أحمد السعيدي*
توطئة:
يضم مخطوط «الصحيفة العدنانية»(1) للمؤرخ الأديب ابن رُزَيق (1291هـ/1874م) نصا غميسا في الأدب العماني، إذ يؤرخ مجلسا أدبيا حفيلا جمعه بسليمان بن أحمد المُفَضَّلي النِّزْوي (1227هـ\1810م) خلال القرن الهجري الثالث عشر. المُسائل هو ابن رُزَيق والمنصت أيضا، فيما المتكلم هو المفضّلي الذي أفغم مُسائله أدبا وعلما وأريحية. غرض المُسائل التوجيه أو الرشق بالكلام وانتظار الأجوبة البليغة المسجوعة. مَسائل ابن رُزَيق آتت أكلها، المفضلي يتحدث وابن رُزَيق يدوّن، ذلك أن المجلس كان بإيعاز منه، أراد أن يخرج المفضّلي ما في جعبته ليكون مترجَماً في صحيفته ضمن رجالات الأدب. يومئ هذا التداول الأدبي بين أديبين إلى تقدير ابن رُزَيق -وهو من هو علما وأدبا وتأليفا- للمفضلي، حيث قصده في أخريات أيامه في نزوى التي ضمت هذا المجلس المغمور لولا حديث ابن رُزَيق عنه.
تناول المتحاوران في المجلس نقد الشعر والشعراء العرب والعمانيين، ومفاضلة أجناس النخل وأنواع الأشجار وأصناف الأزهار، وهذا دال على ثقافة المفضلي الواسعة ومقارعته الكلام بالكلام (الحديث)، واقتصار دور ابن رُزَيق على المساءلة (الإنصات)، فضلا عن التأنق في الأسلوب. حاصل القول، نلفي في هذا المجلس نُتَفاً من الشعر والأدب والنقد عموما، ما يذكرنا بمجالس التراث العربي عند التوحيدي(2) والجاحظ والمبرّد والزجّاجي وثعلب..
هدف البحث دراسة مجريات هذا المجلس الذي صدر حديثا(3)، وهو في الأصل مأخوذ من مخطوط «الصحيفة العدنانية» المحفوظ في المكتبة البريطانية. نقصد بالدراسة تفكيك الخطاب المتضمن فيه، ببيان موضوعاته ولغته وأسلوبه، وطريقة التحاور بين المُسائل والمُجيب، ودور المجلس في تجلية المتداوَل في الحياة الثقافية في نزوى زمنئذ.
نبذة عن الأديبين:
ليس ابن رُزَيق (1198-1291هـ/1783-1874م) بالرجل المجهول أو المغمور في التراث العماني والعربي الإسلامي، فهو مؤرخ نسابة وشاعر ناثر، وأديب ذو باع.. ما يجعل ثقافته حسب روزنثال تجمع إلى التخصص التبسط (الموسوعية)، «أي التخصص في علم واحد أو فن واحد والتعمق فيه، والتبسط والشمول في جميع حقول العلم أي الأخذ من كل فن.»(4) فضلا عن تآليفه الغزيرة وقربه من النخبة السياسية في عصره.
أما محاوره سليمان المفضلي(5)، فقد ارتضى خمول الذكر رغم كونه أحد رجالات العلم في نزوى وعمان عموما، كما كان ذا مال وجاه، يقول عنه ابن رُزَيق:»فمن حكاياته ورواياته لي أنه كان في زمان إيراق أوراق شبابه، وولولة صَبا صِباه، المنخفضة لرفعه وانتصابه، ذا سعة من المال، لا حائل الحال، مترقما بالإكثار لا الإقلال، يجرر في نزوى بالتقوى رداء الجذل والانشراح، ويبسم في وجه الحبور عن ثغور السرور والأفراح..»(6)ويذكر أنه «كان أديبا صامتا، شحيح الكتابة، زاهدا في شعره ونثره»(7)، لا يلقي اليه بالا، بدليل قول ابن رُزَيق:»قلت له: لم لا تدون شعرك ولا ترضى أن تخطّه الأقلام؟ قال: اعفني عن هذا وعليك السلام.»(8)
أصابت المفضلي نكبات في حياته منها ذهاب ماله ووفاة أبنائه وخراب أملاكه بالحرب والسيول، «فلم يلبث بعدها إلا سنتين أو ثلاثا حتى قضى نحبه محزونا مكلوما»(9)، سنة 1227هـ.
وتبدو مكانته بجلاء في قصد ابن رُزَيق الشاب له ومحاورته في ما يشبه التقدير والاستجازة (طلب الإجازة) من الشيخ المفضّلي كما حلاّه(10). الإقرار بعدم الأهلية العلمية عند طائفة من حَمَلَة العلم المسلمين منشؤه خِلال التواضع الجم والدأب في طلب العلم. وهذا سَمْتُ المفضلي الذي اجتذب اليه ابن رُزَيق، وخلّده في صحيفته العدنانية، ولولاه لكان خامل الذكر بين معاصريه. ويخبرنا الشيباني -محقق المجلس- أنه «يكاد ينفرد معاصره ابن رُزَيق بالنصيب الأوفر من ترجمته، ولولاه لضاعت عنا أخباره وسيرته.»(11) يقول عنه: «كان رجلا أديبا ذكيا أريبا، صاحب أمثال رائقة، ونوادر فائقة، يجتني النبلاء من أزاهير كلامه، وتتغنى بظلال نقضه وإبرامه..»(12) وهي تحلية ذات بال من عالم وأديب مثل ابن رُزَيق الذي يقر بأدبية المفضلي وإرْبِه(13) (عقله ومهارته الأدبية) وحفظه المتون وتحفّيه بالنوادر إبداعا وصياغة.
أوجز ابن رُزَيق في تحلية المفضلي، لكنه بلغ المراد في وصفه ما أعلى من شأنه في الأدب والعلم، وجعله أديبا رُحْلَةً أي يرتحل إليه ويقصد ويؤتى مجلسه، بحيث إن «العِلْمُ يُؤْتَى ولا يأتِي»(14).
