محمد همام فكري*
منذ بداية القرن السادس عشر، وحتى القرن العشرين الميلادي، توافد على الجزيرة العربية عدد من الرحالة الأوروبيين الذين تباينت دوافعهم، منهم من أتى ليخدم هدفاً ظاهراً، ومنهم من أتى ليخدم هدفاً مستتراً، منهم من كان مكلفاً بمهمة رسمية، ومنهم من أتى مغامراً جسوراً وراء هدف ذاتي، وجميعهم حقق تلك الأهداف بشكل أو بآخر، وبقدر إخلاص كل منهم للهدف الذي جاء من أجله، تبقى القيمة العلمية لنتائج هذه الرحلة، وفي مقدار المعلومات الصحيحة التي تركوها لنا في كتاباتهم، فهذا رحالة من نوع فريد أخلص لرحلته حتى دفع حياته ثمناً لذلك، فقد استطاع أن يجمع الآلاف من العينات النباتية التي تشكل من وجهة نظر المؤرخ البريطاني الشهير هوجارث ثروة قيمة :«لقد اكتشف العالم الفرنسي ثروة من أنواع الحياة النباتية بنسب كبيرة ومنها أنواع نادرة»(1)، وقام بجمع أكثر من اثني عشر ألفاً من عينات النباتات جمعها من بلاد الشرق وهي محفوظة حتى الآن في متحف العلوم الطبيعية بباريس، كان قد قام بتعريفها وتصنيفها بنفسه وأن يثبت البيانات عليها , فغدت مرجعاً هاماً للباحث في التاريخ الطبيعي لعمان (Flora Of Oman). فمن هو ذلك الرحالة وكيف كانت رحلته في عمان.
ولد عالم النبات والرحالة الفرنسي ريمي مارتن أوشير إيلوي(2) Remi Martin Aucher – Eloy في يوم 2 أكتوبر من عام 1793م في مدينة بلويز Blois، وبعد أن أتم دراسة الصيدلة وعلم النبات التحق للعمل بالمستشفى الملكي بباريس، إلا أنه لم يستمر فيها طويلاً لأسباب غير معروفة، فعاد إلى مسقط رأسه في بلويز ليبدأ حياته الجديدة مع شريكة حياته بعد أن قام بشراء مكتبة صغيرة ألحق بها ماكينات طباعة جديدة اشتراها من باريس عام 1826 (3) وكان أمله أن يكون هذا المشروع سبباً في الاستقرار والنجاح، لكنه ولسوء حظه بلي بخسائر فادحة.
البحث عن الذات :
بعد عدة محاولات لإنقاذ المطبعة لم يجد بداً من أن يتخلى عن هذا المشروع ليتجه إلى ممارسة مهنة جامع أعشاب طبية، وهي المهنة التي بدأت تستقطب العديد من المغامرين، لتزويد الأطباء والمستشفيات والهيئات البحثية والعلمية بعينات من الأعشاب البرية بقصد العلاج أو البحث العلمي.
هاجر مصطحباً أسرته إلى روسيا ليبدأ سلسلة من المغامرات التي لم تخل من الإحباطات أيضاً، فقد خيل إليه أن الحكومة الروسية ستوفده في بعثة استكشافية إلى منطقة القوقاز، وعندما طالت فترة انتظاره للقيام بهذه المهمة، دخل في مفاوضات للعمل في وظيفة سكرتير الأمير والدبوسكي Waldboski في مدينة بطرسبرج، ولكن هذه المفاوضات باءت بالفشل في النهاية، فعرضت عليه الجمعية العلمية في بطرسبرج أن يذهب إلى بكين في مهمة علمية ولكن عدم ثقة الحكومة الروسية به أدى إلى إخفاق المشروع وأصابته بالإحباط، وفي هذه الأثناء أتيح له أن يلتقي مع السفير التركي في بطرسبرج الذي كان قد طلب من بعض الهيئات العلمية في فرنسا أن تقدم له رجلا قادرا على إنشاء مطبعة وجمعية للعلوم وصحيفة تصدر بالتركية والفرنسية، فعرض الأمر على إيلوي الذي وافق على الفور متوجها إلي الشرق بحماسة جديدة مصطحباً زوجته وابنته. ولكن المشروع الذي حلم أن يحققه في مسقط رأسه لم يتحقق أيضاً في تركيا لظروف غير معروفة مما أصابه بخيبة أمل ثانية.
