سنقوم في هذه الدراسة بتقديم ديوان قمنا بتحقيقه للشَّيخ الأكبر محيي الدين بن عربي والذي يحمل عنوان قراضة العسجد في معرفة الحجر المفرد، وسنعالج من خلال هذه الدراسة موضوعين أساسيَّين: أوَّلهما التَّحقق من نسبة ديوان قراضة العسجد لمحيي الدين بن عربي، وذلك نظرا لافتقادنا المعلومات التي من شأنها إثبات نسبة الديوان إلى صاحبه، وثانيهما؛ البحث في معرض ذلك عن ملامح موضوع الكيمياء الرُّوحيَّة التي أثارها ابن عربي في كتابه الفتوحات المكيَّة في فصل بعنوان : كيمياء السَّعادة. والهدف من هذا البحث هو إيجاد نقاط تقاطع بين ديوان قراضة العسجد ومؤلَّفات ابن عربي النَّثرية خصوصا.
1 – تنقسم الأعمال الشِّعريَّة التي ألَّفها ابن عربي في الكيمياء – بحسب ما توصَّلنا إليه حتَّى الآن- إلى قسمين: قسمٌ يمثِّله ديوان شعريٌّ كامل، وقسمٌ آخر تمثِّله قصيدة واحدة مستقلَّة عن الديوان. وسنقوم بدراسة بعض مواصفات الكيمياء لديه انطلاقا من هذين القسمين، مع توفير الشَّواهد اعتماداً على مؤلَّفاته النَّثرية التي أتى فيها على موضوع الكيمياء لاسيما بمؤلَّفه الشَّهير الفتوحات المكيَّة.
ويندرج اهتمامنا بهذا الدِّيوان ضمن رؤية – نأمل أن تكون كاملة – نعمل من خلالها على تأسيس غرضٍ شعريٍّ جديد لم ينتبه إليه -للأسف- نقَّادنا القدامى والمحدثون. ولقد لفتنا قرَّاءنا في مقال نُشر بمجلَّة نزوى مطلع 2018 إلى هذه المسألة، وناقشنا موضوع المنظومات الشعرية في الكيمياء(1) من خلال قصائد الشاعر الأندلسي ابن أرفع رأس المجموعة في ديوانه شذور الذَّهب(2)، وقلنا إن أغلب القصائد المنظومة في الكيمياء لا تمتُّ بصلة لموضوع النَّظم التَّعليمي لأنَّها قصائد تستخدم اللُّغة التَّرميزيَّة والتَّشفيريَّة، بينما واجب النَّظم التَّعليمي هو التَّوضيح والإفهام لا التَّلبيس والإبهام. وسمَّينا غرض شعر الكيمياء بغرض السَّلامات، والصناعيَّات أيضًا. وكان ينبغي بنا أن نطلق عليه مصطلح الصَّنعويَّات نسبةً إلى الصَّنعة وليس إلى الصِّناعة.
عرف العرب أوَّل منظومة علميَّة في مجال الكيمياء عن طريق الشَّاعر الأموي خالد بن يزيد (ت 90هـ/709م) الذي نظم ديوان فردوس الحكمة ويسمَّى بديوان النُّجوم أيضا في أكثر من 2500 بيت شعري. وتبعه الشاعر الطُّغرائي (ت 513 هـ/1120 م) وزير الموصل وصاحب لامية العجم في ديوان بعنوان المقاطيع في الحكمة، ثم ابن أرفع رأس (ت 593هـ/1197 م) الذي قمنا بإصدار دراسة عنه بمجلة نزوى في عددها الثالث والتّسعين تبعه إصدار لديوانه محقَّقا عن دار الكتب العلمية نهاية أوت 2018 بعنوان شذور الذَّهب.
أمَّا الشَّيخ محيي الدِّين بن عربي (ت638 هـ/1240 م)، فقد نظم ديوانا في الكيمياء بعنوان “قراضة العسجد”، وهو رابع شاعرٍ -من حيث التَّرتيب الزَّمني التَّاريخي- ينظم في هذا المجال ديوانا متكوِّنًا من 67 قصيدة، مرتَّباً على حروف المعجم، ومحتوياً على 572 بيتا، أغلب عروضه على بحر السَّريع. بينما تحتوي القصيدة الهمزية وهي التي تمثِّل القسم الثَّاني من مجموع ما حقَّقناه على 42 بيتا منظوماً على وزن الكامل، ليكون مجموع أبيات ابن عربي في هذين المتْنَين 614 بيتا شعريا.