في مجلس الأدب:
وسم الشيباني لقاء الأديبين ابن رُزَيق والمفضّلي بـ «المجلس الأدبي» وهو وسم منطبق على مجريات لقائهما في نزوى، وسنقف وقفة مع مفهوم المجلس الأدبي، فـ «المَجلِس: موضع الجُلُوس.. والمَجْلِس الجماعة من الجُلُوس.»(15) ونجد في المعاجم وكتب التراث أشباه المجلس مثل النادي والمنتدى والمحفل.. ونظائره مثل الأمالي والمحاضرات والمسامرات.. والقصد إلى المجلس الأدبي أي ما يُتداول فيه الأدب من محفوظاتٍ وفوائدَ وإبداعات وما إليه، يقول عبد السلام هارون:»وأما المجالس فتختلف عن تلك [أي الأمالي] بأنها تسجيل كامل لما كان يحدث في مجالس العلماء، ففيها يلقي الشيخ ما يشاء من تلقاء نفسه، وفيها كذلك يسأل الشيخ فيجيب، فيدون كل ذلك فيما يسمى مجلسا.»(16) هذا يعني أن للمجلس طورين: طور شفهي يُعقد فيه المجلس، ثم طور كتابي تدويني، تدوّن فيه مجرياته كما فعل التوحيدي وغيره، وكما فعل ابن رُزَيق فيما سنراه لاحقا بإذن الله تعالى. وهذا أحد الباحثين يدقق اصطلاح المجلس الأدبي في قوله: «فالمجلس الأدبي ذو اتصال بشخصية علمية، مرتادوه من أقران الشخصية أو من مريديها قد يكون ثابتا، فيألفه المختلفون إليه، الاختلاف يكون بطريقتين:
– إطلاقية : يكون مفتوحا في وجه زواره على الدوام.
– مقيدة : عندما يخصص لها يوم معين من الأسبوع..(17)
ما سلف ينبئنا بقيام المجلس الأدبي على شرطيْ الأدب والمحاورة أو المجالسة بما تقتضيه من آداب معروفة في كتب المجالس(18) العربية. وتتنوع المجالس حسب اهتمامات منشئيها إلى سلطانية وعلمية وأدبية وعامة، حيث «يكون المجلس مجلس سمر وفكاهة وطرب، أو مجلس علم ودين، أو مجلس أدب وشعر، وفق اهتمامات الحاضرين أو الذين يتصدرون هذه المجالس من ذوي الشأن والسلطان.»(19)
الملحَظُ أن المجلس فضاء لتداول المعارف والآداب، وتبادل الحديث والإنصات، فيدوّن ثم يصير صورة لثقافة الجلاّس وعصرهم، ما يجعل قيمة مجالس الأدب آكد في تجلية الحياة الثقافية.
مجلس أدبي في نَزوى:
ليست صلة ابن رُزَيق بنزوى طارئة، ففيها درس على شيوخها، فـ«كان أحد القرّاء السبعة الذين لازموا الشيخ حبيب بن سالم النزوي الضرير في مدرسة نزوى، فقرأوا له وكتبوا ما أملاه عليهم.»(20) ويذكر المؤرخون أنه «استفاد من مكتبته الغنية في نزوى.»(21) كما نُسخت بعض كتب ابن رُزَيق بأيدي نسّاخ نزوى مثل كتاب «الفتح المُبين» الذي نسخه سُليمان بن سعيد بن مبارك بن عبد الله بن مبارك بن سالم النّزوي سنة 1275هـ(22). لا يذكر ابن رُزَيق -حسب النص المحقق- زمن المجلس بالضبط، وما نعلمه أنه انعقد في شبابه بنزوى حين قصدها لرؤية المفضلي. وما دامت الصحيفة المنقول منها المجلس نسخت –حسب المحقق- بقلم المؤلف سنة 1258هـ(23)، فابن رُزَيق دوّن المجلس وهو في الستين، أي بعد وفاة المفضلي (1227هـ) بأكثر من ثلاثة عقود، ما يجعلُ الفارق بين انعقاد المجلس وتدوينه طويل العهد.
يخبرنا ابن رُزَيق بأن لقاءه بالمفضلي كان في طور شبيبته وشيبة مُجالسه، أي إن المجلس انعقد وابن رُزَيق في العشرين، بدليل كونه في التاسعة والعشرين حين توفي المفضلي، ولا جرم أنه التقى به في أواخره وهو دون العشرين، أي في عشرينيات القرن الهجري الثالث عشر وما دُونَ ذلك، يقول:«وقد أطال الله عمره حتى انحنت قناة قامته، وسقطت بالكبر ثمار ثَغامته..»(24)
أما مكان المجلس فنزوى بدليل قوله: «وإن نزوى يومئذ في المجاز والحقيقة، هي الجنّة الزارية على الرياض الأنيقة..»(25) ولا يبعدُ أن يكون في بيت المفضلي أو إحدى بيوتات نزوى أو مَجالسها.
أما نوعه، فمجلس أدب بالمفهوم الواسع للأدب أي «حفظ أشعار العرب وأخبارهم، والأخذ من كل علم بطرف.»(26) وطرفاه كما هو معلوم ابن رُزَيق والمفضلي، نجمل ذلك في هذا الجدول (1):
في هذا النص الهام يقدم ابن رُزَيق معطيات هامة عن المجلس في قوله: «وقد أتاح الله لقاه، أيام بقاه، فَسَرَتْ محبتي له ومحبته لي، فسقينا رياض الصحبة بالوَسميّ والوَلي، فكم ليلة قضيناها بسمَر قُدسي، وأهدينا بها تُحَفَ القَبول للحاكم العقلي والحسي، تارة نتذاكر في المنظوم، وتارة في المنثور الزّاري على التوم، وقد أذكينا بالخطاب، قناديل الصواب. وكانت بردتي في ذلك الزمان قشيبة، وبردة الشيخ المقدَّم ذكره مخلولقة من الشبيبة.»(27)
نستخلص من هذا النص ما يأتي:
– يعتبر ابن رُزَيق لقاءه بالمفضلي في نزوى أمرا ذا بال، لأنه كان في أخريات عمره وذا علم وأدب، ما يجعل اللقاء فرصة سانحة لابن رُزَيق استغلها كما ينبغي ذلك لأديب ومؤرخ.
