طالما شكل الفن إحدى أدوات التعبير الكبرى، وإحدى الإدانات في تصديه لموضوع الحرب والمجازر التي ترتكب بحق الإنسانية، فمن منا لا يتذكر لوحة «الغرنيكا»، للفنان التشكيلي الاسباني بيكاسو، ومن منا لا يربط أعمال غويا بالتاريخ الإسباني كونها مفصلا في تاريخ الفن المعاصر، والحديث عن الفن الملتزم يأخذنا نحو «جدارية الفنان الفلسطيني» «الحلاج»، و«ثلاثية» أيلول الأسود للفنان السوري يوسف عبدلكي، أعمال كثيرة جعلت من الفن موقفا ملتزماً بقضايا المحبة والإنسان، وهذا ما يحيلنا إلى إطلاق الفنان السوري بسيم الريس لمشروع «الجدارية السورية الأربعة عشرية»، والتي أراد من خلالها جعل الشهيد أيقونة من أيقونات الثورة، توثق وتدين العنف وتستصرخ الضمائر مشيرة إلى مشهد الدم على أرصفة المدن السورية.
ويبقى السؤال، هل يمكن للأعمال الفنية أن تسجل لأحداث تاريخية هامة، وإلى أي درجة تشكل الفنون موقفا مشاركا في معركة الوجود التي يطرحها شبابنا السوري في ربيع الثورات والتي تحمل عنوان الحرية والكرامة؟
أمام هذا المشهد لم يستطع الفنان السوري بسيم الريس بضميره اليقظ ورسالة المحبة التي تشكل الخيط السحري لأعماله الفنية والأدبية معا، إلا أن يتناول جوانب من هذا الرهاب الذي حكم المكان والمرحلة… من خلال مشروعه التشكيلي، «الجدارية» ليدخل الشهيد محترفَه كموضوع، بعد أن بات القتل مشهدا يوميا،وهو ما دفعه للكتابة على صفحات الفيس بوك: «ليكن ذكرهم مؤبدا شهداؤنا»..
وأمام تسارع الأحداث التي يشهدها الواقع السوري، يوميا وعلى مدى أكثر من ستة أشهر، حيث بات ما يقال اليوم لا يصلح للغد، إذ يختلف الشعور في تسجيل اللحظة، كون التسجيل الآني هو الذي يضيف قيمة شعورية للعمل، وطالما شكلت في هذه الأحداث صورة الشهيد صدمة للعالم، كونه يخرج بصدره متحديا، يقول كلمته حرية، ويرحل بعد أن يسجل موقفه من الحياة، يقول الريس: «أمام هذا المشهد الذي تجاوز فيه عدد الشهداء الألفي شهيد، كان لا بد لي أن أنتقل من مبادرتي التي أطلقتها مع سقوط أول شهيد في درعا «لكل شهيد لوحة»، نحو مشروع يحمل عنوان( الجدارية السورية الأربع عشرية)»، والهدف ليس إعادة إنتاج المرئيات، بل جعلها مرئية للعالم أجمع، ضمن بانوراما لونية تدين فعل العنف الإنساني».
يتابع الريس، لاشك ان أرتفاع عدد الشهداء وضعنا أمام مشكلة حقيقية، ما خلق عندي فكرة الجدارية، وهي الحالة التي توثق بالبعد التعبيري، وتخلد اللحظة بمشاعرها بألمها وخيباتها، بفرحها بدمها، بأهازيجها، بأطفالها، مؤكدا على أن الجدارية مهمة إنسانية فنية.
ويبدو واضحا إصرار «الريس»، على العمل على فكرة الشهيد، كون «الشهيد»، يمثل المثل الأعلى لشخص يعطي بلا مقابل، وهو الذي يتخلى عن كلّ ما يملك، جسده روحه، مستقبله، ماضيه، أحلامه، طموحاته، يقول الريس: «أمام هذه اللحظة لابدّ من التوقف لنراه بماذا يفكر، ويشير إلى أن مبادرة السابقة «لكل شهيد لوحة»، تسعى إلى توثيق لحظة التصاق الشهيد بظله قبل أن يطلق كلمته الأخيرة، ويرحل».