الرحلة إلى الشرق الأوسط:
بعد هذه السلسلة من الإحباطات وطدَ إيلوي العزم على القيام برحلة جديدة، بمفرده وعلى نفقته الخاصة في بلدان الشرق الأوسط، ولم يثنه عن عزمه أي شيء طوال ثماني سنوات طاف فيها بلدان عديدة يجمع النباتات البرية ويصنفها ويكتب بياناتها العلمية، ليشكل من حصيلة ما جمعه مجموعة نموذجية لنباتات الشرق لم يقدم مثلها غيره للمعشبة الوطنية في باريس(4).
الهدف من الرحلة :
كان هدف إيلوي جمع العينات النباتية والحيوانية، ليبيعها للباحثين، بقصد الحصول على المال ليعيش هو وأسرته، فضلاً على ارتياد المجهول، والذي يتتبع رحلة إيلوي في بلدان الشرق الأوسط يدرك إلى أي مدى سعى هذا العالم المغامر في أن يجمع أكبر قدر ممكن من العينات النباتية التي تنتشر في هذه البقاع، وعلماء النبات والصيدلة يدركون مقدار ما أسداه هذا العالم من خدمة جليلة لعلمي النبات والصيدلة، فقد وفر لهم دائرة من المعارف النباتية ما انفكوا يشتغلون عليها حتى الآن.
في الفترة من عام 1830- 1836 تجول إيلوي في بلاد عديدة في الشرق فقد قام برحلة تاريخية زار فيها كل من مصر وسيناء وفلسطين وسوريا وقبرص ثم أزمير ورودس وآسيا الصغرى، ثم أرمينية، وسورية، وبلاد فارس.
وفي عام 1837 قام برحلة جديدة في بلاد اليونان عاد منها إلى القسم الأوروبي من تركيا، وقد نجح في إرسال اثني عشر ألفاً ومائة وأحد عشر نوعاً (عينة) من النباتات إلى متحف العلوم الطبيعية في باريس(5)، وهي أكبر مجموعة تم جمعها من بلاد الشرق الأوسط في هذا الوقت.
ولقد وجد دعماً مالياً لهذه الرحلة من صديقه المستشرق جوستاف كوكبرت دي مونتبريت Gustave Coquebert de Monthbret الذي اصطحبه في العديد من الرحلات حتى وفاته محموماً في طهران(6)، عندما كانا يستعدان لإعداد كتابهم المشترك للطبع، ولقد حزن كثيرا لفقد هذا العالم الذي كان يثق في علمه ويشجعه على اتمام مشروعه العلمي لمسح نباتات الشرق الأوسط.
توجه إيلوي وحيداً منكسرًا إلى بلاد الأناضول، ثم نزل منها باتجاه بلاد الفرس ولورستان(7)ومنها إلى بندر عباس(8)، وغايته ارتياد جنوب الجزيرة العربية – عمان وكان خط سير الرحلة في عمان كما يلي :
( صحار – مسقط – نخل – نزوى – جبرين – ازكي – وادي سمايل – مسقط )
يوميات الرحلة :
ابحر إيلوي من بندر عباس في مركب مع مجموعة من المسافرين, عبر الخليج ووصل الى صحار بعُمان في 8 مارس من عام 1838، وفي طريقهم دهمتهم عاصفة عنيفة أثناء إبحارهم، فتأملها بثبات ورباطة جأش وكتب يقول :
«لم أتمالك نفسي من أن أعجب بالمشهد المروع البديع الذي قدمه لي البحر، فقد بدا البحر بفعل خاص من الوميض الفسفوري الذي تتميز به المناطق الاستوائية، كأنه ملتهب، وكانت كل هبة ريح تقذف بنا وسط جبال سيارة من اللهب الدائم التجدد تهدد بابتلاعنا في كل لحظة».
