* لا مصادرة على حرية الفكر
* علينا بالقراءة الواعية للتاريخ
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بزيارة جامعة السلطان قابوس، في 2 مايو 2000م ووجه خطاب أبويا وتوجيهيا لأبنائه في الجامعة ، كان بمثابة خطاب شفوي على هذا النحو المباشر والخلاق، جاء فيه:
* إن مصادرة الفكر والتدبر والاجتهاد هذه من أكبر الكبائر ونحن لا نسمح لاحد أن يصادر الفكر أبدا وأنا لا اريد أن أخوض في التفاصيل ولكن اعلم أن هناك من يدعو الى مصادرة الفكر ان الفكر لا يصادر وديننا الحنيف جاء من اجل العقل والفكر لم يأت لمصادرة الفكر ابدا في أي وقت من الاوقات نحن ديننا فيه سماحة فيه اخلاق وانفتاح والقرآن المجيد كل آياته تدعو الى التفكر والتدبر وإلى آخره .. ما تدعو الى الجمود وعدم التدبر وفقط انه يمشي في القافلة وهو مغمض عينيه لا ابدا.
*هناك من يخطي، عندما يقول رجال دين نحن ليس عندنا رجال دين وانما عندنا علماء دين 00 في الدين الاسلامي فيه علماء دين وليس رجال دين ،رجال الدين في اديان أخرى التي لها اسلوبها ولها مذهبها ولها طريقتها هذا شيء اخر اما نحن لا ونحن لا نتعدى على احد ولا نتحدث عن الاخوين كل واحد له طريقته اسلوبه وتفكيره ودينه ومذهبه الى اخره لكن نحن هنا ما عندنا رجال دين نحن ليس بيننا وبين الله سبحانه وتعالى واسطة جعلت الارض لي مسجدا وترابها طهورا في أي مكان تصلي وتناجي ربك في أي مكان ، لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.
*إياكم إياكم من احد يصادر لكم أفكاركم بأي طريقة كانت دينية أو غير دينية فالانسان منا يجب أن يفكر ويتدبر وهناك أسس يجب أن تكون محاطة بالتفكير والتدبر حتى لا تكون ايضا من الخيال اكثر من اللازم.
*لا يمكن لأحد منا أن يقوم بواجبه على الوجه الأكمل ما لم يكن مسلحا بالمعرفة ، المعرفة الصورية بمعنى آخر المعرفة العميقة والمعرفة الحقيقية للأمور والأشياء.
*إن المعرفة نحن نتلقاها ممن سبقونا والذين اجتهدوا وفكروا واستنبطوا ووصلوا الى ما استطاعوا اليه من معرفة الأمور من حولهم من خلال التدبر والتفكر وإنه أمرنا بذلك ولكني لا يعني ذلك أنه عندما نصل ونتعرف الى المعرفة التي توصل اليها من سبقنا أن نقف عند ذلك الحد فالمعرفة أمر
متجدد ، فعلينا أن نضيف لتلك المعارف معارف جديدة ولذلك مراحل الدراسة التي تسبق الدراسة الجامعية أو الدراسات العليا فهي تحصيل لمعارف توصل اليها من سبقونا لكن عندما نصل بالتعليم الى الدرجات العليا فنحن مطالبون بأن نضيف الى تلك المعارف معارف جديدة وأن نبحث ونستنبط ونفكر.
*علينا أن نصحح معارف من سبقنا لان الكثير منها نظريات والنظريات تكون متجددة فلا نقول إن ما وصلوا اليه في الماضي هو المعرفة 00 لا المعرفة ليست مطلقة – المعرفة متجددة أي أنه فيما مضى فان العلماء – مثل علماء الفلك ينظرون الى السماء ورأوا كواكب محدودة وأجراما
محدودة سميت بأسمائهم ولكن منذ ذلك الزمن والى الان اكتشف العديد والعديد من الاشياء التي لم تكن معروفة لدى من سبقهم ، وهكذا فالعلم والمعرفة متجددان ومن هذا المنطلق كان حرصنا ان نصل بابنائنا وبناتنا وان نتيح لهم الفرصة من المستوى الذي يمكنهم من الوصول واضافة الحصيلة المعرفية والعلمية التي سبقت المراحل الدراسية الاخرى.