و يتابع: أن لوحة «شهداء الجمعة العظيمة»، أخذت منه الكثير من الوقت، والألم، «كنت أرسم وأنا أبكي، فطلعت اللوحة مني بألم»، ويلفت إلى أن أول شهيد رسمه كان أكرم الجوابرة، و« تتالى بعدها أعداد الشهداء، فأصبح الشهيد كلمة تحتّم علينا الدخول في معناها الحقيقي»..
ومع ارتفاع عدد الشهداء، واتساع مشهد الدم الذي رسم خطا بيانيا لأسطورة الشعب السوري، بحيث شكّل العدد ألف المكوّن من ثلاثة حروف حالة أشبه بالخوف، ما عكس صعوبة متابعة هذا الكم الكبير من الشهداء بحيث تحتاج المبادرة إلى فريق عمل يتابع تفاصيل الأسماء، وشهداء المدن..
يقول: «حين تحاول أن تبدأ بالعد ألف، فإنك تتعب وتتوقف أنفاسك حين تصل للعدد مائتين، فما بالك بأعداد الشهداء التي قاربت الثلاثة آلاف، فكيف يمكننا أمام هذا المشهد اختزال ألف حلم، ألف طموح، ألف حب، ألف خيبة، ألف أم، ألف يتيم، قتلوا برصاصة واحدة، يتابع، من هنا حقّ علينا أن نساهم بشيء، فالشهيد رسالة تحمل تاريخا، تحمل في طياتها الأمل لذا فإنني أمضي بأدواتي اللوحة والقلم، للوقوف أمام كلّ شهيد الذي أعتبره أيقونة ليبقى راسخا في تاريخنا، لذا فإن هذه الجدارية ستكون إحدى هذه المساهمات، لتسجيل اللحظة وملاحقتها، والتعبير عنها وبشكل عفوي بعيدا عن التخطيط المسبق.
أربع عشرية
ويعلل فكرة تقسيم الجدارية إلى أربع عشرة لوحة قائلا، أردت بذلك الدخول في الخط الزمني للأحداث، ربما كانت الصرخة الأولى من دمشق، لكن الشهيد الأول كان في درعا، بدرعا تحوّلت الانتفاضة إلى حالة دموية، من هنا سأبدأ، ثم أنطلق نحو أربع عشرة محافظة سورية، وحسب التسلسل الزمني، ومن الممكن أن أوثق أسماء الشهداء، كون الجدارية تسعى إلى اختزال المشهد اليومي ببعد فني عفوي تفرضه سيرورة الحدث، لذا فإنني ألحق اللحظة، أبني قبل التعبير بالخط واللون، جاعلا من الميكس ميديا «الكولاج»، إحدى وسائل التعبير، بعيدا عن الرؤية الكاملة لصورة العمل، وبالتأكيد فإن هذا يسهّل لي الانطلاق والمتابعة.
فلسفة الزمن
وفي عودة إلى علاقة الفنان بالزمن، ومدارج الطفولة، يشير الريس إلى أن القبض على ما تبقى من الزمن، الذي أهدر الكثير منه تحت وطأة الضرورة، «تنقلي في أكثر من مهنة، حيث عملت منذ كنت طفلا لأساعد نفسي في الدراسة بعد أن مات والدي وعشت مرارة اليتم، لأمارس مهنا كثيرة، ما جعلني أتخذ قرارا بأن الزمن بحجم الوعي والمشروع، فهدره جعلني أنتبه إلى أن أهم شيء نمتلكه هو الزمن، كونه متبدلا ومتقلبا، لذا وجدت نفسي مثل لاعب كرة القدم، المحكوم بخط زمني معين، فآخر دقيقتين في المباراة، يكون فيها شعور اللاعب أن يكرّس كل طاقاته، من أجل أن يصل إلى الهدف».