نجت السفينة من الغرق، ووصلت أخيراً إلى صحار(9)، وتابع إيلوي طريقه بحراً إلى مسقط لمقابلة المسؤولين وشرح لهم هدفه من الرحلة وأن النباتات التي سيجمعها ستخضع لدراسات علمية وصيدلانية لاكتشاف المواد الفعالة فيها وهو ما قد يعود عليهم وعلى البشر جميعا بالخير، فوافقوا على الاقتراح وتم منحه رسائل توصية إلى الشيوخ المحليين في المناطق التي سيرتادها ليسهلوا له مهمته كما قدم المعتمد الانجليزي في مسقط بعض المساعدة، وفي هذه الأثناء تمكن إيلوي من الاتفاق مع رجلين مدربين لمرافقته في الرحلة أحدهما حارس والآخر دليل. فقد كان إيلوي عازم على بلوغ المنطقة التي يعتقد بأنها الأغنى بالنباتات، وهي المنطقة من مسقط إلى وادي سمائل ونزوى والجبل الأخضر.(10)
وفي مسقط أخذ إيلوي يعد العدة، بعد أن جمع المعلومات الأولية عن طبيعة الطريق وأقام علاقة ودودة مع مرافقيه وسرعان ما اكتسب ثقتهم،ومن مسقط انطلق عبر القرى والمزارع وبساتين الرمان وأشجار فواكه المناطق المعتدلة كالجوز والتين والمشمش والكرز والعنب وغيرها، إلى أن وصل إلى وادي سمائل الذي استمتع به أيما استمتاع، وبعد ان اجتازه بلغ نزوى فلم ير غير الصخور الجرداء وقد بدت المدينة الصغيرة وسط مزارع قصب السكر والقطن وأشجار النخيل، والموز والرمان والليمون كواحة غناء.
ولكن لظروف المناخ القاسية لم يسلم إيلوي من إصابته بالحمى، لكنه لم يمنح نفسه إلا فترة قصيرة من الراحة بعدها قام باستكمال رحلته بشغف محموم وذلك لجمع نباتات البساتين الكثيفة في نزوى، فأصابته الحمى ثانية، فعالجها بالحمية وذلك بالامتناع عن تناول الطعام ثلاثة أيام توجه في نهايتها عبر مزارع النخيل قاصداً ازكي وقد كتب يقول :
«إن معظم البلاد هنا بما في ذلك منطقة الجبل، محرقة وقاحلة، ولكن الريف مروي بديع … ويسود العداء بين المزارعين والبدو الذين لا يكفون عن الإغارة على الأراضي المزروعة، ولا يبقون على شيء لشدة كرههم للزراع ولكل ما يمت إليهم بصلة … ».(11)
ومن ازكى اتجه شطر مسقط متبعاً الطريق العكسي الذي سلكه ولستد(12) فاجتاز مناطق صحراوية شاسعة، حتى بلغ وادياً تفيض مياهه في الرمال بعد أن تجري مسيرة خمس ساعات، وقد رأى البرسيم نابتاً تحت أشجار النخيل، والقطن مزروعاً في مساحات واسعة، بحيث يمكن رؤية مغازل للغزل وأنوال للحياكة في تلك البلاد، وبعد أن يتوغل في تلك الأراضي لاحظ اختفاء النهر، وتبدو على التتابع المناطق الصحراوية والأراضي المزروعة.
الطريق إلى مطرح :
بعد رحلة شاقة ترك الوادي وسار في منطقة قاحلة متوجهاً إلى مدينة مطرح، ولوعورة الطرقات وقسوة الصخور اهترأ حذاؤه وأصبح غير صالح للانتعال، فدميت قدماه واضطره التعب في اليوم التالي إلى التوقف عن السير على بعد مسيرة ساعة من مطرح، وعندما بلغ مسقط كانت قد انتابته حمى عنيفة، وازدادت حالته سوءًا، فضلاً على أمواله فلم يكن لديه دراهم يدفعها للرجلين اللذين رافقاه. (13)
وهكذا عبر هذا الطريق الوعر وفي تللك الظروف الصعبة للغاية ورغم المرض الذي تمكن منه أتم إيلوي جولته التاريخية سيراً على الأقدام الدامية جامعًا نحو مائتين وخمسين نوعاً من نباتات عمان(14)، قام بإرسالها إلى متحف العلوم الطبيعية في باريس، ليضيف إلى مجموعة نباتات الشرق مجموعة جديدة تخص عمان.