* كان من اهم الاشياء ان نركز على الكيف لاننا نريد لهذه الجامعة ان تكون جامعة متميزة نفخر بها ونفاخر بمن يتخرجون فيها ولهذا السبب كما تعلمون ركزنا على درجة القبول في هذه الجامعة 00 لم نتساهل والبعض يسأل لماذا هذا التشدد في درجة القبول 00 والجواب لانه نحن نعتبر
هذه جامعة يجب الا تقبل إلا من لديهم المؤهلات الحقيقة لينتسبوا اليها ويكون باستطاعتهم ان يستفيدوا من انتسابهم اليها وليس مجرد ان الواحد يتخرج في الجامعة ويكون لديه شهادة 0ان الشهادة هي مجرد ورقة لا تسمن ولا تفني من جوع وهناك اناس في هذا العالم في هذا الوقت
لديهم شهادات كثيرة فقط للتباهي ونعلم ايضا انه في العديد من البلدان سواء كانت الشهادة ثانوية او شهادة معاهد او جامعية بعضها تزور وهذه حقيقة ليس خيالا لان التزوير اصبح محترفا في هذا الشأن . ..
في هذا الصدد اننا في هذا البلد ننتبه لمثل هذه الامور ولذلك البعض يعرف ان بعض الشهادات لا نقبلها سواء كانت جامعية أو كانت شهادات أخرى ما لم نتأكد أنها شهادة حقيقية ..
* نحن نريد من يتعلم العلم الصحيح ويحصل على المعرفة الحقيقة ويفكر ويتدبر ويضيف سواء في مجال العلم والفكر وفي جميع المجالات
* إنه أمر هام جدا في جميع المجالات واستمرارية هذا البحث وأنه لا يتوقف بل هو مستمر والنظريات تأتي اليوم وتتغير غدا ولذلك علينا ان نواكب هذه الامور طوال الوقت.
* أجد أن التاريخ الذي كتب منذ قرون مضت احيانا فيه الكثير من التهويل والكثير من التحريف والكثير مما هو كتب بأهواء أكانت أهواء سياسية أو أهواء غيرها وقيما مضى الناس تقول مكتوب في التاريخ الفلاني هؤلاء الناس بشر كتبوا هذا التاريخ حسبما وصل اليهم من روايات وقد تكون روايات متواترة وقد تكون روايات أحاديث كتبها الكاتب عنده شعور معين عندما كتب ذلك سواء يزين أو يشين 00 ياما ناس نجدهم في التاريخ رفعوا الى أعلى المدرجات وياما ناس وضعوا في أسفل الدرجات وياما نقرأ في التاريخ بأنه فيه متناقضات كثيرة هناك أمور كثيرة ولكن دعونا نأخذ مثالا واحدا ما يقال عن الحجاج بن يوسف الثقفي أحد يقول كان كذا وأحد يقول كان كذا تناقضات كبيرة في التاريخ .
ولذلك أيضا التاريخ يحتاج الى نظرة فعندما نقرأ التاريخ لا نقرأه إلا بتدبر وتفكر ونعود بأفكارنا الى ذلك الزمن مثلا عندما يتحدثون عن الجيوش الجرارة في ذلك الزمن الغابر الذي يقال من مدينة كذا او بلاد يعني كم كان عدد سكان العالم في ذلك الزمن وكم كان سكان تلك البلاد التي بها الجيوش الجرارة الذي أوله هنا واخره هناك كأن السلسلة ممتدة لالاف الكيلومترات نعود ونقول كم كان سكان العالم في ذلك الوقت وكيف كان سكان العالم متوزعا على بلدان العالم على سبيل المثال كم كان سكان الجزيرة العربية في ذلك الزمان هل من مجيب لا بالتأكيد هل ملايين اذا كان ملايين كان قليلا لكن عندما يتحدثون عن تلك الجيوش الجرارة أنا لا اعتقد انها كانت جيوشا جرارة .
قابوس بن سعيد