عودة الى الارض
شجرة زيزفون
أنا النور
تشققه الدقائق
التي تقرع كأجراس الريف
أنا الظلام،
دخلت الريح الدرج
حين جئت
سبقتني أوراق الزيزفون
مسرعة
راقصة
حدثتني
عن الحب والجنون.
في حفيفها
سمعت
أنني كنت ملكتهم
الحواجز التي حملتها جيوشي
كانت معطرة
الاوراق التي ما زال قلبها أخضر أخبرتني أشياء!
لكن جيوشي لا تشن الحروب.،
هذه الشجرة عارية تقريبا
وتثير ارادتها
إشاعات البلدة
تتفرق أوراقها واحدة واحدة
وتتباعد
ويتضخم الفضاء ليلمها
وأبقى أنا في
دوامة خضراء صفراء…
ويطالب العالم النباتي بعظامي.
النفي الهجرة الرحلة
محطات المعرفة
لكن الورود حلت محل
الأحياء المتفجرة
والصحراء مسكونة بالاشواك
عندمأ نما الصبار
في عيني حبيبتي
تجشأت وزنا من عملات الذهب أكثر بكثير…
فالموت يقهر الحياة
درج بيتي اعتقله
الدوا ر.
عندما يناقض الشيء نفسه،
نحط في جهنم،
صعودا الى السماء.
ظلال تتحرك وراء سلالم
تحت صمت الاشياء العادية
ثمة صمت آخر:
ليس للأوراق ولا للأموات
يركض ولد في بيت مهجور
يملأ الدرج فراغه
طيور تحلق فوقه.
أنا، أنا الدرج الذي
بدده الزمن في
موكب جنازته
نواعير ترفع الماء
في حدائق حماة
وتنزلق لا لتنتظر النهر
بل لتطفيء النار
تركونا هنا
على نهر السين وسموم باريس.
أفضاله الحدائق التي
تتهيأ فيها أشجار الزيزفون
لرحلة قمرية
الدرج الذي يفصل
غرفتي عن ذاكرتي
يهمس في أذني…
لست تحت رحمة رجل
طالما تنمو الاشجار في أوهامي
يتوق الرجال والاشجار الى النار ويستدعون المطر.
أحب الامطار التي تحمل الرغبأت
الى المحيطات.
بين طائرة وأخرى
يهيم الفضاء
تختبىء النجوم في أوكار
وتذهب العرائس عاريات
الى الآبار.
تذوي براءتهن
تحت مرآنا
أنت وأنا محفورتان
من خشب أكلته الديدان
غرقت الكلمة
تركنا هنا من دون بكاء، أو إشارة، أو نظرة حتى الصمت محرم علينا.
لسنا مهددين بالحياة
ولا بالموت
ولم نجبر على التمتع بالربيع
وجدت قلاعا على حافة
سيول الصحراء
صعدت أدراجها الرخامية
ولكنني لم أجد طريقي
صعودا أو نزولا
عندها فهمت أنني
لم أكن في العقل
ولا في الجنون
وأن حدائق الإندلس
كانت واقفة
في انتظار الموت
مدينتان دمعتان
دع الجنون يترك بين
فساتينه
وأرجله
وفي عينيه السوداوين
خوف مراهقتي
وسيرنا الليلي على الهضاب:
أية هضبة؟
أعني المملكة التي تزدهر في أحشاء الرجل عندما يتحقق حبه.
مدينتان: ليستا ببيروت أو دمشق
دمعتان: ليستا بسبب الكحول أو المطر ومع ذلك كانت هناك شاحنة
وامرأة زرقاء العينين
من روسيا
– شجرة زيتون رمادية-
كنت فراشة حاصرتها النيران:
لا نار النهار ولا الليل
لكنه التوهج الذي يشع
من الجسد
كمرض يتقهقر
دع القبور مفتوحة!
الدرج الذي يقود الى
غرفتي
يستعير معادنه من بابل
اسراء النبي،
له حركتان
نسقط في دوامات
من الطين
وتتبع إلرياح فرسها
ذهبت عاصفة وراء
خطوأت الشمس
سبح النبي عبر أمواج
الغيوم
حمل مركبه نهر من الذهب
وبعيدا عدت الشمس، وصل الى الجنة، جنة من النور.
الدرج الذي يقود الى غرفتي
يقود الى مرصد
لدي راصدة
لمراقبة النجوم والثقوب السوداء ولصعود درجات آلية
تتقدم بلا طائل
مع عباد الشمسى
يغزل شعري
شجرة الزيزفون الفوضوية هذه
تلك التي تتمايل على بابي
فلنتهيأ للجحيم!
لعن الله "من "
يقلقون سكون الماء
ويبنون أسوارا للغابة
يا للرياح التي تسبقنا!
حتى ان الضوءيخنقنا!
شجرة الزيزفون التي تقف على بابي تثقل أيامي
سأتزوجها أخيرا
وسننجب أطفا لا
قدر عليهم الخوف أبدا
هذه الشجرة تنظر الي
وتحدق:
ستبقى تنتظر
حتى انتهاء الزمن.
