الشارعُ لا أحد،
والطريقُ إلى البيتِ
لا يذهبُ بك إلى البيت..
ما البيتُ؟
حين تعودُ كأنَّكَ ذاهبٌ
ليسَ يعرفكَ سوى طاولةٍ متآكلةٍ
ولوحةٍ زيتيَّةٍ عبرت معكَ
عشرَ طائراتٍ
وبدَّلت ثلاثينَ جدارًا
سوى سبّورةٍ بيضاء
وعبارةِ ماركيز الذي
يرحلُ معكَ منذ عزلتهِ المئويةِ
سوى كتبِ الشِّعرِ
التي تبرأتَ منها
ورسائلكَ السريَّةِ
ما البيتُ؟
ما لونُ جدرانهِ؟
والباب؟
هل له سورٌ،
ككلِّ البيوتِ التي تمنيتَ
ألا تقيمَ بها؟
هل ثمََّة سدرةٌ ترمي نَبقَها
خارجَ السُّورِ
ككلِّ البيوتِ التي
مررتَ بها؟
وهل لك بيت؟
ما البيتُ؟
ما شكلُ الأثاثِ؟
وألبومُ صورِ العائلةِ الصغير،
وصورِ صغارك الذي كبروا
بعيدًا عنكَ
وزوجاتِهم،
كي لا تَنسي شكلَ أحفادكَ
ثمَّة منهم من يَستعيدُ
سيرتَكَ الأولى
كانت،
كجدِّ أبيكَ الذي صارَ اسما
لعائلةٍ وسَفَر
ما البيتُ؟
وأنتَ تَتَقاعدُ
وتقضي الوقتَ في
حانةٍ منزوية؟