زاهر الغافري
Pildammspark
الشمس تضربُ البحيرةَ بسهام مُريّشة
هذا وقت قيلولة الآلهة
في كهوفها السريّة
تعالي إليّ قبل أن يأتي الليل
قبل نوم الطواويس
البجعُ ينزّه أجنحته الكبيرة
أمام متاهة الأشجار
حيث ينام الأحياء عراةً
تعالي إليّ سأصبُ لكِ من الدورقِ نبيذاً طيباً
لكي نصنع معاً معجزةً صغيرة،
بإمكاني دائماً أن أتحولَ إلى شجرة
يتسلقها السنجابُ ونقّار الخشب
وإن أردتِ فتكن الغيمةُ شبيهةً بالطفل الذي يبكي
في Pildammspark
آه أيتها الطبيعة.
مشط
وصلتُ إلى الأرضِ بالصدفة
كانت رحلة طويلة، وجدتُ نفسي في صحراء
في الليل.
القمرُ بهالتهِ المضيئة عربون الصداقة
يطردُ البردَ عن جسمي
بعينين غائرتين اكتشفتُ أنني لستُ وحدي
أن امرأةً عاريةً تبحثُ في الكثبان
عن مشطٍ ضائع بين الرمال
أخذتْ طريقاً طويلةً باختيارها
وهي تغني كالذئاب عندما تعوي
كأن المصيرَ كلهُ ألعوبةٌ
في يد القدر
أحياناً تنبتُ الجذور في المرآة
ولا يراها أحد
أحياناً تتوسلُ الكلمة أمام باب الخلاءِ وأنت نائمٌ
تزحف إليك من غابر الأزمان كالرسولة
أو كالأفعى في طريقها إلى الجنة
قفْ.
أنت في هذه الليلة تنام على مشطٍ من عظامي.
البدايات والنهايات
كنتُ في انتظاركِ
تحت راية الحمّى
حتى وصلتِ لاهثةً
إلى المطبخ المزورع
بقناني البيرة والنبيذ،
الطاولة كبيرة جداً يراها الله من ثقب الباب
كنتِ ككلب الحراسة عاريةً أمامي
وكنتُ مشغولاً بكتابٍ عن آدم وحواء.
التفاحةُ أرملةٌ يُطيّرْ شعرها الريح
البدايات كالنهايات حتى لو كان النسرُ يلتهم
صاعقةً أو وليمةً لأن الأسطورة التي خبأتْ
جناحيّ في الصمت أقامتهُ من ريشها فقمتُ
كالسكران باحثاً عن امرأةٍ فإذا هي أمامي ملاكً
مصابً بالصرع يرقص لي وحدي
أين أذهب الآن لكي أجد شاطئ الحكمة
وهذا الباب مغلق
والمفتاح في يدٍ مجهولةٍ لا تراني!
ماذا بعد أرضٍ يراكِ النائمون فيها كقنديل
معلقٍ في بستان الرب!
الصوت والقناع
البسْ القناعَ فإذا أنت صوتٌ من الفم
يسافر وحده بين الخرائب
تأتيكَ الفكرةُ طيّعةً مثل امرأة تتجول في الحقول
عندما يهبط المغيبُ كالضباب
فوق البحيرات.
في كل زهرة ألمٌ
وكل البراهين تدلُ على أنك خائفٌ
أن تخطوَ الخطوة الأولى
لذلك لا تصل
عليك الآن أن تجمع حفيف الريح في يدك
حتى تستعدَ للقذيفة.
مرثية مروين
آه أين أنتَ الآنَ يا مروين
بعدكَ انطفأ القمرُ تحتَ
الستائر المُغلقة ولم تعد السماءُ
مُزهرةً بالطيور
مع ذلك كأنني أسمعُ صوتَ
الناسكِ يُغني فوق الشجرة
بينما ينامُ بحّارتُكَ على
الشاطئ
أذكرُ الأكاليلَ في الحديقةِ
خلف بيتِكَ في هايكو في هاواي
أذكر الفناراتِ التي استقبلتك
في سفن الرياح
عندما كانت اليابسةُ موضعَ
شكوكٍ كثيرة.
دون خوفٍ ينعقدُ الخيطُ في الغابةِ
على الأرجح هناكَ أرواحٌ تستيقظُ
أمامَ بئرٍ مهجورةٍ
تحت الجسر الخشبي يتدفقُ
ماءُ النارنج
وذلك الشيءُ انحدرَ
إلى داخل القاعة
هل كان صوتكَ مروحةً
في الظلال
هل كانت الأمسيةُ صافيةً
إلى ذلك الحد بين النجوم؟
ثم قل لي كيف التقينا في
مطر الليل فوق المصطبة
الفارغة
بينما تودعكَ الطيورُ وحشراتُ
الأرضِ
تودعكَ نيويورك بفقراءِ
ناطحات السحاب
منْ يدري ربما كان الموتُ في العينين الحزينتين
عندما أخذكَ الملاكُ
إلى بلاده الحرة
شكراً للكلمة التي عبرتْ
الأنهارَ واستقرتْ
في طين الضفاف
سيكون علينا الآن
أن نرفعَ البرقَ من رُكَبٍ مجهولةٍ
دون أن نكتفي بربيعٍ يُهاجرُ
من قبضةِ عتّالِ السلالمَ
آه يا مروين كأنكَ كنتَ تعرفُ حانة
غاري سنايدر في المحيطات
المليئة بالأوبئة
هذا هو الجسد عندما يخلقُ
لنفسهِ عمراً إضافياً
إنه فصلُ الشتاء
يسقطُ الثلجُ فوق شاهدة
القبرِ لتطرية العظام
لم تعد يدكَ تنسجُ غير التراب
تكلموا أيها الغرباء عن الشاعرِ
النائم تحت الظلال
انطفأ القمرُ كما لو لم ينطفئ
من قبلُ
مناراتٌ تُديرُ قبابها ناحية اللا مكان
هناك سهرة في العشبِ أمام أقدامِ بنات الملوك
لكنّ آلاماً كثيرةً في ريح المساء
تحجبُ رمادَ الكوكب
كنتَ وحدكَ تنتظرُ على
حافة الجرف قطاراً لن يأتي
ذهبَ الذين ودعوا أنفسهم
وناموا
وبقيتَ أنتَ وحيداً
تفكرُ في الخلاءِ والشقوقِ
التي تظهرُ في أعماق البحر
ليسَ تعباً من حياة المسرّة ولكن من دم الحجارة في مزارع الحروب
آه يا مروين ارقد الآن فالعالم لن يُنقذَ
نفسهُ.
علينا أن نصّفقَ للأشجار
حيث ما كانت
ونتركَ لؤلؤةً فوق حجرة.