زمن العولمة
ويؤكد أن زمننا الراهن كسرت فيه الجغرافيا، بفعل التكنولوجيا، «إذ أصبحنا نتواصل بنفس اللحظة مع أمكنة مختلفة ونحن جالسين في غرفنا، لهذا فنحن بحاجة لعدد كبير من الأصابع، من أجل ذلك لابد أن أكون ماكنة لأُؤسس تجربة فنية، وكي أكون قادرا على تنفيذها ضمن شروط محددة، واستراتيجية مؤسسات، لكسر كساد الزمن والاستفادة منه إلى أبعد الحدود».
و يشير إلى أن الوراء موروث، وأما توثيق اللحظة فهي أن تعيشها من أجل المستقبل، ليكون الفن أحد طرق التعبير، في زمن متسارع، فخلال ستة أشهر شهدنا ثورة تونس ومصر، وليبيا واليمن وسوريا، بينما الثورة الفرنسية استغرقت عشر سنوات، لهذا أشعر أن علاقتي بالزمن تدفعني لبناء تجارب فنية وليس لوحات، جاعلا من نفسي ما يوازي المؤسسة.
المكان وتقنيات اللوحة
أما العلاقة المقابلة للزمن، فهي بلا شك العلاقة مع المكان، ومدى تأثيره على سيرورة تنفيذ شكل الجدارية، يؤكد الريس على وجود مشكلة حقيقية له مع المكان، خاصة في الجدارية وطريقة تنفيذها، يقول: «لا شك أن حاجتي للمساحات والأسقف العالية، حيث إن ارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة في صيف الإمارات تمنعني من الرسم في مكان مفتوح، لذا فإن المكان يفرض عليّ تقنيات اللوحة، كاللعب على المقاسات،فالمهم أن لا يضيع الإحساس لتنفيذ هذه الجدارية.
لهذا اشتريت ورق (A4)
يتابع، رسمت وجوه الشهداء، فأنا أشتغل بمطرح من مطارح الجدارية على الكولاج، وطبعا هذا أحد الحلول للعب على المكان والإمساك بمشاعر اللحظة قبل أن تنزلق إلى الماضي، فالجدارية تعكس المكان الذي نشعر به، وليس ما نرى، والمكان ينشق إلى قسمين، تعبيري يندرج فيه الواقع المر مثل السجن، ومكان نغادر إليه بالخيال.
وينوه إلى أن الجدارية جاءت نتيجة حجم تعب طويل، «فليس عندي أي مشكلة أن أعيش في الحدود الدنيا للحياة، لتحويلها إلى فن، وهو ما بدأت العمل عليه بتفاصيله الكثيرة».
وحول وضع الجدارية باعتبارها مشروعا وطنيا، واحتمال اقتنائها، يؤكد الريس على أن الجدارية حالة مفتوحة، أحلم أن يكون لها معرض بعدد من العواصم العربية والعالمية، وأن تجد مكانا في متحف بدمشق، لتكون شاهدا تعبيريا على على الثورة السورية.
المشروع والمبادرة
ويبدو واضحا عند الريس شغله على فكرة المشروع مختزلا بذلك روح المبادرة التي يشكل الحب خيطها الأساسي، وكأنه يختزل البعد المؤسساتي الجمعي في شخصه، متحديا الكثير من الصعوبات التي تواجهه، حول هذه النقطة يقول: «قبل عامين أطلقت مشروعا من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، حمل عنوان، «على كل جدار لوحة»، منطلقا من مقولة «علّ اللوحة تجمعنا»، أردت من خلاله تقديم لوحة لكل من يطلبها، فرسمت مئات اللوحات بأسماء أصدقاء أعرفهم ولا أعرفهم، وكانت اللوحة تحمل اسم صاحبها، ولا شك أنها مبادرة أخذت مني الوقت والجهد والمال لكنها في المحصلة بادرة إنسانية.