يوم 14 مارس :
غادرت مسقط مرة أخري متجها للمناطق الداخلية وكان برفقتي أحد جنود الإمام، وكانت أسلحتنا تتكون من بندقية قصيرة وسيف طويل مستقيم ودرع، وفي مطرح أخذت ثلاثة جمال لاستخدامها في رحلتنا إلي منطقة نخل. وغادرنا مطرح في اليوم نفسه وبعد حوالي ساعة واحدة، وصلنا الي قرية صغيرة بها قلعة، وبعد مسيرة ساعة أخرى وصلنا إلى الوطية Otaia وبعد ذلك إلى قرية روي Ruwi ثم انتهى بنا المطاف في الساحل، ومشينا على أقدامنا لمدة ساعة أخرى وعندما دخل علينا المساء، توقفنا بعدها لقضاء تلك الليلة في الغبرة Gobra وهي قرية صغيرة بيوتها عبارة عن أكواخ، والمنطقة بأكملها تحصل على حاجتها من مياه الآبار التي تأتيها عن طريق الضخ المتواصل.
يوم 15 مارس :
مازلنا نتتبع البحر وكنا نبعد عنه إلى حد ما وسرنا لمدة خمس ساعات تقريبا وتوقفنا لقضاء الليل بين قريتي البحائص والخريس ذات الأكواخ وأشجار النخيل السامقة.
يوم 16 مارس :
غادرنا المنطقة الساحلية في حوالي الساعة الثالثة تماما ووصلنا إلى ضفة النهر الذي يمر في مكان قريب للغاية من حلبان Halban في قرية السيب Seeb التي هي بمثابة ميناء صغير، وتوقفنا بالقرب من قرية تقع على ضفاف هذا النهر، وبدا سكانها في حالة من الدهشة والهلع، وهم يصرخون بصورة مفزعة وأخذوا يقرعون على أدوات مطابخهم لطرد أسراب الجراد التي كانت تحلق فوق رؤوسهم مما أظلم الأرض، وكان الخوف قد تملكهم تماماً خشية أن تحط هذه الأسراب في مزارعهم وهو ما سيؤدي إلى اإتلاف محاصيلهم
وفي المساء غادرنا القرية وسرنا لمدة ثلاث ساعات تقريبا ووصلنا إلى قرية الخوض Khoud الجميلة، وكانت بها كميات وافرة من مياه الينابيع ومحاطة بالأشجار المثمرة، وتتوفر فيها أشجار النخيل والمانجو على هيئة غابة جميلة.
يوم 17 مارس :
بعد أن قضينا أربع ساعات في الصحراء، توقفنا في منطقة الحيل الواقعة عند سفح الجبل للاستراحة قليلا لكننا آثرنا المبيت فيها وفي صباح اليوم التالي تابعنا السير .
يوم 18 مارس :
تتبعنا سفح الجبل وبعد حوالي 4 ساعات وصلنا إلى قرية نخل الكبيرة التي تقع عند سفح جبل شيبه Shaiba، ولما كنت أحمل رسالة إلى الشيخ، فقد توجهت إلى مدخل القلعة التي كان يقيم فيها، وكانت مبنية على إحدى التلال الواقعة عند سفح الجبل المشرف على المدينة، وقد استقبلونا كما لو كانوا في حالة حرب، وفتحوا الباب السفلي الصغير نصف فتحة وبرز لنا العديد من الجنود المسلحين بالرماح وقرأوا الرسالة وأخذوني بعد ذلك إلى منزل صغير كان أكثر ما يكون ملاءمة لتحلل نباتاتي، وكانت القلعة تخضع لحراسة مشددة في المساء والحرس يتبادلون الصيحات في كل وقت، ويبدو أن القرية كانت تتعرض لهجمات العرب المستقلين في أحيان كثيرة، حيث إن الموقع كان يخضع لحراسة جيدة إلى درجة أني شاهدت العديد من المواقع
علاوة على ذلك، فقد تلقيت أخباراً سيئة عن أحوال الطريق المار بالجبل الأخضر والذي كنت أود أن أزوره، فقد قام بعض اللصوص بسرقة عدد من الجمال وقتلوا رجلين.