– ابتداء المجالسة سبقه سريان المحبة بين المجالسين، وقيام مجلسهما على الأريحية والانطلاق والألفة.. ما أفضى إلى السمر والمؤانسة لعدة ليال(28) في موضوعات عقلية وحسية. وهذه المحبة مطلوبة، لأن المجلس يفشل أحيانا لعدم وجود نظراء في الأدب، يقول أحد الأدباء:»بتنا ليلة نعدّها في طليعة الليالي الغر التي تقل في سفرنا هذا، لقلة المجالسين الموافقين في حلْبة الأدب.»(29)
– مجريات المجلس تراوحت بين المنظوم (الشعر)، والمنثور (النثر)، أي الأدب بمفهومه القديم.
– وأخيرا ذكر ابن رُزَيق (الشاب) فارق العمر بينه وبين المفضلي (الشيخ)، فارق زمني لم يؤثر على انسجامهما في مجلس الأدب وانشراحهما بمجرياته.
موضوعات المجلس: من الشّعْر إلى الزَّهْر
تفرع الحديث في المجلس إلى أربع موضوعات حضر فيها الأدب بمفهومه الضيق (الشعر والنثر) مع معارف أخرى كالزراعة (النخل والأشجار والأزهار). وقد «تناول المتحاوران في المجلس نقد الشعر والشعراء، ومفاضلة أجناس النخل وأنواع الأشجار وأصناف الأزهار.»(30) وهذا ما يتبين في الجدول (2):
افتتح المجلس بنقد الشعراء العرب والعمانيين، فكان ابن رُزَيق يسأل عن شاعر والمفضلي يدلي برأيه فيه بكلام مسجوع بليغ كأنه الشعر. وهذه موضوعات المجلس:
أ. نقد الشعراء:
* نقد شعراء العرب:
يقول ابن رُزَيق: «وقد سألته يوما سؤال المحبّ المداعب(31)، لأجتني منه درر الغرائب والعجائب، عن الشعراء، في محفل من السحراء [السُّحَيْراء].»(32) يشي مقال ابن رُزَيق بالمحبة والمداعبة تجاه المفضلي، حتى يحس بأريحية المجلس وينشط من عِقال (يتحرّر)، لأن المحاورة ستبدأ، وابن رُزَيق متلهف لغرائب المحاوَر وعجائبه عن الشعراء العرب (16 شاعرا) والعُمانيين (14 شاعرا)، قدماء ومحدَثين، مشهورين ومغمورين. والمُطالع لهذه المفاضلة بين الشعراء سيقف لا شك على براعة المفضلي وسرعة بديهته في الرد على سؤالات ابن رُزَيق، لأنه هو الذي يسأل، في حين يتمثل دور المفضلي في إعداد الجواب بعيدا عن الفَهاهَة والعِيّ..
الملحظ اقتصار المفاضلة على:
– شعراء العصر الأموي: جرير، والفرزدق، وذو الرمة، وكثيّر، والأَبِيوَرْدي.
– شعراء العصر العباسي: أبو نواس، والبحتري، وأبو تمام، والمتنبي، والشريف الرضي، والمعري.
– شعراء العصر الأندلسي: ابن هانئ.
– شعراء مغمورين: الغزّي، ابن سرايا، ابن هتيمل، الجويزي.
غاب في القائمة السالفة شعراء الجاهلية وصدر الإسلام، كما يستلفت النظر الافتتاح بالشعر الأموي وتقديم جرير: «فقلت له: ما تقول في جرير؟ فقال: إنه شاعر ما له في نضارة الكلام من نظير.»(33)
يصدر المفضّلي أحكاما نقدية على تجارب الشعراء، بحكم أن «النقد مسألة ذاتية خالصة تعتمد على ما تبعثه النصوص في نفوس القراء من انفعالات، وما تؤثر في أذواقهم من آثار مقبولة أو منكرة، وهذه النفوس والأذواق مختلفة باختلاف الأفراد.»(34) فيذكر المناقب والمثالب، مُعملا المقوّم الفني (الموضوع، الغرض، البلاغة) تارة، والمقوم الخُلُقي (التشبيب، المجون) تارة أخرى. وجاء نقده إيجابيا في الغالب، خلا بعض الشعراء مثل أبي نواس «ماجن يظهر اللين وهو ألدغ من عقرب الآساس»(35)، وابن هانئ «شاعر ماهر مغالي، يسبّ كل ولي فاضل ولا يبالي»(36)، والفرزدق الذي «لولا افتخاره بالفسوق، لكان في ميدان البلاغة لم يسبق.»(37) أما ذو الرمة فبياني لكنه «ضيع ناموسه بذكره للدمن والمعاطن، وتشبيبه بالنساء الحسان.»(38) وكثيّر الذي «أفنى عمره في التشبيب ولم يسفر بمدح الملوك عن ضياء نيّر»(39). ويعلي المفضلي من شأن أبي تمام فهو «حاكم يقضي على الناس بالالجام»(40)، والبحتري «غواص مقتنص للمرجان والفريد»(41)، والمتنبي «كل الناس بفضله على غيره تنبي»(42)، والشريف الرضي الذي «بشعره المرضي يروق ويرضي»(43)، والمعري الذي «مع النجوم ببلاغته يجري.»(44)
يتبين إعجاب المفضلي بالشعراء المذكورين، إذ يمارس نقدا ويصدر أحكاما فنية وخُلقية وذوقية انطلاقا من قراءاته في دواوين الشعر القديم والمحدث، ولا ننسى بأنه شاعر، و«من ألف فقد استهدف.»(45)
هذا يطرح سؤال اختيارات ابن رُزَيق لشعراء بعينهم وإهمال آخرين. لِمَ هؤلاء تحديدا؟ لعله راجع إلى رواجهم في كتب المختارات والأمالي العمانية، أو إلى ذائقة ابن رُزَيق ومقروئه، خاصة أن سؤالاته للمفضلي تفترض وجود معرفة أدبية مشتركة بينهما، فمن غير المنتظر أن يردّ المفضلي بأنه يجهل الشاعر فلانا؛ إنهما متوافقان في حلْبة الأدب. ولا نرى ابن رُزَيق يعلق على مواقف المفضلي إيجابا أو سلبا، بل كله آذان صاغية يمارس الإنصات لا غير.