يتابع، في فترة الانتفاضة، أصبح هناك انقسام في الشارع السوري، بين مؤيد للنظام، ومعارض، وصامت، الشيء الطريف، أنني كنت أرسل لوحات لشخص في إحدى المدن السورية، وكان دوره الاتصال بأصحاب اللوحات لأخذها، اللوحة كانت تجمعهم، وتجعلهم يتناقشون في الوضع الراهن، وهذه شهادة حكاها لي الكثير من الأصدقاء، إلى جانب ما تحمله اللوحة من بعد اجتماعي حيث تعارف الكثيرون على بعضهم من خلالها، لهذا فإن فكرة «دمقرطة الفن»، هي ما أصبو إليه.
ويشير إلى أن فكرة مبادرة «على كل جدار لوحة»، ولد تيوم رأس السنة، فبينما كنت وحدي في دبي شعرت بفيض من الحب تجاه الجميع، فخطرت الفكرة ببالي، وقررت العمل عليها خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2011، لأعلنه شهر الحب لكل العالم. كتبت اسم المبادرة على «الفيس بوك»، وقلت إن الحب لغة فعل وليس لغة قول، بعدها وصلنتي مئات «الإيميلات» من عدة دول عربية وأجنبية مثل أميركا، كندا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، السويد، مرورا بالأردن، فلسطين، وسورية من شمالها إلى جنوبها، ودول الخليج (كالسعودية، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات).
ثالوث فني
و الريس يعمل على الثالوث الفني الرسم والكتابة إلى جانب السينما، يقول:
في البدايات يحاول الشخص أن يستكشف كل أدواته، بعد فترة يجد نفسه موجودا أكثر بمكان ما، فأنا أكتب وأرسم، ونتيجة متابعتي وعشقي للسينما، فقد كبر الحلم عندي في ربط هذه الفنون مع بعضها، كون الكادر السينمائي لوحة، فالكتابة أداة أنتقل فيها من النص إلى اللوحة، ومن اللوحة إلى النص، أما السينما فهي الحضور والتعبير اللحظوي، نسمع فيها الجواب بين اللحظة والأخرى، هناك تراكم، سرعة في الأحداث، تسارع في التقنية في التكنولوجيا.
يتابع ولاشك أن اللغة التشكيلية لغة مختلفة، أما اللغة البصرية الخاصة، فلها ارتباط خاص عندي، لهذا فإنني أرى أيام الأسبوع تتوزع في مخيلتي كألوان جمعية، يوم الجمعة أراه باللون الأسود، ولا أعرف لماذا مجرد الشعور يعكس عندي لون هذا اليوم، الخميس يشبه الأحد في اللون، وهو عندي مثل لون غسيل الأمهات الأبيض بعد أن يضاف إليه «النيلة»، ليصبح أبيض مائلا إلى زرقة شفيفة جدا، ليكسرو لون نصاعة البياض، أما الإثنين فأرى فيه كل ألوان الأخضر..
ويشير الريس إلى أن الدأب في الكتابه، خلق عنده نتاجا قصصيا ما «دفعني للمشاركة في «مسابقة الشارقة للإبداع العربي»، فحصلت على جائزة بالمركز الثالث، وحصلت على جائزة غانم غباش عن قصة (أبو كرسي) التي أخطط أن أحولها لعمل روائي، أما السينما فهي إحدى حقول التجريب، حيث ألفت وأخرجت فيلما قصيرا بعنوان: «حدود الرمادي» والذي بقي في مساحة اللون كإحدى أدواته في التعبير.
وحول فكرة الفيلم يقول: «حدود الرمادي»، وأعني بها الحد الفاصل بين الأشياء، وهو يشبهنا جميعنا فهو ليس أبيض أو أسود هو الحد الفاصل بين الحياة والموت، القبح والجمال. تجربة فيها لغة سينمائية على صعيد الصورة وهو قائم على حدثين متعاكسين….
