأعيان، ومن كتاب الاستقامة للكدمي:
-من التحفة:
«قال الأزهر بن محمد بن جعفر : إن الصلت بن مالك صار إلى حد الضعف والزمانة والعجز عن القيام بالإمامة , وخاف المسلمون ذهاب دولتهم وزوال نعمتهم , وكان موسى بن موسى في وقته هو شيخ المسلمين وإمام أهل الدين, فاجتمع إليه أخلاؤه وساروا لينظروا المسلمون فيما فيه عز الدين.
وينقل الإمام السالمي عن محمد بن جعفر: «أما بعد[فقد] رفع إلي المسلمون أنّ الغائب والضعيف والجافي العنيف يسألون كيف جاز لموسى أن يولي راشداً.
قال: فما كان عندنا فيه ارتياب ولا أن يشك فيه ذوو الألباب, فأما الصلت فإنه ضعف وصار إلى حد العجز عن حمايته وعزل نفسه وتبرأ إلى المسلمين من إمامته, وكان اعتزاله شاهراً ظاهراً ووضحت براءته من الإمامة بالبينة العادلة عندنا, قال فلما اعتزل ولى المسلمون راشد بن النظر وبعث الصلت بن مالك إليه بخاتم الإمامة ومفاتيح الخزانة, ولم يعارضه في شيء وهو في جواره قريبا من سنه إلى أن مات, وليس يذهب عليكم ما كان له من الأعوان والإجابة والقدرة من أهل عمان ولو كان مقهورا أو أراد القتال, قال: وعندنا أن موسى كان يريد عز الدين وصلاح المسلمين والذي عرفناه من رأيه وعزمه في آخر عمره أن كان يريد اجتماع أهل العلم والرأي الموثوق بهم16».
-أبو سعيد الكدمي (حي في: 272هـ ):
يرى أبو سعيد أن المؤمن إذا تولى الله تبارك وتعالى، وتولى رسوله صلى الله عليه وسلم، تولى المؤمنين في الجملة، فقد تولى من يجب عليه ولايته، فلا يجب على العبد ولاية أحد بعينه، وأما أعداء الله فلا يجب عليه علم عداوة أحد منهم بعينه، فلا نعلم أن أحداً من أعداء الله، يجب على أحد من المؤمنين في أصل دين الله عداوته باسمه وعينه، إلا حتى يبلغ إليه علم يقيني بهم17.
«وذلك أنه يلقى الواحد منهم المتسمي بالفقه والعلم ممن قد اتزر بالجفوة، وارتدى بالعمى، وأنزل نفسه على الضعفاء منازل الفقهاء والعلماء على الواحد من الضعفاء المسلمين، فيقول له: إن الولاية والبراءة فريضتان ولا يسع العبد دون يوالي في الله، أو يعادي في الله، ويتولى ويبرأ، وعليه أن من تولاه من تولاه المسلمون، ويبرأ ممن برئ منه المسلمون ولا يسعه دون ذلك والمسلمون قد برئوا من فلان بن فلان، فلان بن فلان»
«والعجب العجيب كيف خص الحكم في، … موسى بن موسى وراشد بن النضر، والبراءة منهم دون غيرهم من المحدثين والجبابرة والمفسدين وأهل البدع والخلاف في الدين، … أن يكون الله تبارك وتعالى قد كلف العباد في الولاية والبراءة، أن يعادوا له جميع أعدائه بأسمائهم وأعيانهم، أويوالوا له جميع أوليائه بأسمائهم وأعيانهم، هذا ما لا تحتمله العقول، ويتنافى عن الله في أحكام الأصول وليس له أساس، ولامنه محصول18».
3-الواقفون:
استخدم مفهوم الوقوف منذ بداية أزمة الإمام الصلت، فوقف من وقف من المسلمين للإشكال الواقع, فكان ممن يقف عنهم أبو الحواري محمد بن الحواري القري, المعروف بالأعمى وأبو إبراهيم محمد بن سعيد بن أبي بكر ؛ وأبو عبدالله محمد بن روح بن عربي وأبو عبدالله محمد بن الحسن وأبو عثمان بن مشقي بن راشد وأبو محمد عبدالله بن محمد بن صالح وأبو المنذر بشير بن محمد وأبو سعيد محمد بن سعيد19.