فاضطررنا إلى البقاء هناك لعدة أيام لكي نتأكد من إمكانية مواصلتنا لرحلتنا، بعد أن يعود الأمن للطريق، فقد كنت أرغب بشدة في زيارة جبل شيبه. وفي هذه الأثناء استطعت أن اتجول في المنطقة وأن أجمع بعض المعلومات، الأرض هنا صالحة للزراعة وبها العديد من أشجار النخيل والموز والمانجو، كما تبين لي وجود شجرة ممتازة من نوع Niehburia، وشجيرات جميلة مزهرة من نوع voqelai وكانت أوراقها مغطاة بمسحوق كالدقيق بدا كما لو أنه بثور، لذا فقد اطلقت عليها اسم (Voqelai) وإذا ما أثمرت البذور التي أرسلتها إلى (حديقة النباتات) فإننا سنحصل على نبتة جميلة أعتقد بأنها ستكون من نوع Diclyptera، والتي من المحتمل أن تصبح هي أيضاً اكتشافاً جديداً، أما نبات قصب السكر هنا فإنه لا ينتج منه أي سكر بل يُمص فقط.
يوم 19 مارس :
رحلتي الأولى إلى جبل شيبه(15) كانت برفقة ثلاثة رجال، وقد جلبت معي عشرات النباتات الممتازة التي لم تكن معروفة لي، وأعتقد بأنها كانت جديدة عليّ (وربما في تلك المنطقة) لذا فأنني أكون بذلك قد وُجدت الشجرة التي كان عالم النبات الفرنسي أم . جــــوليان M. Guillemin قد نسب إليّ الفضل في اكتشافها وأطلق اسمي عليها، ألا وهي شجرة Jaubertia Aucherii .
وعندما وصلت هناك، كان الشيخ في فترة تغيب، فالتقيت بشقيق الشيخ الذي تحدثت معه عن طبيعة مهمتي العلمية، ولقد وجدت منه كل تشجيع، فقد عرض علي مساعدته إلى أبعد الحدود وأبلغني بأنه علم بأن هنالك طريقاً مأموناً غير الذي أردت أن أتبعه، وطلب مني أن أسلك الطريق الجديد لأنه الأفضل، وراجعت خارطتي التي اكتشفت فيها العديد من الأخطاء فقد كانت الأسماء مُحرّفة والأماكن الرئيسية بما فيها «نخل» كانت مغلقة، وفي ذلك السهل نفسه كانت هنالك قرى عديدة يمكن رؤيتها من نخل، وهي مسلمات Musulmat وأفي afi وغيرهما وجميعها تحتوي على عدد كبير من أشجار النخيل والأراضي الصالحة للزراعة.
وفاته :
وفي عُمان وبعد أن غدا منهوك القوى من جراء الحمى التي أصابته في نزوى وحار الناس في علاجه، عني به المعتمد البريطاني في مسقط وقام بنقله إلى ظهر سفينة مبحرة إلى البصرة، إلا أن السفينة التي أقلته وعدداً من الحجاج المتجهين إلى كربلاء، تعرضت لعاصفة عنيفة، كادت أن تشطرها إلى شطرين، فاضطر ملاحها إلى التوقف في بندر عباس، واعتقد إيلوي أنه قد استعاد من قواه ما يكفي لقيامه بارتياد أراضي بلوشستان التي بدت له نباتاتها مبشرة بخير كثير، ولكنه ما لبث أن أيقن بوجوب العودة إلى بيته في القسطنطينية ووصل إلى شيراز في حالة إعياء شديد ثم تعافى قليلاً فقام بجولة جديدة متوغلاً حتى أصفهان لجمع عينات نباتية، لكن حالته تدهورت بسرعة، وفي أحد الأديرة أسلم أوشير إيلوي روحه بهدوء لباريها في منطقة دجلفه Djulfa بالقرب من أصفهان وكان ذلك يوم 6 أكتوبر عام 1838 بعد رحلة لم تخل من المخاطر والبؤس والشقاء ..