* نقد شعراء عمان:
لا يغفل ابن رُزَيق شعراء عمان، فلهم نصيب في الشعرية العربية، يقول:»فلما انتهينا بالبيان، إلى شعراء عمان، قلت له..»(46) أورد أربعة عشر شاعرا ابتداء بالشعراء القدامى مثل السِّتالي في القرن الهجري السادس فالقرن الحادي عشر مع ابن صخبور – بَلَدِيِّ المفضلي- وابن شوال، ثم القرن الثاني عشر مع ابن سنان والحبسي والعبسي والغشري وابن خميس، وصولا إلى المعاصرين خلال القرن الثالث عشر أمثال القاضي الدرمكي (1224هـ)، والجابرييْن راشد بن سعيد، وأحمد بن علي، والمعولي (1236هـ).
بالطريقة نفسها يذكر ابن رُزَيق اسم الشاعر منتظرا رأي المفضلي فيه كما صنع مع الشعراء العرب. لكن الأمر مختلف هنا، المفضلي مُطالب بإبداء رأيه في بَلَديّيه (أبناء البلد)، أي نقد شعراء عمان القدامى والمحدثين، ومنهم أحياء على عهد الشاعر مثل سيف بن ناصر المعولي (1236هـ). ما تُرى المفضلي فاعلاً إزاء سؤالات ابن رُزَيق؟ وهل ستمنع المعاصرة المناصرة؟
لا يبدي المفضلي تحفظا في مسايرة محاوره في هذه «الأُلْعوبةُ» الأدبية الشيقة، ويقوّم شعراء عمان بين الإشادة بشاعريتهم أحيانا وذكر المآخذ عليها أحيانا أخرى، وإن كان في الغالب مثنيا على الشاعرية العمانية عَدا شعراء معدودين، فوضع الشعراء في طبقتين:
– طبقة المُجيدين: منهم أبو بكر السِّتالي (676هـ) «نواح للطلل البالي، مدّاح غير مغالي..»(47)، وابن صخبور «يكاد أن يلين أصلاب الصخور»، وابن شوال «لين المقال»، والحبسي «شاعر يضيف الورد إلى الغرر»، والدرمكي:«شاعر سلس الإلجام، فصيح مذللٌ صعبَ الكلام»، والعبسي «شاعر بلغ الغاية في الدراية..»، والجابريين راشد «لبيب لا تمله أخدانه، لهج بتلاوة سور القريض لسانه»، وأحمد «شاعر ذو لفظ جلي»، والخروصي «بلبل مغرد». عيار الشعر عند المفضلي قائم على الغرض واللغة والبلاغة والإيقاع، بما لا ينأى عن عيار الشعر وعموده في النقد العربي القديم(48). ونرى اهتزاز المفضلي لجيّد الشعر وإشادته بأصحابه بلغة مسجوعة معبرة، يقول ابن طباطبا:»فإذا ورد عليك، الشعر اللطيف المعنى، الحلو اللفظ، التام البيان، المعتدل الوزن، مازج الروح ولاءم الفهم، وكان أنفذ من نفث السحر..»(49)
– طبقة المتوسطين: يذكر المفضلي مآخذه عليهم مثل الغشري الذي «جدوله يجري وتارة لا يجري»، وابن سنان:»فقيه لهج بالقريض، برقه ببرض الانسجام خافت الوميض.» والمعولي يساوي القشر باللباب، والتبر بالتراب، وعنده سجع الحمام كتَنعاب الغراب.» تتجلى مآخذ المفضلي في ترجُّح شعر الغشري بين القوة والضعف، ومبالغة ابن سنان في الزخارف البلاغية(50)، وعدم تمييز المعولي بين الأشياء في شعره ولعله قصد تشبيهاته وصوره.
