ترك الصرخة في بئر أحلامه
غيمته المجروحة تحت لسانه
النخلة وحبات رمل
كتبه القديمة التي أحرقها
على جانب النهر
ورقص طويلا على رمادها
في منشأة الخيال
عمل حفارا للذكريات
مهندسا للكلمات
مربيا لطيور الفجر
حارسا لليل القصائد
طحانا لحبوب اليأس
خبازا في أفرنة الحواس
كأنه دمعة هوت
في صحراء
كتلة دم باردة
في رحم سوداء
تعجن بالصدى
وتعود بعد الموت بقليل
على هيئة نزيف حاد
كأنه حطام سفينة غارقة
منذ الأزل
في القاع رأى خزائن
ذهب و أحجارا كريمة
ثعلب البحر وقنديله
رأى المرأة التي نصفها سمكة
والسمكة العملاقة التي تحمل
على ظهرها جزرا
جزيرة الكنز المفقودة
وملكها المفتون بصولجانه
في القاع رأى ظله..
صمته.. ضوءه.. موته
في القاع أي كل
شيء و مات .