الصورة التي تشبه تمثالاً
وأنا أستعيدُ ذاتي المرهفةَ من رحمِ الأجنّة،
وإليَّ أعود متلفّعةً بأغشيةِ المشيمة.
ظلام ظلام
لا شيءَ يجذبُ هذه المدينة،
عدا الجماجمِ التي تكنسها الرياح،
لكأنَّ في تصادمها زعقه الأموات..
لقد ظننتُ أنَّ تلك الأمواج
يدُ الله التي تصافحني،
فتنتشلُ الصورةَ التي تشبهُ تمثالاً،
نعم انّني أعيشُ نعمةً فائضةً من القلقِ والتي هي واحدةٌ من تلك
النعم
لخلقِ نهرٍ بعلو نسر.
أرض الله
مهما تطأ صرحَ الملوك، تجدِ الرمال
هي الحروبُ تكتظُّ بها الساحات،
كمشجبٍ تنعقدُ فيه سلالاتُ الأرواح،
فمن الأقصى وإلى الفرات،
أرضي وأرضكَ وأرض الله،
أسلاكٌ شائكةٌ وحظرُ تجوال.
صورة من الخيال
كما لو أنَّ الرياحَ تقتحمُ المدن،
لربّما العواصف على متنِ السفن
هي صورة من الخيال.
القمر يقترب ما إن يبتعد البحر..
أيّتها السماء: فما من شيءٍ
يعلو الحمامات.
محطّة أخر النهار
إلى بيتنا الذي لا أكاد أتذكّره،
أو لا أرى منه شيئاً
من هذه الذاكرةِ المستعصية، من تكرار الحروب، من الدماء،
من وجهِ أُمّي حين تعدُّ إفطارَ الصباحِ وقهوةَ أبي الأكثرَ شعبيّةً،
من جميعِ ما أعرف، من نفسي ومنّي،
من حماقاتي المتعدّدةِ ومن اخوتي،
ربّما كان جدّي أكثرَ تفرّداً في تأويلِ الكلام،
فلم تلهب السنواتُ ذاكرتَهُ،
ظلَّ يتذكّرُ طوالَ عمرهِ ماضي حروبهِ الضارية والتي كانت إحدى ذكرياته الأخيرة
لمحطّةِ آخرِ النهار،
وأنا مثلما أنا لا أتذكّر
لا أنسى.
مريم
يا نخلةَ اللهِ المختارة، أغنيةُ البحّارةِ أنت
عنقاء لا تخشى الغرق..
مريم مريم
على الشرفةِ يبزغُ القمر.
بين فكّي نمر
إحذرْ من سدُمِ البحر،
فليس نغمة العشّاق إلاّ إشارة
لانتحارٍ جماعي،
لهياكل عظميةٍ
وحطام سفن،
وكلّ ما ينسكبُ أسود.
منـــال أحمــــد
شاعرة من عُمان