وعندما تولى الإمام راشد بن سعيد كتب كتاباً جعله صلحاً بين المختلفين في أمر موسى وراشد.
قال أبو سعيد [الكدمي]: كانت بيعة راشد بن الوليد رحمه الله على الدفاع, وأول من بايع له أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر مع جماعة معه، وبايع أبو مسعود النعمان بن عبدالحميد, وأبا محمد عبدالله بن محمد بن أبي شيخة؛ وأبا عثمان ومشقي بن راشد, وأبا محمد عبدالله بن محمد بن صالح , وأبا المنذر بن أبيّ بن محمد بن روح.
وقد كانوا عرفوا من بعضهم البعض تعاتباً في أمر موسى بن موسى وراشد بن النظر , فلما عزموا على عقد الإمامة لراشد بن الوليد تداعوا إلى الاجتماع على سبب يعرفونه في ذلك, فاجتمعوا هم وغيرهم إلا أبو مسعود النعمان بن عبدالحميد فإنه لم يحضر ذلك قبل العقد, فاجتمعوا في بيت كان ينزل فيه راشد بن الوليد, وكان المقدم فيهم أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر , فاجتمعوا جميعا على أن الواقف عن موسى وراشد والمتبري منهما جميعا في الولاية, وأنهما جميعا مؤتمنان على دينهما في ذلك, ولم نعلم من أحد منهم أنه برئ بغير حق؛ أو وقف بغير حق، وبايعت الجماعة على نحو من ذلك وقبل منهم البيعة , وخرجوا على الناس بالبطحاء من نزوى في جماعة من أهل عمان من نزوى ومن سائر أهل القرى من شرق عمان وغربها من أهل العفاف منهم والفضل والجاه والرياسة؛ مستمعون لذلك مطيعون ؛ لا يظهر لأحد منهم كراهية ولا نكير.
قال: ودخل الناس في بيعته أفواجاً, ووفد إليه على ذلك الوفود وأخذ عليهم المواثيق والعهود, وبعث العمال والولاة في القرى والبلدان فلم يعترض عليهم أحد, فصلى بنزوى الجماعات وقبض هو وعماله الصدقات وجهز الجيوش وعقد الرايات وأنفذ الأحكام وجرت له في ما شاء الله في المصر الأقسام، ولم تبق بلد من بلاد عمان لم يغلبوا عليها السلطان إلا وجرت فيه أحكامه وثبتت عليهم أقسامه20.
وخلاصة هذه المرحلة أن المفاهيم الثلاثة قد استخدمت في إطار المذهب وبين أتباعه، على أساس الخلاف الإيدلوجي، وبرز طريق ثالث-وبقوة- هو الوقوف.
بعد عرضنا للمراحل التاريخية الثلاثة يتضح أنه تم تطبيقها-أي المفاهيم الثلاثة- على مستويات ثلاثة:
الأول المؤمن المسلم/الكافر والمشرك: المخالف على مستوى الدين.
الثاني المسلم الإباضي/المسلم غير الإباضي: المخالف على مستوى الحزب السياسي.
الثالث المسلم الإباضي الرستاقي/المسلم الإباضي النزواني: المخالف على مستوى الإيدلوجية داخل المذهب الواحد.
-وجه آخر للحقيقة التاريخية21:
في البداية يجب أن نفرق بين معنيين للدين: المعنى الروحي المنزَّه والمتعالي، وهو الرعشة العالية والمنزَهة أو التجربة البشرية لما هو إلهي، والمعنى القانوني الرسمي، السلطوي، أو الذي يخلع المشروعية على السلطات السياسية، بمعنى أنه يخلع المشروعية الإلهية على أعمال البشر وقوانينهم وأنظمتهم.
إن المفردات والمصطلحات الدينية، تبدو ظاهرياً منزهة ولا غبار عليها، ولكنها في الواقع تخفي تحتها كل لعبة الهيمنة والسيطرة التي لا يخلو منها أي خطاب بشري، وإن يكن بدرجات متفاوتة بالطبع22.
