1-
المساءُ متعبٌ هناك
حيث أنا الآن..
كنتُ أود أن أحتمي منه بلحن
تظل ترانيمه شاهرة
في وجيب المدينة شدوها.
لكنه الصوت قد اضمحل
حتى لايكاد سوى غمغمات الصمت
في وجع المدينة
ليس رحيل أخير هو الحب
لكنها المسافات تُدركنا
والمساء سهاد أخير للآلهة
وحدها الريح تساهر نجمة في الأفق
هي أقصى ما تكون
وأظل أنا من أدُّلُ الفجر نحو يوم جديد تبدّى
خوفاً من التيه أو حرصاً على الأنداءْ
أكتبُ حيثُ لا يخُط العابثون
أظل البعيد
فلا بعيد سواي
أنا البعيد..
أنا القريب..
أنا الرحيل عن الوطن
أَفلا يُدرك العابرون في فراغ عواطفهم،
أن الوقت تآئهٌ في فراغٍ سرمدي؟
فلا وقت للوقت أن يرحلْ
تنحى قليلاً عن نفسه
ثم راح يفتش
عن درب يواري سوأته..
2-
الوردة..
هل لي
ان كتبت الآن عنها
أن تعود إلى لونها المنفي
خلف ذوات الندى؟
أن تلبس كل هذا الفجر
ما يعلمه الغيب من العبق المشرئب..؟
أن أرتدّ الى نداً
يعانق كل ورديٍ عابق
بالطُهر المُسجّى..؟
هل لي
إن أحببتكِ
أن يظل التساؤل لايعطي لنفسه
شيئاً سواه..؟
تِهتُ في آونتي
أفتش جاهداً فلا ألقى إلا (أناك)
ولكن..
تظلُ المسافة رهن ضياع
طارئ في يديكِ ..
3-
أيها الشاعرُ
المكتظ بك الحلمْ
خذ قليلاً من النسيان
وقسطاً من زهو المسافة،
لتنْسها إن خاتلتك الذكريات..
فتسأل:
أللمساءات كل هذا البوح؟
وللصبايا شيء من التيه في ألم الحنين
إلى ما ليس دونك؟
فللبحر كل وقع
له ارتداد الصدى
الغجري.
أيها الشاعر:
ألقاك متفردا بالبوح
ومعتكرا بالقصيدة..
أرى كل آلهة تيمم
وجهها نحوك.
فابتسم..
همدان زيد
شاعر من اليمن