غياب المؤسسة
ولأن الريس يعمل على فكرة المبادرات والمشاريع، والتي عادة تقوم بها مؤسسات، يحضرني سؤال، كيف يمضي نحو الحلم، ومن يدعمه؟
يقول: «قراءتي لانشتاين منذ كنت طفلا علمتني نسبية الأشياء، فما هو على يمينك، قد يكون على شمالك، وأن المطلق الوحيد هو سرعة الضوء، هذا الفهم جعلني أنظر نظرة شمولية للحدث في سوريا، أما عن العلاقة مع المؤسسة، فأنا لا أنتمي إلى أي مؤسسة، وفي بلادنا فقدت الإيمان بها، كون المجتمع لم يرتق إلى مؤسسة حقيقية فاعلة، وأعتقد أننا بين مؤسستين، المؤسسة الوحيدة الداعمة لي وهي الأسرة، التي تقدم لي الدعم المعنوي، وعلى طرف آخر يوجد الأسرة الحاكمة المتحكمة غير المعنية بالسياق الإبداعي ولا الفردي ولا حتى الجمعي.
ويشير الريس، إلى أنه يقف أمام خيارين، إذا كانت الأسرة لا تملك دعما ماديا، والمؤسسة لم تأت إلي، ماذا أفعل؟
هنا تكمن القوة، أن يتجاوز الإنسان في الصحراء محنته لبناء حضارة كاملة من خلال أدواته، وهنا تكمن متعة الاكتشاف، اكتشاف الذات، وهذا ما أعمل عليه الانتقال من اللوحة إلى المشروع.
دور الإعلام
وحول دور الإعلام في حمل المشروع ورفع الفنان من المحلي إلى العربي والعالمي، يؤكد الريس على أن للإعلام دورا لا يستهان فيه، كونه أحد الحوامل الهامة، «رغم أن إعلامنا ينطبق عليه (إملأ الفراغ التالي)، بسبب ظروف مختلفة، لهذا فإن دأب الفنان واستمراره، وإصراره هو المحك الحقيقي الذي يفرض نفسه على الإعلام، وعلى طرف آخر فإن الانترنت بمواقعه المختلفة أخذ جزءا هاما من الدور الإعلامي في إيصال ما أرسم وما أعمل عليه إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس والمهتمين في دول مختلفة كونه كسراً للجغرافيا بالدرجة الأولى».
بين ضفتين
وما بين إقامته في دولة الإمارات، ودمشق، والمكاسب التي يحققها بين هاتين الضفتين، والتي يأخذها من خصوصية المكانين، يقول: «هنا في دولة الإمارات، تتوفر مساحة أكثر للتأمل والتفرغ، وتحقيق العمل التقني بشكل أفضل، هنا أنجزت الكثير من المعارض والأعمال، وانتقلت من مفهوم اللوحة إلى مفهوم المشروع، ولا شك أن هذا المكان بما يوفره من سوق فني، « آرت دبي، وفن أبو ظبي»، ومن جهة أخرى مساحة ثقافية يقدمها بينالي الشارقة بأفكاره المتجددة، منحني جانبا هاما في التجريب، بالمقابل هناك الضفة الأولى دمشق، حيث الحراك الحقيقي والامتلاء الروحي، والذاكرة، ولكن على هذه الضفة كمكان حميمي لا تترك لك مساحة للتفرغ للفن، بسبب الغرق في الجمعي، وهو ما جعلني أخسر الزمن، وها أنا أمضي بعد أكثر من ستة أشهرمن عمر الانتفاضة السورية، ستة أشهر من الاستباحة لشباب بعمر الورد، ستة أشهر والدم يرسم خارطة سوريا الحرية، كان لا بد من ولادة فكرة الجدارية، فكم غرنيكا يلزمنا لكل هذا القتل؟