ولعل قائلا يقول: مادام المفضلي يقوّم شعراء عمان، فما موقعه هو؟ كيف شعره؟ وما منظوره هو إليه فضلا عن النقاد؟ نلمس في قول ابن رُزَيق إشارة إلى ذلك في قوله عند نهاية الحديث عن شعراء عمان:»قلت له: لم لا تدوّن شعرك ولا ترضى أن تخطّه الأقلام؟ قال: اعفني عن هذا وعليك السلام.»(51)
سؤال ابن رُزَيق عن شعر المفضلي، هذا ما يبدو في الظاهر، ولكن المُضمَر هو مطالبته إياه بتدوين شعره وابرازه للنقاد ومتذوقي الشعر. ومن وجه آخر: هل يستطيع المفضلي تقويم شعره بنفسه؟ هذا ما لم يبح به، وإنما تلطَّف في مطالبة ابن رُزَيق بإعفائه من إظهار شعره للعيان ساكتا عن السبب. ورغم شح المفضلي بشعره، فقد أدرج ابن رُزَيق بعضه في الصحيفة العدنانية قائلا: «ولم أرَ – لما توفي- من يحفظ منه القليل، إلا قليلا لا يبل الغليل، ولا يشفي العليل.»(52)
ب. أجناس النخل:
ما ذكر سلفا هو حظ الأدب (الشعر والنثر) في المجلس الأدبي، ومنه يحلق المتحاوران بعيدا عنه وقريبا منه في الآن نفسه، إذ تصور الأدب عندهما كما ذكر هو الأخذ من كل شيء بطرف. الانتقال من دنيا الشعر والشعراء إلى فضاء الزراعة والنخل أمر لا يدعو إلى الغرابة في مجلس أدبي يضم أديبين موسوعيين، إذ المفضلي من أهل نزوى المشهورة بنخلها، ومالك لعدة أراض «في سِداب، وقَنْتَب، والوادي الكبير، وحَيْل الغاف، غرس فيها نخلا وزرعا..»(53) لا حدود مرسومة للمجالسة إذن، الموضوعات تتشعب والحديث ذو شجون. يفتتح ابن رُزَيق مفاخرة النخل بقوله:«إن الناس بمفاخرة النخل في اكتراث، فما برحوا يشبهونها بالذكران والإناث، فما تقول في القش المستطاب؟..»(54)
يستعرض المتحاوران خمسة عشر نوعا من النخل(55) وهي: القش، المزناج، النغال، المَبْسلي الصرنا، البرشي، البرني، الخنيزي، الزبد، الفرض، الخلاص، النزاد، الهلالي، نغله، الخِصاب. وقد درج المؤلفون في التراث العربي على الاهتمام بثمار النخل خصوصا، مثل ابن سِيدَةَ والثعالبي والقرافي(56) وغيرهم. لكن المفضلي يختص بأسماء النخل مما جرى على لسان أهل عمان، ما يشكل ثروة هامة للمعجم العماني العربي، واللسانيات ودراسة لهجات الجزيرة العربية. وهذا صنيع الربعي في ‹الأمالي العمانية› بتخصيصه بابا لأسماء النخل في اللغة العربية(57). ومن طرافة هذه المحاورة تشبيهات المفضلي وقدرته العجيبة على تقريب المعنى، فضلا عن معرفته الجليّة بأجناس النخل المتسلسلة إليه من اشتغاله بزراعتها ورعايتها، يقول:»ما تقول في المزناج؟ ما أشبهها بالبغيّ المختضبة المغناج، لا يعدها ناكح اللذاذة من الأزواج. قلت له ما تقول في المبسلي؟ قال: هو معدن الفضة والذهب، صاحبه سليم من الوصب والنصب. ما تقول في الفرض؟ قال: نخلة يجلها كل من دبَّ على الأرض. ما تقول في النزاد؟ قال: من خرج ولم يصطحب رطبها أو تمرها فقد خرج بلا زاد.» (ص25)
هذه نُتَفٌ من المحاورة تُبرز المتداولَ من أسماء النخل في البيئة العمانية، كما تبرز «((كلمات القبيلة)) حسب تعبير مالارمي، تلك الكلمات التي هي بمثابة وجوه مألوفة.»(58) سيقول القارئ العماني: «يتحدث المفضلي عن كلمات من لهجته /لهجتنا القديمة (كلمات قبيلتنا).» تلك خطوة جريئة، أن تلج كلمات عامية كتاب علم وأدب (الصحيفة العدنانية)، ويعتني بتدوينها أحد كبار رجالات الأدب (ابن رُزَيق). في حين نرى الربعي ينقل ما انبث في المعاجم العربية المعروفة. هي مفارقة بين الاعتناء بالأدب الفصيح وإهمال الأدب الشعبي؛ لم يجد المتحاوران غضاضة في التخلص منها في مجلسهما؛ الشعر والشعراء إلى جوار أسماء النخل في لهجة عمان(59). ذلك كله صيانة للذاكرة العمانية، البعد عن الأدب قرب منه كما ذكرنا آنفا، يقول كيليطو:»لا نتحرر من لغتنا التي تربينا عليها في أسرتنا، والتي اعتدناها وألفناها. فهي حتى إن كانت في حالة كمون، فإنها تظل متربصة في المناسبات جميعها.»(60)
ت. أنواع الأشجار:
من النخل إلى أنواع الأشجار، يوغل المتحاوران في الحديث، حديث الزراعة الذي يختم به المجلس. يقول:«قلت له: وللناس في الأشجار كثرة افتخار، فما تقول في السفرجل؟ قال: يطفئ حرارة الصدر، ببرودة ماء الثغر.»(61)
يتحدث المفضلي عن أشجار (26 نوعا) معروفة مثل: السفرجل والتين والعنب والرمان والزيتون والموز.. وأخرى من خصوصيات المنطقة -ولو على صعيد الاسم- مثل: الأمبا، والجح، والبوبر، والبيذام، والفيفاي، الزام.. وغالبا ما يقرن ذلك بذكر المنافع الصحية للثمار أو التحذير من الإسراف فيها مثل قوله عن الموز: «شهي للجرشاء، ثقيل للأحشاء.» (ص 27) وقوله عن المشمش: «لذيذ جالب للحمى، أمره غير معمى.» (ص 27) وقوله عن النبق: «في البلغم، لم يذر ولم يبق.»
للمفضلي معرفة دقيقة بأصناف الأشجار فضلا عن معرفة طبية ظاهرة. وبذلك وفّر معجما لأسماء الاشجار والثمار الرائجة في نزوى وعمان.
ث. أصناف الأزهار:
يختتم المجلس بحديث الأزهار في قوله: «وإن الناس مختلفة في تفضيل الأزهار، وقليل من يسلم منهم لصاحبه زمام الفخار..»(62) وفي ذلك استحضار للجانب الجمالي في المجلس بذكر ستة أصناف هي: النيلوفر والياسمين والورد والأقاح وشقائق النعمان والجلنار. يقول عن الورد:«سيد الأزهار، غير مدافع بالفخار.» (ص29) وعن النيلوفر:«هو في لون البهار، شربه نافع عن السعال بلا إنكار.» وعن الجلنار:«زهره عجيب، ليس له طيب.»
ذكر المجلس بضع أزهار رغم كثرتها في بساتين نزوى بخلاف الربعي(63) الذي فصّل فيها. كما أن المتحاورين افتتحا المجلس واختتماه بالجماليات (الشعر والزهر)، مجلس يتضوّع منه عبق أبيات أبي تمام والمتنبي، وشذى الورد والياسمين..