عندما لا تعرف المجرات
أننا نتكلم عنها
هل تصاب بالذعر؟
وعندما تعرف
هل ستصرعها الحقيقة؟
فلنبق نتكلم على الاشجار!
أفلم يعط لنا الكلام
من اجل ألا
نعلم؟
عندما تسمعين الاشجار
غارقة في حديث لا نهائي
ستواجهين
فتحة
مسدودة.
يبدأ الشعر عندما ينتهى المعنى يوم الحساب مسرح
ماذا نفعل
بشجرة مسافرة؟
تشعر باريس هذه الليلة بالبرد مثل أمي ساعة موتها
– كنت غائبة…
كنت أشعر بالحر والالم
وكانت باريس هناك…
بينما كانت أمي في مكان ما
في ألم
عندالفجر
على الأفق
لاننا نحمل عبء الدمار
والدهشة
توا بل، مرافىء، رنين
تشق طريقها عبر
هذه المناطق الدائرية الصاخبة حيث مانزال نكتشف أقمار القمر ومشتري الكواكب.
الحياة مد بلا جزر
الزيزفونة الوحيدة التي ستزود كفني
والتي فقدت ظلها
ونظيرتها،
تقف منتصبة كالناصية
جماهير مجرمة تشهد
ازاحة الجبال
نور نور نور
يتحول الى أحصنة كميتة
تتسابق في الميادين
عبور رقم 3
أنا طائر
متجدد
ضائع
منبعث
لم أخلق من امبراطورية
ا لأمو ات
ولكن من قاع
واد مؤنث
يتعامى عن كل شيء
لكي يسمع الامواج والالهة كنت أفضل الامواج
على البحر.
غذائي الشمس الغاربة
وأنا أحاول جهدي
لأسهر الليلة الحالكة مع ملاك.
أيام ترف
سبقت ميلاديمما
وكأنها كانت برد
الثلج
ذاكرتي غارقة
أوراق ا لزيزفون
تهتاج
عندما تؤجل شجرة
تجددها
أنا اختلاط الليل والنهار.
هائمة تحت القمر الحبلى
لا أصدق وجودي نفسه
أسكن نوم الأموات الذين
أسلمهم الملاك الأول
الى الشوارع المعتمة
أقتفي أثرهم…
حقيقة ملؤها الضراوة
تلك التي تتجلى
في كذبة القصيدة.
عبور رقم 4
أنطلق
بسرعة وأحب
طول الليل
تنوس الساعة
بين الخبز
و ا لصنبور
وا لحزن
حزن حزين حزن
ينجوالجسر
تحت القوس
والماء الاخضر
والنظرة المحدقة الهائلة في العدم شفق غسقي
يشطرالسماءالحمراء نصفين
أنا امرأة
غضة النمو
بقدمين موترتين
وبين أسناني ابتسامة تمساح
هبط الدرج بجنون هائل
رجل
يستعيد موته خلسة
يبدد الليل نجومه
مزاريب تنفجر
نحن حيوانات بلا كبرياء
يلم البوق
مواشيه
ويأخذ الحب
شكل الافسنتين والشوك.
عودة رقم ه
أنا 4000 شجرة زيتون
"غابة" كما يقول شكسبير
معالم في خيالي
لهذا الضلال
من الحدود الفضائية
… ليحترق العالم
حتى لايبقى شيء
آه يا بارمينيدس!
أهناك أكثرمن جزء صغير
مساو لذاك العالم!
لا طريق
تابعي سيرك!
عندما يصبح الصوت مسموعا
دون أن يكون صوتا
وتضيء السماء في مكان
بلاسماء
حيث ما بعد الرؤية والمعرفة
عندما ترتفع الأغنية
من شيء
لاهو بشري
ولا هو إلهي
من أجل أن يعتدي على ما لا يمكن التعبير عنه بدلا من اسكات الكلمة…
عودة رقم 6
على حائط متصدع ومحفر
كتب مراهق بالعربية:
"هل هناك حياة قبل الموت؟ "
(النص الاخير لهولدرلين )
في الوضوح المختفي
للآثا ر
يحدث كل شيء. عبر
نفس البحر
كيف سنحول بذور الرمان
الى بخار كيميائى،
ونعيد اكتشاف
أنابيق قرطبة؟
كل شيء من قش
هومن صخر.
أعطني ليلة
أطول من شهرآيار
باعدي ساقي
دفئي جسدي بخشب الصندل
ودعي العدو يقضى وقتا
في فراشي
بينما يذيع الراديو أعداد
ا لأموات في آخر شوارع
بيروت
في دمشق
ومنذ زمن طويل
اختفت الاحصنة
وخانت أشجار الزيتون
أشجار ا لزيزفون.
شعر إيتل عدنان
ترجمة :نور الحسن (مترجمة من سوريا تقيم في لندن)