من يدقّ باب القلب
في خفوت الشمس والضوء
وبصمات الأصابع مغروزة
قرب تراب الياسمينة الثكلى
وبضع سنونوات تحلّق جافلة
في رعب السكون الهائم
يجثم فوق النبضات كاللصّ
يسرقُ
في خفّةٍ
صوتاً آخر
* * *
من يدقّ باب القلب
والمحزونون نيام ملء الجفون
أكثروا الدمع في لحظات الوجد
فانطفأ الوجع
* * *
قالوا:
نفرح غداً عند ضوء نهارٍ
ينفض حمّى الغضبِ والتأوه
علّنا نبارك خسارتنا
بحلم أبيضَ كالحمام
قالوا:
لا الليل أسود
ولا شعاع القمر مضيء
وتمهّلوا عند معبر التيهِ
سقط الصوت في حفرة المعنى
وانكسرت أفواههم
على انحناءة طريق
* * *
ما زالوا يتحسسون
غدهم الملعون
ضريبةُ سهوهم أكبر
من ثقل الذنب على الضمير
لكنهم
راغبون في المضي نحو
السهول المحترقة..
كأنهم يهمسون الآن
ولا ينظرون
أمرّ أمامهم
ولا أحرّك نسيماً
أقبض على جمر غادروه للتوّ
وأكواب الشاي
موّزعة حول صخرة الاختباء
* * *
كأنني في كابوس
ملحمي الهوى
أغرق في الصور
أتعبّد الهواء
* * *
كتبوا عند أعالي الجبل
المكسوّ بالظمأ
«سنعود غداً
ونكمل اقتفاء الأثر»
لكنني لم أعثر
على آثارهم البائدة
ولا شعرت بأنفاسهم
تعطّر المكان..
كلّ ما لدي
أضغاث أحلام
ووجع في الجانب الأيسر.
رنـــدة العزيـــر
شاعرة من لبنان