أسلوب المجلس:
غالب كلام المجلس من إنشاء المفضلي، وليس لابن رُزَيق إلا الأسئلة، لكنه دوّن مجريات المجلس ولولاه لنُسِي. أسئلة قليلة وجيزة من ابن رُزَيق الذي يظهر ويختفي في المجلس. ويبدو أسلوب المفضلي متوافقا مع وصف التوحيدي بأن لسانه ذليق [الحاد البليغ]، ولفظه أنيق(64). فلغة المفضلي غاية في الفصاحة والمتانة من وجه، والسلاسة والبلاغة من وجه آخر. وفضلا عن الإيجاز وسرعة البديهة، يتقن توظيف الصور البلاغية مثل:
– السّجع: حيث يشبه المجلس المقامة، إذ أجوبة المفضلي كلها مسجوعة، دلالة على سعة علمه بالعربية مثل:«ما تقول في ابن صخبور؟ قال: عند الجمهور بإلجامه المشهور، يكاد أن يلين أصلاب الصخور.» (ص 20). وقوله:«صاحب غزل دفيق، ومدح رقيق، تصدح حمائم بديهته في غصنها الوريق.» (ص 19)… إلخ.
– التشبيه: في قوله: «ما تقول في المزناج؟ ما أشبهها بالبغيّ المختضبة المغناج.» (ص 25). وقوله:»بلبل مغرد.»
– الاستعارة: في قوله:»برقه ببرض الانسجام خافت الوميض.» وقوله:»تصدح حمائم بديهته في غصنها الوريق.»
– المجاز: في قوله:»غوّاص مقتنص للمرجان والفريد.» وقوله:»مع النجوم ببلاغته يجري.»
– الطباق: منه طباق الإيجاب: القشر واللباب. وطباق السلب: جدوله يجري تارة وتارة لا يجري.
– الجناس: منه جناس تام: هي شجرة الجِنان شفاء للجَنان» وجناس غير تام: ينشئ /ينشد. علي/جلي. اللباب /التراب/الغراب. التبر/التراب…. إلخ.
– التكرار: في قوله: «شأنه شأن عالي..» وقوله أيضا:»رطبها من الرطب الأدنى..»
ولا نبعد إن وسمنا كلام المفضلي بما جاء على لسان خالد بن صفوان القائل:»خير الكلام ما ظَرُفَت معانيه، وشرفت مبانيه، والتذت به آذان سامعيه.»(65)
المجلس وثقافة نزوى:
لن يندم ابن رُزَيق على قصده نزوى وملاقاة المفضلي، لأنه وثّق مجلسا أدبيا هاما ما كان له التحقق لولا مبادرته بإخراج أديب نزوى من عزلته ،وتسليته بعد نكبته. فقد قدم المجلس صورة عن المتداول في دنيا الأدب والحياة الثقافية في نزوى على عهد المفضلي، إذ فصّل في اهتماماته بما فيها الأدب والشعر والنقد، واطلاعه الواسع على مجال نزوى بنخله وأشجاره وأزهاره. إنها صورة أمينة لشخصية المفضلي التي تعكس صورة الحياة الثقافية في نزوى، ومنها:
– أن المجلس حقّق الفعل الأدبي الرصين بعيدا عن المركز، لأن الأدب بطبعه لا ينضبط لمثل هذه المقولات.
– تمكّن أدباء نزوى (المفضلي مثالا) من ناصية العربية، واحتفالهم المتميز ببلاغتها وأساليبها وفصاحتها، بل تحليقهم في سمائها تحليق الشادين المفلقين.
– اطلاع المفضلي على إبداعات شعراء العرب وعمان، دليل انفتاح بيئة نزوى على ما يروج في الحياة الثقافية العربية عموما.
– انعقاد هذا المجلس يعكس تحفّيَ أهل نزوى بهذه السنة المتبعة (المجالس) جريا على سَنن أسلافهم من الأدباء العرب.
– مجاراة المفضلي لابن رُزَيق في سؤالاته يعكس قدرته الأدبية واللغوية والبلاغية، التي لا تقل شأنا عن قدرة ابن رُزَيق وغيره. كما يعكس ما لأدباء نزوى من شأن في إغناء الحياة الثقافية العربية.
– أنه يبرز توثق العُرى الثقافية والحضارية بين نزوى ومسقط خاصة، وأقاليم عمان عامة، عبر تبادل الحوار والمجالسة بين أدباء عمان على تنوع أصولهم ومعارفهم.
وأخيرا، فمجلس أدبي موثق بهذه القيمة والأهمية، لهو أكبر دليل على ضرورة الاعتناء بالتدوين، فكم من مجالس ومنتديات وأمالٍ، وكم من أدباء وشعراء ونصوص غميسة طواها النسيان، بسبب إهمال تدوينها في نزوى وغيرها. وهنا تتجلى قيمة عمل ابن رُزَيق والمفضلي في عقد المجلس.
خلاصات:
ما يمكن الخلوص إليه بعد وقفتنا مع المجلس الأدبي المذكور:
– أنه تقدير للمفضلي رجل الأدب والشعر من قبل أديب بارز مثل ابن رُزَيق.
– لفت أنظار النزويين إلى قيمة المفضلي الذي يقصده أديب ومؤرخ من العاصمة لمجالسته ومحاورته ومساجلته، وتقييد العلم عنه.
– لا شك أن هذا المجلس هيأ أسباب الاشتهار للمفضلي بين رجالات عصره الأدباء والشعراء، وليس من الخفيّ أن يكون المفضلي أديبا رُحلة حين قصده ابن رُزَيق وساجله، ثم ترجم له وأدخله في طبقات أدباء عمان.
– لم يكن لهذه الحركة الأدبية والثقافية أن تتحقق لولا أمثال هذا المجلس الأدبي الحفيل، وهذا أدل دليل على الأهمية القصوى لمثل هذه المجالس الأدبية قديما وحديثا.
