18 نوفمبر
28 عام من العطاء المتجدد
ثمانية وعشرون عاما مضت ، منذ بدأت سلطنة عمان تزيل غبار النسيان والتحجر ومخلفات القرون، الوسطى لتسير في ركب المستقبل نحو القرن الحادي والعشرين ، بتوازن قلما حدث في بلدان عرفت نفس الظروف وخاضت ذات الصعاب. وفي سعي لا يكل يوائم بين ماض عريق غابر، وحاضر صعب لا يكون فيه الحضور إلا لمن ملكوا إرادة التحدي والعمل ، وفق بناء مدروس ، يحقق نتائج عميقة ، بشمول العطاء ونضوج التجربة .
إن احتفال سلطنة عمان بالعيد الوطني المجيد يوم 18 نوفمبر من كل عام لهو احتفال بالعطاء الفذ لقائد عربي صميم أراد لوطنه ولأمته النمو التطور. فخلال الثمانية والعشرين عاما من عمر نهضة عمان الحديثة قاد مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم _ حفظه الله _ أدركت عمان المستقبل بخطي لا تعرف التكاسل .. كأنما تلبي نداء العطاء الحضاري ، بروح متفانية ، لتصبح وطن الحاضر والمستقبل . لذلك يشكل 18 نوفمبر من كل عام يوما خاصا في ذاكرة الوطن والانسان في السلطنة . وهو في الوقت ذاته يوم استثنائي يستحضر تجديده وعطاءه بتجدد الحياة عبر دروب الأيام ، تزدهي فيه السلطنة بأثواب التعمير والتغيير نحو آفاق أفضل لانجاز يضاف الى ملحمة البناء والتنمية التي يقودها القائد بهمة لا تفتر وعزيمة لا تلين .
التجربة التنموية العمانية الشاملة لم تكن أحادية الجانب ، فلم تكتف بالتعامل مع البعد الاقتصادي فحسب ، ولم تول الأهمية _ فقط _ للجانب المظهري للتنمية ، لكنها تجربة حية ، تعددت مساراتها واتجاهاتها، وكان الانسان العماني _ دائما _ هدفها، فشملته بالتعليم والتثقيف والتدريب ، ليساهم بإيجابية في دفع عجلة التقدم ، وفق خصوصية وتميز فريدين .
في هذا الاطار حدد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بقوله _ حفظه ان _ (خطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة ´والعيش الكريم ، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها الا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل أعباء المسؤولية ومهمة البناء ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول الى هذه الغاية وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديمقراطي عادل في بلادنا ونق واقعنا العماني العربي وحسب تقاليد وعادات مجتمعنا جاعلين نصب أعيننا تعأليم الاسلام الذي ينير لنا السبيل دائما).
وهكذا يمثل الانجاز الذي تحقق شهادة عل النهضة الشاملة التي لامست أرجاء الوطن من أقصده الى أقصده ، لتترك بصمات شاهدة عل تجربة حية متجددة تستمد واقعها وآفاقها من روح المكان العماني، عبر وثبات لا يحدها شيء.
لهذا فرصد ما أنجز كثير بكل المقاييس . وها هي سلطنة عمان تدخل مرحلة أخرى من مراحل البناء والعطاء المتجدد نحو آفاق المشاركة الشعبية بتحمل أعباء المسؤولية وتنظيم الدولة على أسس عصرية ثابتة وذلك بصدور "النظام الأساسي للدولة " الذي أتى بعد مراحل البناء والتنمية والإعمار، ليمثل نقلة كبيرة ونوعية بالنهوض بالوطن العماني واستقراره وتثبيت أركان الدولة المؤسساتية ، الى جانب ما يمثله مجلس عمان وهو يضم مجلسي الدولة والشوري من معالم حضارية للدولة العصرية ، انعكاسا لما تحقق وأنجز في صيرورة مسيرة التنمية الشاملة التي يقود خطاها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله.
وها نحن بتجدد يوم 18 نوفمبر ندخل مرحلة جديدة بإضافات جديدة في عقد تلك المسيرة التي انطلقت قبل 28عاما، استنارة بنور الاشراقة والشعلة التي مازالت تنير دروب الانسان والوطن العماني.
نزوى