كأن تقول ليس الرجل
بل ظله المثني اسفل الجدار
عند الزاوية
ظله المستريح
المستجدي عند العتبة
السائر
كالسابلة على الطريق
كأن تقول ليس اليد
بل لمستها
الارق من جوار حكاية
الأشف من ضياء البعيد
في نافذة بعيدة
كأن تقوك ليس الحانة
بل المسرات في عين كابية
وفم ثمل
وثنية الجذع ، وقوفا ،
الى صخب أجساد باذخة اللين
وأسى مكتوم
بضحكات من هواء
وطين
كأن تقول ليس الرجل
ليس المرأة
بل الصمت بينهما، رحبا
والكلام بينهما شارة ظلين
أنيقين
وحيدين
يمتزجان بظل مقعد
كأن تقول ليس المقعد
ليس خريف الناس
والحديقة
بل الجالس الى سهوه متحدثا
بقبعة ومعطف
وصحيفة الأمس
والبرتقالة بجنب سكين
ومنديل معرق
كأن تقول ليست الصباح
بل الصباح الذي عرفته امس
بضيائه الحائل
ويقظته البليدة
ونوافذه
وميادينه
وعيشه المشتعل
كأن تقول ليس التعب
بل اعتيادك المنظر
وقوفا
عند العتبة
وراء النافذة
خلف الباب
على الكرسي
فوق السرير
سائرا
بين الدروب والظلال
نائما
بين الوقائع العابرة
للغز غيابك
ألأنك لم تنتبه
منذ بعض الوقت
ومازلت
تستيقظ كل يوم
في الصباح نفسه
وترى
وتشعر
وتقول
ما
رأيت
وشعرت
وقلت
بالأمس وتذكره جيدا؟
كأن تقول ليس هذا
بل ما قاله سواك
في التعب والدروب والظلال
وفي أشياء أخرى
فتطمئن
وتبقى اللمبة مطفأة
وتدخن
بسام حجار (شاعر ومترجم من لبنان)