– لقد أحسن المفضلي الحديث وبرع فيه، وتأدب ابن رُزَيق في الإنصات إليه، والحرص على ذلك، ثم تخليده في صحيفته. إنه حديث الإنصات بين أديبين عمانيين معاصرين لبعضهما، أحدهما شاب والآخر شيخ، استطاعا سنّ تواصل أدبي متميز وبنّاء.
– أن المجلس امتداد لظاهرة المجالس والأندية الأدبية في التراث العربي، وسنّة متبعة ما زالت تتمتع بحضورها في الثقافة العمانية الحديثة.
المصادر والمراجع:
* ابن خلدون، عبد الرحمن (808هـ)، المقدمة، ج 3، حققها وقدم لها وعلق عليها: عبد السلام الشدادي، بيت الفنون والعلوم والآداب، الدار البيضاء: 2005. 5 ج.
* ابن رُزَيق، حميد بن محمد (1291هـ)، الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين، تحقيق: عبد المنعم عامر ومحمد مرسي عبد الله، وزارة التراث القومي والثقافة، ط 5، سلطنة عمان: 1422هـ/2001م.
* ابن رُزَيق، حميد بن محمد (1291هـ)، مجلس أدبي بين الشاعرين حميد بن محمد بن رُزَيق النّخلي وسليمان بن أحمد المفضلي النزوي، ضبط نصه: سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني، أشتات مؤتلفات من ذخائر التراث العماني 4، ذاكرة عمان، 2013م.
* ابن سِيدَة، علي بن إسماعيل (458هـ)، المخصّص، ج 11، دار الطباعة الأميرية، القاهرة، د.ت. 20 ج.
* ابن طباطبا، محمد بن أحمد (322هـ)، عيار الشعر، شرح وتحقيق: عباس عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت: 1426هـ/2005م.
* ابن عبد البر، أبو عمر يوسف (463هـ)، بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس، ج 1، تحقيق: محمد مرسي الخولي، دار الكتب العلمية، بيروت: 1402هـ/1982م. 3 ج.
* ابن عبد ربه، أحمد بن محمد (328هـ)، العقد الفريد، ج 1، تحقيق: مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت: 1404هـ/1983م. 9 ج.
* التوحيدي، أبو حيان (414هـ)، الإمتاع والمؤانسة، ج 1، صححه وضبطه: أحمد أمين، وأحمد الزين، دار مكتبة الحياة، بيروت، د.ت. 3 ج.
* الثعالبي، عبد الملك بن محمد (420هـ)، فقه اللغة وسر العربية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة: 1357هـ/1938م.
* ثعلب، أحمد بن يحيى (291هـ)، مجالس ثعلب، ج 1، شرح وتحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار المعارف بمصر: 1960م. 2 ج.
* الجبوري، يحيى وهيب، مجالس العلماء والأدباء والخلفاء مرآة للحضارة العربية الاسلامية، دار الغرب الإسلامي، بيروت: 1427هـ/2006م.
* درويش، أحمد، مدخل إلى دراسة الأدب في عمان، دار الأسرة للطباعة والنشر والتوزيع، مطابع دار المعارف، القاهرة: 1992م.
* الشايب، أحمد (1396هـ)، أصول النقد الأدبي، مكتبة النهضة المصرية، ط 10، القاهرة: 1994م.
* الشيباني، سلطان بن مبارك بن حمد، مفتاح الباحث إلى ذخائر التراث الفكري العماني، ذاكرة عمان، مكتبة مسقط، سلطنة عمان: 1435هـ/2014م.
* الربعي، عيسى بن إبراهيم (480هـ)، الأمالي العمانية، حققه: هادي حسن حمودي، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان: 1413هـ/1992م.
* روزنثال، فرانز، مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي، ترجمة: أنيس فريحة، مراجعة: وليد عرفات، نشر وتوزيع دار الثقافة، بيروت، د.ت.
* السوسي، محمد المختار (1383هـ)، خلال جزولة، ج 1، مطبعة المهدية، تطوان: 1959. 4 ج.
* جمال الدين، عبد الله محمد، الموسوعة الميسرة للتراث العُماني (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين)، عرض ودراسة، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان: 1415هـ/1995م.
* الشليح، مصطفى، ظاهرة الأندية الأدبية في المغرب: نموذج من سلا، ضمن ندوة «ظاهرة الأندية الأدبية في المغرب»، منشورات النادي الجراري، الرباط: 1998.
* ابن كثير، إسماعيل بن عمر (774هـ)، البداية والنهاية، ج 10، مكتبة المعارف، ط 2، بيروت: 1394هـ/1974م. 14 ج.
* كيليطو، عبد الفتاح، أتكلم جميع اللغات لكن بالعربية، ترجمة: عبد السلام بنعبد العالي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء: 2013م.
الهوامش
1 – توجد مخطوطة في المكتبة البريطانية بلندن برقم 6569 or.
2 – يتقلب التوحيدي بين الإجابة عن أسئلة ابن العارض في «الإمتاع والمؤانسة»، وسؤال مسكويه في «الهوامل والشوامل».
3 – صدر بعناية سلطان بن مبارك الشيباني عن مشروع ذاكرة عمان في 31 ص، سنة 1434هـ/2013م.
4 – فرانز روزنثال، مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي: 163.
5 – ترجمته في: حمد بن سيف البوسعيدي، قلائد الجمان في أسماء بعض شعراء عمان، مطبعة عمان، مسقط: 1993، وابن رزيق، الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين، تحقيق: عبد المنعم عامر ومحمد مرسي عبدالله، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1994، وسيف بن حمود البطاشي، الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد، مطبعة عمان، مسقط: 1997، ويحيى بن محمد البهلاني، الحياة العلمية في أزكي، مكتبة أبي مسلم، مسقط: 2000.
6 – الورقة الأولى من المخطوط في مجلس أدبي: 9.
7 – مجلس أدبي (التقديم): 3.
8 – نفسه: 24.