آثاره :
– كتاب تضمن يومياته في الشرق وقد أشرف على إصداره المستشرق الفرنسي الشهير الكونت أميدي جوبرت Count Amedee Jaubert تحت عنوان:
Relations de voyages en Orient de 1830-1838, Paris , 1843
لمزيد من المعلومات عن إيلوي أنظر المراجع التالية :
– -New Arabian studies ,Bidwell, R. L. Bidwell, J.R. Smart, G. Rex Smith – 1994 – Vol2,p25
– -The natural history of Oman: a festschrift for Michael Gallagher, Martin Fisher, Shahina A. Ghazanfar, Michael … – 1999 p609
– -Oman and southeastern Arabia: a bibliographic survey, Michael Owen Shannon – 1978 – Journal Asiatique, 24l, no. l (l953),-l38. 42 Aucher-Eloy, Pierre Martin Remi. Relations de voyages en Orient, … Paris: Roret, l843. 2 vols.
– Burdet, H.M.1972 Cartulae ad botanicorum gaphicem. Candollea 27,307-340.
– Henze, D.1978-83 Enzyklopndie der Entdecker und Er forsher der Erd.Graz Aucher-Eloy,pierre-Martin – Remi Bd 11.110.111
– Boissier, E.1867-88 Flora Orientalis, Basel. Geneva, Georg.5 vol.
– Revost, M.1948 Aucher-Eloy (Pierre-Martin-Remi). In Pervost, M. and D’Amat, R.,Dictimnaire de Biographie Francaise, Parise, 320-321sp
الهوامش
1 – Hogarth.D.G: The Penetration of Arabia: a Record of Western Knowledge Concerning the Arabian Peninsula (1904)p227.
2 – في بعض المصادر يشار إليه باسم بيير Piere أنظر :
’ Miles, Samuel Barrett, The countries and tribes of the Persian Gulf ,London,1966,p16
3 – Billecocq.X,B:Oman ,Paris,1994,p182
اكتشاف جزيرة العرب , ترجمة قدري قلعجي ,بيروت, د.ت, 388
4 – جاكلين بيرين ,
5 – جاكلين بيرين: المصدر السابق , 388
6 – كانت وفاته في منتصف شهر يوليو عام 1836
7 – لورستان: منطقة یعیش فیها قبائل اللور أو لر فی إيران ويعرفون فی العراق عادة باسم أكراد فيلية.
-8 بندر عباس هي مدينة في إيران تقع في جنوب إيران على الخليج، تطل على مضيق هرمز، وقد كان عباس الأول هو من أسس المدينة.
9 – تعتبر صحار من أقدم المدن في سلطنة عمان، حيث أنها كانت مركزا لاستخراج وتصدير النحاس إلى دول العالم القديم. كما أنها وبحكم موقعها على ساحل خليج عمان فإنها كانت تشكل ميناء عالمياً يربط بين الموانئ الخليجية وموانئ الهند والصين، ويعتقد الكثيرون بأنها منشأ أسطورة السندباد. وقد ذكرها العديد من المؤرخين والجغرافيين على مدى العصور وأشادوا بأهميتها في كتبهم.
10 – استمد الجبل الأخضر اسمه من كونه يحتوي صخور لونها أخضر قاتم كالبرنز العتيق والجبل كتلة صخرية ذات عشب أخضر, كما تكثر في قمته الخضرة طوال العام , وقد شكك جون كيلي في أن يكون إيلوي قد تمكن من الوصول لقمة الجبل , أنطر : بريطانيا والخليج , جون كيلي , ترجمة محمد أمين عبد الله ,ج1,ص 650.
11 – جاكلين بيرين: مصدر سابق , 390
12 – الرحالة جيمس رايموند ويلستد ضابط في الأسطول البريطاني، زار عُمان بين عامي 1835-1836، وشارك في مسح شواطئ الجزيرة العربية، وفي عام 1838 نشر ويلستد كتابين عن قصة سفراته ورحلاته إلى التخوم والأطراف الجنوبية الغربية في شبه الجزيرة العربية.
13 – قام س . ب. مايلزMiles بالرحلة نفسها التي قام إبلوي في نهاية القرن التاسع عشر , وأشار إليها هوجارث أنظر :
Hogarth.D.G: The Penetration of Arabia: a Record of Western Knowledge Concerning the Arabian Peninsula (1904)p227.
14 – فيليبس ويندل : رحلة إلى عمان , ترجمة محمد أمين عبد الله , 1981, ص 7.
15 – ويعرف أيضاً بجبل الفلفل .