لنفاجيء الخوخ بمجيئك الحلو.. تقرع القلب بمل ء القلب حاملا.. بعينيك القمر الذي كنت تعدني به ثم تكذب حاملا.. الأرض شاهدا كم تتعذب تحت قدمي وروحي تقول لك أكثر من أحبك .. أكثر.
هذا مساء جميل جدا.
لتفز يداك بالمشتهيات من السكر والنعناع والحليب .. وثرثرة الاقراط وهي تحدثك بحرارة كيف يختنق الخرز وبريقها يذوي.. ويموت وكي تطلق صوتك حتى آخره وتردم حزن بلاد.. كم بكتني وقدماي تذرف أصابعهما بحثا عنك .
هذا وقت جميل جدا.
لأفتح لك القلب حتى آخره وتختتم الخرائب ثم أترك براري على هواها دون خوف لأنها ستختارك .. تأتيك مغطاة بسنابل طيبة القلب وبغزلان لم تدخل المدر المدرسة بعد وبأحجار ليس لها طبائع الحجر..
هذا مساء جميل جدا لترى لوعة الهضاب وهي تنتظرك .
ولتطفيء الوحشة حتى آخرها وتقطف ما يحلو لك وما يطيب أشعل لك البخور جميعا.. ثم أرتمي عند قلبك يتبعني البيت بما فيه البركة العتيقة .
المصابيح المتأخرة في السن .. الخواف .. الصيصان والسور أيضا ينسى وفاءه لأمي ثم يتبعني دون أن يخبرها بذلك .
يتبعني الحمام .. وهو يعاند إصابات روحه ، وهو يعاند الأصابع الشائكة .
تتبعني الظباء لامباليات بالأجراس ربما تألف براويك ولا تعود منها.
تتبعني النجمات لتعيد لها رسائلها ثم تغيب بعدها عن نافذتي وأصابعك تؤلف لي سماء أخرى وأساور أجمل .
هذا وقت جميل جدا.
لتضع يديك في يدي ثم تكثر أصابعنا.
ولأعترف لك أيضا بأنني الأرض التي ضلت كثيرا وبقيت أرضا.. ولك .
هذا وقت جميل جدا أن تسمع الأرض وهي تبكيك .
لتعود اليها مزودا بالألوان والخشب ، وبصرة من قمح جميل تناديها ثم تقف لك برمتها.
هذا وقت جميل جدا لتضمد ورق الدوال وتنقذ العنب من حمته ، يعذبه أنين الورق وهو يفتقد فيء أهدابك .
هذا وقت جميل جدا.
لتأت وتصب عيناي الدمع على الجمر كله . وترى ألم الأحلام الفضة وهي تصلي بين النبض والنبض لأي هواء قادم منك.
هذا وقت جميل جدا
لتجوب يداي ثم تعيد الروح للوحة المقيمة في الإطار الخائف من الجدار بأن يروي دمعتك . هذا مساء جميل .. جميل جدا.
لتأت وتقول للكرز أنت لي.
أنت لي .
مها بكر (كاتبة تقيم في المانيا)