ورود دمشق
التي تغذي الوميض في الظلمة
تعكس الهالات
ومن نار ثلجها
يحميني الليل .
ماكر هو القمر
بين أشجار الزيتون يعري الصمت
ويبوح باسم
المحبوب في الأغصان
ضجة أرجوانية
عن نفسها تعلن عند حدود الهواء
بالرياح ذراعاي تمتلئان
والى يدي تسرع ذرارات نفس
من ولو في الصحارى، يخضر من جديد
الشجرة جريحة،
عطرها يغطيني .
أيها الهذيان المحبب
عند دوران الكواكب !
شعلة تغوي
الدخان الذي يرقص الأحلام ،
قلبي ساهر، رغم أني أنام
بدمها تعطي النجمة
شكلا لشقائق النعمان
التي تلخص أشعة الشمس
من أجل الادخار
حتى آخر آهة
عندما يأتي الغسق .
لو كانت بشرتي وليدة البهاء
لأهديتها ببالغ الزينة
من أجل دعوتك
لأعراس على سرير معطر
تحمله الطيور
في طيرانها بين السحاب
حتى يذيب لجين القمر
في الكل
حمرة محرقة تغمر النبضات
لا خنازير برية على حجري
لا شيء غير الضياء في حالتيه
ضياء الشفق والغسق
الذي يغذي المياه الحية
وأصوات عرائس البحر
اللذيذة ، عند اتقاد الفكر
وهو في خضوع
مطر من أزهار الكرز
يضع في الهواء
هذا الضباب المضيء
حيث تتهيأ
العيون التي نرغب فيها.
وهيئة الصوت
تنحني وتنسحب
فيما نحن
جامدين ندخل في الضوء
الذي عنه يعلن الاتقاد
وبالنسيان نظل مأخوذين .
وفي الرؤية وحدها
التي تخترقنا
منطوين نحن
من أجل جوار الطائر.
كما ينزل ماء عن طريق الفم
وفي العمق
يكون بحيرة وديعة
على الضفة التي تنام عليها
النحاءات الوردية
والأيائل الواثبة
حيث يقيم الحبيب
بالاشارات يمتليء الفضاء
الذي يدجن الصرخة متقزجا يتلألأ،
ينحت بيد من البللور
وجوه كل شيء
حتى يبلغ عريه
وكل شيء أيضا، في تيهانه،
يجذب ويسحر:
نهاية الهواء
حيث الزمن يستسلم للجمال .
كل شيء هو ضوء على بحيرة وجهه ،
مرآة الصمت الثقيل للكائن .
أصب نشيدا سعيدا
لأني تأملت
الشفافية المطلقة
السابقة على الولادة .
العقد في عنقي
-يد من ضوء-
على الخيري الوديع
يشده بعقده
على كومة القمح
يحني الرأس .
لكل ثقل نهايته في الانسجام .
تنتشر النعم
والموسيقى تلطف
وترها الثري
بين أشجار الغبيراء.
بالجمال يكسو
الدورات الشرهة .
أثناء البرد
يسكر تحت التراب
ذبذباته
عند يقظة الربيع
أجفانه في العشب تنفتح
وهي تملأ الحقول
الأفق يتجلى
وفي شكل غذاء يعود لي
تحت قبتي أتلقاه
– اتحاد شهواني –
للكائن اللامجسد –
وأتحول صرحا
للحاسة الثابتة
غناها اللامحدود
في الايقاع يزهر.
لنذهب الى كهف الأسود
حيث الكلمة النائمة
تنتظر قرباننا لتستقيم
في معناها الممتليء
وتمنحنا هدية الحب الخالص
ممتزجين في الفكرة
يعطي شكله للواحد.
من لسانه تنفذ
شرارة في فمي
عندما الشفتان
تتوحدان كالتويجات
ووجهانا ، أخوا العشب ،
يفترقان تحت رحمة السماء.
وتحت الأجفان
ينبثق نبع هاديء
يوسع الأفق.
أسلم نفسي لبللور الجهل
تنفصل الساعة الراهنة
عن نشاطها حتى النهاية الخفيفة،
يضاعف اللامتشكل الغبطة
نهران يتوحدان
في سرير واحد
وينمحى أصلهما .
وتسيل الحكمة
فيما تستنفد العناق
ونحن منشبكان
والى البهاء الالهى
نسلم بشرتنا .
يحرر صدري
ورودا وحليبا في سخاء متحمس
منهرقا على التراب ،
يضاعف الحب
هباته على شفتي
ويولد نبوات
عند فجر المحبوب
قبلات من فمه
ألسنة اللهيب
حتى الدواخل
حتى الأقاصي
في الدائرة
المثبتة هو العالم
ومركزه يخصبني
القصيي بدخيلتي
في مركزي يزهر
المنبع يمتد
في ارض
في جناح الطائر
سلسلة النار
كل شيء يتعدل
يولد الماس
سكران بالهواء
الذي يغذي
ويحفظ الطيران نحو العدم.
وكل من يتيهون
في تكوكبهم في مسارهم
يوجدون معلقين
صما عند انبثاق النجوم
التي تتبع الموكب
دون حراك
في مرآة الليل السوداء.
طمأنينة لذيدة، عدم خصيب
يقودني نحو الأذرع المشعة
حيث الكائن تنفس في الكل .
من سيقول طرق أو معابر
غايات ، أحاديث وأصول ؟
وحدها القبلة في فمه
علم مذاق رفيع .
لويجيء البحر
لقلت له
أن يعود بظلماته من حيث أتى .
جسدي خاشع
لأجل الخير الذي يتملكني
سرير خالص لنهر
عند تقاطع الحب .
أيها العجيب ، حديقة بين الشعل
على الأحدور اللامع
حيث تستريح الزرافة
ضجيج النبضات
يتحول الى أناشيد
فيما الشمس تسطع
في اكتمال الليل ،
والوردة ذات الأوراق الالف
تتوج القلب .
شعر : كلارا خانيس(شاعرة اسبانية معاصرة)
ترجمة : محمد بنيس(شاعر وأستاذ جامعي من الغرب)