ويعلق هاشم صالح مترجم الكتاب موضحاً الكلام السابق:»يقصد أركون أن الخطاب الديني القديم يخفي نواياه أو مقاصده الأرضية أو السلطوية تحت غطاء كثيف من المعجم الديني والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والتنزيه والتعالي، وهكذا يستطيع أصحابه كسب الأنصار والأتباع بسهولة لأنهم يبدون لا مبالين بهذه الحياة الدنيا ومتعها وشهواتها وأملاكها، ولكن الواقع غير ذلك، فتحت هذا الغطاء الديني والمعجم اللاهوتي تربض كل تصرفات البشر وأطماعهم وشهواتهم»، و«يرى الباحثون المعاصرون أن الناس في القرون الوسطى كانوا يُسيَّرون من قبل العوامل الدينية أو الرمزية أكثر مما يُسيَّرون عن طريق الاقتصاد والماديات23»
وتبرز في هذا الجانب- أيضاً- جدلية العلاقة بين النص والواقع، والنص هنا هو النص الديني التشريعي، والواقع هو الأحداث أي حادثة عزل/اعتزال الإمام الصلت وما أفرزته من أحداث أخرى، فالأحكام لا تأتي من فراغ ولا في الفراغ بل تأتي متأثرة بالواقع ومؤثرة فيه، وملبية لاحتياجاته الفكرية والتنظيمية.
نعيد السؤال الذي طرحناه في البداية، هل كل هذا الاهتمام بهذه المفاهيم الكلامية الثلاثة-على المستويين النظري والتطبيقي-راجع لأهميتها الدينية والروحية والعقدية، وهل هو تعبير عن امتثال نموذجي للأوامر الإلهية المقدسة والمتعالية؟ أم أن هناك سبباً أو أسباب أخرى؟
لا ينبغي أن يفهم من كلامنا حول الولاية والبراءة والوقوف أننا نستبعد الجانب الديني منها، بل يضل هذا البعد مكوناً أساسياً لها، لكننا يجب أن نفهم ما رافق عملية تطبيقها حيث يبرز البعد السياسي كدافع أساسي لاستخدامها وذلك لإضفاء المشروعية الدينية على أعمال بشرية لا يقصد بها بالضرورة وجه الله ورضاه.
فالبسياني يثبت بكل الطرق وجوب السؤال على عامة الناس في الحدث الواقع بعمان، ولا أظن أن إلزامه الناس وخاصة الضعفاء منهم -كماينتقده بذلك الكدمي- بالسؤال إلا تعبير عن استقطاب ممنهج لهم، فالخطاب الديني الرستاقي أخفى نواياه أو مقاصده الأرضية أو السلطوية تحت غطاء كثيف من المعجم الديني والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والتنزيه والتعالي-كما فعل البسياني في سيرة السؤال- وهكذا يستطيع كسب الأنصار والأتباع بسهولة فيضمهم للمعسكر الرستاقي، حيث أورد السالمي نصاً مهماً نقلاً عن أبي المؤثر:»فلما خذل الصلت، واجتمع عليه أخلاط الناس، إلا بقية بقيت معه في العسكر، وهم الأقل24»، وهذا يفيد أن غالبية الناس أو الشعب قد مالت إلى موسى وراشد، أي للمعسكر النزواني على حساب المعسكر الرستاقي، فما كان منه إلا ممارسة أحد أدواره كعالم دين وهو توظيف مفاهيم الولاية والبراءة وعدم الوقوف، وتجييش متخيل العامة بها، حتى يضمن ميل الكفة لصالح معسكره.
لكن بعد أن دخلت البلاد في حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس، وتعرضها إثر ذلك للغزو الخارجي، بقيادة القائد العباسي محمد بن نور عام 280هـ، وتعرض العمانيين للهزيمة، فجعل أعزة أهل عمان أذلة وقطع الأيدي والأرجل والآذان, وسمل الأعين وأحل على أهلها النكال والهوان ودفن الأنهار وأحرق الكتب، وكذلك تعرضت البلاد لغزو القرامطة، هذه الأوضاع التي دفع إليها توظيف مفهومي الولاية والبراءة، أجبرت العمانيين على مراجعة أنفسهم، هنا يبرز مفهوم الوقوف.