9 – نفسه: 5.
10 – نفسه: 4.
11 – نفسه: 4.
12 – الورقة الأولى من المخطوط في مجلس أدبي: 9.
13 – في لسان العرب (أرب):»أرِبَ بالشيءِ: دَرِبَ به وصارَ فيه ماهِراً بَصِيراً، فهو أَربٌ. قال أَبو عبيد: ومنه الأَرِيبُ.»
14 – ابن كثير، البداية والنهاية: 10/174.
15 – لسان العرب: جلس.
16 – مجالس ثعلب (تقديم المحقق): 1/23.
17 الشليح مصطفى، ظاهرة الأندية الأدبية في المغرب: 156.
18 – انظر مثلا: بهجة المجالس لابن عبد البر، ومجالس العلماء للزجاجي، والمحاضرات والمحاورات للسيوطي، مجالس ثعلب، والإمتاع والمؤانسة للتوحيدي، والهوامل والشوامل له أيضا.
19 – يحيى وهيب الجبوري، مجالس العلماء والأدباء والخلفاء: 38.
20 – أحمد درويش، مدخل إلى دراسة الأدب في عمان: 35.
21 – عبد الله محمد جمال الدين، الموسوعة الميسرة للتراث العماني (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين): 1/11.
22 – انظر: ابن رزيق، الفتح المبين (التقديم): م-ن، والشيباني سلطان، مفتاح الباحث إلى ذخائر التراث العماني: 138.
23 – بالتأمل في تاريخ النسخ ظهر أنه سنة 1248هـ، والله أعلم. انظر خاتمة المخطوط في مجلس أدبي: 11.
24 – الورقة الأولى من المخطوط في مجلس أدبي: 9. و»الثَّغامةُ نَبات ذو ساقٍ جُمَّاحَته مثل هامة الشَّيْخ.. الثِّغامة شجرة تبيضُّ كأَنها الثلج.» لسان العرب (ثغم).
25 – الورقة الأولى من المخطوط في مجلس أدبي: 9.
26 – ابن خلدون، المقدمة: 3/248.
27 – مجلس أدبي (التقديم): 6.
28 – هنا يتبين أن المجلس دام ليالي متعددة، فهل دوّن ابن رزيق مجرياته كلها، أم اكتفى بالتمثيل لبعضها؟ وهل دوّنها في وقتها أو بعده ثم أدرجها في الصحيفة العدنانية؟
29 – السوسي محمد المختار، خلال جزولة: 1/15.
30 – مجلس أدبي (التقديم): 7.
31 – هنا يتضح أن غرض ابن رزيق ليس مناظرة المفضلي، بل حضه على الحديث والاغتراف من معين علمه.
32 – مجلس أدبي: 13. وقد وهم المحقق في هذه اللفظة ولعل الصحيح ما أثبت، والسحيراء اسم مكان في الجزيرة العربية، ولعله قصد أن المجلس فيه جماعة من السحيراء.
33 – مجلس أدبي: 13.
34 – أحمد الشايب، أصول النقد الأدبي: 156.
35 – مجلس أدبي: 15.
36 – نفسه: 17.
37 – نفسه: 14.
38 – نفسه: 14.
39 – نفسه: 14.
40 – نفسه: 15.
41 – نفسه: 15.
42 – نفسه: 16.
43 – نفسه: 16.
44 – نفسه: 16.
45 – قال العتابي: «مَن قرَضَ شعراً أو وضع كتابا فقد استَهدَفَ للخصوم واستشرَف للألسن، إلا عند من نَظَرَ فيه بعين العدل، وحَكَمَ بغير الهوى، وقليلٌ ما هم.» ابن عبد ربه، العقد الفريد: 1/5.
46 – مجلس أدبي: 20.
47 – نفسه: 19. انظر ديوان الستالي بتحقيق عز الدين التنوخي، وزارة التراث والثقافة، ط 2، مسقط: 1426هـ/2005.
48 – انظر: جابر عصفور، مفهوم الشعر، دراسة في التراث النقدي، الهيئة العامة المصرية للكتاب، ط 5، القاهرة: 1995.
49 – ابن طباطبا، عيار الشعر: 22.
50 – يقول أحمد درويش: «ويتفاوت نسيجه الفني بين شعر يحرص على التجنيس والزخرفة فيثقل البناء دون المحتوى كما هو الشأن مع قصيدة خلف بن سنان في تعديد انتصارات سلطان بن سيف..» مدخل إلى دراسة الأدب في عمان: 144-145.
51 – مجلس أدبي: 24.
52 – نفسه (التقديم): 7. وانظر بيتين للمفضلي في الفتح المبين: 365.
53 – مجلس أدبي (التقديم): 5.
54 – مجلس أدبي: 24-25.
55 – تنظر هذه الأصناف في: جاسم محمد المديرس، أطلس أصناف التمور في الخليج: 76-98، ط 1، الكويت: 2009.
56 – ابن سِيدَة، المخصّص: 11/102، فقه اللغة: 312، القرافي، توالي المنح في أسماء ثمار النخل ورتبة البلح، تحقيق: محمد مطيع الحافظ، مجلة آفاق الثقافة والتراث، ع 6 (1994)، ص. 78-83.
57 – نقرأ مثلا: «الباسقات والبواسق هي النخل. والسحوق: أطول ما يكون من النخل. والوَدِيُّ: صغار النخل الملتف. والسعَف عيدان النخل الملتف إذا علاها الورق..» الأمالي العمانية: 153.
58 – كيليطو عبد الفتاح، أتكلّم جميع اللغات لكن بالعربية: 40.
59 – رغم إثبات أسماء النخل بالعامية، كانت ردود المفضلي بالعربية.
60 – أتكلم جميع اللغات لكن بالعربية: 29.
61 – مجلس أدبي: 26.
62 – نفسه: 29.
63 – الأمالي العمانية (باب في أسماء الرياحين): 157.
64 – الإمتاع والمؤانسة: 19.
65 – بهجة المجالس: 1/72.