كل مساء
طعنة في الصدر
هو المساء المنار
بظلمته في عيون الليل
هو المساء الذي قذف
معطف النهار
على كتف المداد,
لنكتب الوجع على نجومه
حيث تسو د أفق الخطوة
وينغ-لق الطريق أمام الهواء
لا أحد يور ق أزهاره
على صدرك
غير تلك الورقة الصفراء
التي نسيتها
شجرة دون أغصان
هذا الحنان المفتقد
الآن يزهر صيفا
على شرفة القلب
والأكاذيب التي سطرت
منذ أزل
تحبو في زوايا الأرض
الآن أو غدا
سيلتقطها لص له عينان
من حجر الشمس
أو تلتف ثعبان
كاللحية التي نسي الحلا ق
أن يشذبها
وامتدت إلى أعناق الأفكار
قاطعة طريقا سهلا
نحو الهاوية
وحيث أنك المنسي
تحت سماء دون سحابة
أو بئر أو أثر لعابر
تقودك الخطوات
دليلك الأعمى في كنف
الصحراء
لهذا ستسرق النجوم
خطوتك الأولى
وتمحو الريح
خطوتك الثانية
وذلك الشق الجبلي
الذي إنزلقت عليه قدمي
نحو الأرض
ذلك الشق الجبلي
في الوادي العميق
من أسلاف العمر
وحيدا كالصخرة
التي تدحرجت
من وادي بني عمر
نحو الباطنة
ليستقبلها بحر عمان
برغوته البيضاء
ودفء أسماكه والرمل
وتلك النوارس
التي تقود السراب السمكي
من مكان لآخر
يتبعه العمر نحو أماكن
وتخوم نائية
كانت فيها الخطوة, ممحاة للخطوة
كل أثر
لوجودها موت أكيد,
موت لخدعة الوجود
من الفناء الساكن
على صحراء تدثر
بمعطفها أبوة منسية
موت منحوت أمام العين
وحين ينفض الجسد
أوراق سنواته
والغبار العالق
على كتفه
يشرق في الشرق
كتاب نبوءة
يشرق الشرق.. كتاب
والكتاب نبوءة.