احتقال التعب
تعبت من غبار قلب لا يحبس
من كلام مستحيل
من عيون عاشق خاسرة
ماتت على وسادة تخونه كل مساء
من خطوة لا تكبر
ولا تموت
تعبت من وجهي الغريب دائما
ومن سكوتي، واحتداماتي
ومن ذبابة تحط في صفحة أيامي ولا تطير
من ستار فرحتي الذي لم ترتدية
شمس أسراري
وأنت تمرتمين في فراش حضرتي
ذاكرة قتلية
ودمعة لكل أقماري
تعبت من صباح لا يقول أشتهي من
سكوته السديمي
ومن عصفورة تراكمت في عش
غفوتي
وغنت في مقابر النعاس
من يقظتي الحبلى خسارات
ومن فنجان برامج يومي
وجريدة الخراب
من قطة كسولة تجر ذيل حجرتي
ولا تموء
تترك ظفرها بعتبة البساط، كي تعود
بعاشق مسالم
أو بفريسة النهار
تعبت من نافذة تفترس الضوء
ومن سرير جرحي مستباح لجسارة الألم
ومطار لهجرة الأخبار
وضوء خافت يموت في زنديك
ينحني هدوءا
لقبائل الجسد
وحارس الأمطار
تعبت من شهادة أكتبها كل مساء
في مكتب مصادر
من شعلة أنثى تلوح في حياء
من لفظة أضيفها لمعجم العائلة الشعرية
من قبلة باردة
من رئة جائعة
تقتات من سيجارة مطفأة
في مرمد انتحاري
تعبت من محفظة الاشغال ألقيها،
على فخذ حبيبة حرية
وأدعوها لحمام خفيف
كي يرشها برغوة الخيانة اليومية
المخادع الذي يبيت في عيوني بزجاجة النبيذ…
ثم أغتال خطاه ..
وأحتسي عند عشائي خطبة عشق
أعلن احتفاءة لأبلغ الأشعار
تعبت من شوارع النساء
من كل الذي كان وما كان
ومن ليلة عمري
وضحى أسفاري
ومن مدينة السراب
وما تبقى من قرى هذا النهار
جسارة اسبانية
على مهل
كأني شوكة الرغبة
أقاتل ظلك الريحي
أصوب نحو عاصفة
لغات الوجه مثل بنادق الخيبة
وأشهر خنجر البحر العجوز
أمام عينيك المهاجرتين
فوق سفينة الريبة
تركت جميع ما يأتي
أطادر كل طاحونة تسافر في جسارة دون
كشوت
وأعلن حكمتي
وهشاشة الأسماء
لقد قتلت كل عمالق الهيبة ..
الهواري الغزالي (شاعر من الجزائر)