فقد كان تعبيراً عن حل للأزمة الحادة، ولما وصلت إليه البلاد من تشتت وخلاف كاد أن يتسبب في انهيار الدولة كلياً، فبدأ يبرز- كموقف متمايز على ساحة الصراع- من خلال كتاب الصلح الذي كتبه الإمام راشد بن سعيد، وكذلك من خلال ما أورده الكدمي عن اتفاق العلماء على بيعة راشد بن الوليد، التي كانت تعبيراً عن صلح-لكنه مؤقت ولم يستمر طويلاً-بين المعسكرين المتقاتلين على المستويين السياسي والفكري.
لم تكن تلك المفاهيم ذات طابع ديني روحي وتعبدي فقط، بل التبست في نشأتها وتطورها بحاجات وضرورات الواقع السياسي التاريخي، وخضعت لعملية توظيف واسعة من قبل الفريقين المتصارعين من أجل خلع المشروعية الإلهية على أعمال بشرية أو عنها، فتلك المفاهيم ليست كما يعرفها البعض ببساطة أو بسذاجة، حيث الولاية محبة أولياء الله، والبراءة بغض أعداء الله، بل هما تعبير عن موقف سياسي من الآخر المخالف على مستوى الإيدلوجية السياسية، أما الوقوف فليس هو الكف عن القدوم في أحد بولاية أو براءة، بل هو طريق ثالث يحاول إيجاد مخرج للأزمة.
(Endnotes)
1 – السالمي، مشارق أنوار العقول، 436
2 – السالمي، المرجع السابق، 436
3 – موقع Mzab-Online.Com18/10/2009
4 -عبدالرحمن السالمي، «السيرة العمانية كجنس أدبي»، مجلة نزوى ع19/ص، 1999
5 – مهنا السعدي، «تطور مفهوم الكتابة التاريخية عند العمانيين»، مجلة نزوى، ع57/ص9، 2009
6 -السالمي، تحفة الأعيان، 1/212
7 -مخطوط سير المسلمين بمكتبة الشيخ ناصر الخروصي، من الورقة103-112
8 -المرجع السابق.
9 -المرجع السابق.
10 -عبدالملك الهنائي، «قراءة في الاقتصاد السياسي لرسالة ابن إباض لعبدالملك بن مروان»، 170، ضمن الملتقى العلمي الأول حول تراث السلطنة قديماً وحديثاً، جامعة آل البيت 1423/2002
11 -أبوقحطان خالد، السيرة، ص103 ضمن الجزء الأول من كتاب السير والجوابات تحقيق سيدة كاشف.
12 -السالمي، تحفة الأعيان، 1/160 ومابعدها، بتصرف غير مخل بالمضمون.
13 – أبو قحطان خالد، المرجع السابق، ص124-126
14 – ابن بركة، كتاب الموازنة، ص 396، ضمن الجزء الثاني من كتاب السير والجوابات تحقيق سيدة كاشف.
15- أبو الحسن البسياني، سيرة الحجة على من أبطل السؤال في الحدث الواقع بعمان، ورقة 154-158 المجلد الأول ضمن مخطوط سير العلماء الإباضية المحبوبية برقم 3557 في مكتبة دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة.
16- السالمي، تحفة الأعيان، 1/
17- أبو سعيد الكدمي، الاستقامة، 1/14-16
18- المصدر السابق، 1/26-27
19- السالمي، التحفة، 1/166
20- المرجع السابق، 1/ 166، بتصرف غير مخل بالمضمون.
21- تظل الحقيقة دائماً نسبية.
22- محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني، 236-237 نقل بتصرف.
23- أركون، المرجع السابق، 121-122 نقل بتصرف.
24- السالمي، التحفة، 1/164
سعيد الطارشي
باحث من عُمان