قلت :
يا نجمة عظيمة
فوق روح أخي
اتركي عظامي
للحجرات التعسة في الضواحي
الحظوة لم تكن للميلاد
ولا كانت القواديس _ قبل اليوم _
تطحن طبائعنا
بيد أن الطيور ماتت في خيلائها
وانتشر المعددون في التلال والينابيع
هذا مساء يمضي
وأنت مملوءة بالرغبة في الانتقام
ماذا أفعل من أجلك إذن؟!
العافية مرشوقة كإبرة
في خرقة جوال
وأزهار العالم تنام في أنابيب
أنا منشد الأصابع الصغيرة تحت الشمس
أخذني الشعب نزيلا
في ضحكات الأطفال
هذا الوعد كان من أجلي
مجدت صانعي قفاطين التوبة
وألقيت الفيضان من النافذة
سأقاضي إخوتي الثلاثة
الذين نزعوا عيني
فلم أرهم بعد ذلك في نومي
إنها وحدة مملوءة بألقش والسبات
فكم أحتاجك الآن
يا نجمة عظمة
وسوف أعوذ في كامل هيئتي
"استدهن المشافي من أجلنا
باللون الأزرق"
من أجل الخطيب المقتول
من أجل كسارة العظام
ومن أجل الأشياء
التي رحلنا عنها قبل الأوان
انفتحت غرفة المومياوات أمام اللعنة
أخرجتني الممرضة
من إحصائيات الموت
وسرقت الحلوى من أسفل مخدتي
أن أحدث نفسي
وأضع أصابعي العشرة
في ماسورة الهواء
إبرة واحدة تخيط
وثلاثة مقصات تتحرك أمام الفراغ
بعد قليل سوف تتشح العربة بالأختام
والشهور التي مرت باردة على أطرافي
تعود مرة أخرى
محمولة على محقات سماوية زرقاء
انهض أمام العلب الملونة
ايتها الحياة القصيرة
ايتها النصب العالقة بجلباب أبي
سنغادر المدينة
مع السلال
مع الأرامل
سأعترف . . .
بأنهم كثيرا ما قاموا بإهانتي
كثيرا ما كانت المدرسة
تنسى مراتها في أناشيدي
إخوتي المساكين
زاروني بمخطط غريب للميراث
سأنهض قبل تشغيل جهاز النبضات
سأقاطع الغريزة
والعلم
وكتب التنجيم
سأهتدي فقط بذراعي
وعند مغيب القمر
ساعة ينام الماء
سأغب النهر كله
وأدعو لبدني بالقوة
سأقول للنهر:
"اتوقف أيها النهر العذب
حتى أنهي موالي"
***
وقفت أمام الحظيرة وحدي
ستون يوما يأتون لي بالطعام
ومواقد الهواء
– ماذا تقرأ؟
أمد حبلا الى الرب
الذي يسكن الضواحي والخيام
عشرون عربة من التراب من أجل
ساعدين
من أجل المرضى المفروشين
على وجه الظهيرة
كان النهار يهدر بالطبول
يحمل رأسه الى الأعوام الماضية
يبسط يديه على عربة الكوليرا
– 1964
تخرج الأعلام من المحمل
من الرمل الأحمر في الطرقات
– هزني أيها الحطاب
ردني الى نبالتي وحمقي
ردني لوثبة أعلى من الطوق
وأشد من قسوة الحداد
تهبط امرأة على مسقط النهر
تغني للمنزل المملوء بالزبد والقدور
وكوميديا الفقراء
تحلم بأن تعود أدراجها
لسيدها القادم من باب الشتاء
يسومها ويرفسها
ويضرب فخذيما بوشمه الفتان
وضع المزارع حاجبيه أمام اللعنات
نظر بوقار مضحك
فأخذت نقالتي وحيدا
ومضيت
إنها لعناتي أنا.
الأكاذيب التي تعرفني
وأبدأ بها تقطيبتي كحشرة أليفة
أين أختبيء منها
الضواحي التي أرسلت بغالها
الى مواسم الطحين
عادت محصنة بالملاريا
والدود الأصفر الهجين
مات الصيرفي الشاب
مات المعرفي الشاب
"فتوقف أيها النهر العذب حتى أنهي موالي"
***
إنها عظة العشب
الذي يبدأ بجر العربة
فوق قصة حب ملعونة،
عظنة العشاق يجرون بغال الثورة
الى كتب الفيزياء
في ساعة مبكرة
قبل هذا التاريخ
تهادت الأصوات في الشاش الأبيض
الى هواها.
اندفعت الكوليرا
الى خفين لرجل عجوز
فتحدث الى ذريته في كبرياء
أشار بإصبعيه
الى الهجرات المتوالية للعدالة
والحروب التي نشبت بين موتى
وأزواج خائنين
سقط الرجل وسط بطانة من
اللحم،
وسوف يؤخذ لحلاق عادل
يضع (…) بين جحرين ساخنين
وقبل تلاوة التحقيق
ستنطفيء الشعلة الوحيدة
وهي تعانق جدار صورته القديمة
وعندما يفتحون خزانته
لن يجدوا سوى ورقة صغيرة
يعترف حيالها
محمود قرني (شاعر من مصر)