ولقد وضعت يدي على هذا المخطوط “قراضة العسجد” بالصُّدفة عندما كنت بتونس العاصمة لغرض إلقاء محاضرات بقسم اللغة العربيَّة وآدابها بجامعة التَّاسع أفريل(3). ولقد حالفني الحظُّ أن تكون دار الكتب الوطنية على مرمى حجرٍ من موقع الجامعة، فكان تردُّدي عليها من قبيل تعميق اطِّلاعي على مخطوطات أدب الكيمياء، وعلى مخطوط ديوان شذور الذَّهب لصاحبه ابن أرفع رأس الجيَّاني الذي كنت بصدد تحقيقه حينها. ولقد فوجئت بقراضة العسجد مضمَّناً في الجزء الأخير منه، فكلا الدِّيوانين مجموعان في مخطوط واحد. ويوجد هذا المخطوط مصنَّفاً تحت الرقم التّسلسلي 96604 ضمن علم الكيمياء. واقتنيت هذا الديوان نسخاً إلكترونيا بتاريخ فيفري 2018.
ولقد وردت في العنوان مفردة قراضة، وهي من القَرْض، والقرضُّ في اللسان القَطْعُ. وقَرَضه يَقْرِضُه، بالكسر، قَرْضاً وقرَّضَه: قطَعه. وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ. والقُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، ومنه قُراضةُ الذَّهب. ولعلَّ اختيار مفردة القراضة لا يحيل فقط إلى معنى القطع الصغيرة وإنَّما أيضاً إلى الشِّعر، فالقَرِيضُ في اللِّسان كالقَصِيدِ، فيقال: قَرَضْتُ الشعْرَ أَقْرِضُه إِذا قلته. أمَّا التّقْرِيضُ فهو صِناعتُه. فكأنَّما اجتمع في الجذر اللغوي ما مفاده الشُّذور والنَّظم والصِّناعة؛ وهي مفرداتٌ لا تخدم معنى صناعة الذَّهب بقدر ما تخدم معنى صناعة الشِّعر أيضاً. أمَّا بخصوص مفردة العسجد فهي في بعض اللغات اسم للياقوت مثلها مثل مفردة الجوهر وهو كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به، ومثل مفردة الكبريت. وفي اللِّسان أنَّ العسجد الذهب؛ وقيل: هو اسم جامع للجوهر كله من الدرّ والياقوت. ولقد اشتهر علماء الكيمياء بهذه المصطلحات التي تفيد معنى الذَّهب مثل مصطلح الإبريز، التِّبر، العسجد، العقيان، والنُّضار. أمَّا اجتماع مصطلحي القراضة بالعسجد بعنوان الدِّيوان اجتماعَ الخبر بمضافه، فإنَّما هو تقليد لدى شعراء الكيمياء، فصلاح الدِّين الكوراني (ت1639-حلب) سمَّى ديوانه بسلاسل النُّضار، مثلما سمَّى بالطَّريقة نفسها ابن أرفع رأس ديوانه بشذور الذَّهب (ت 1197 – فاس) أي قطع الذَّهب الصغيرة. وهذا الأخير هو الذي أحال عليه صاحب قراضة العسجد في ديوانه مسمِّيًا إيَّاه بـ”ـشخينا”، و”الصَّادِق الـمُزَكَّى”، و”الشَّيْخُ فِـي الشُّذُورِ”. وتشير مفردة الحجر التي وردت في العنوان إلى دلالتين: فإما أن تفيد مفهوم الشيء المفرد الذي به تنشأ صناعة الذهب، أو أن تفيد علم الكيمياء الذي يسمَّى أيضا بعلم الحجر.
2 – التَّحقق من أعمال ابن عربي الشعريَّة في الكيمياء :
لا نجد في كتب التّراث القديمة أيَّةَ إشارة إلى ديوان قراضة العسجد إلا في كتاب إيضاح المكنون في الذَّيل على كشف الظُّنون(4) لاسماعيل باشا الباباني (ت 1339 هـ/1920 م)، الذي يصفه بكونه ديوان شعر. وهو المؤلَّف الوحيد الذي نعثر فيه على هذه المعلومة. وقد صنَّفه عثمان يحيى ضمن كتابه معتمدا هو الآخر على كشف الظُّنون مصدرا وحيدا تحت رقم 582أ5. ومن الغريب أن يغيب ديوان قراضة العسجد عن الجلدكي، أحد أهم مفسِّري شعر الكيمياء، مثلما من الغريب أيضا ألاَّ يعود أحدٌ من دارسي ابن عربي ومفسِّريه إليه. أمَّا الرسالة التي ألَّفها عبد الرَّحمن السُّويدي(6)(1134-1200 هـ/1722-1786 م) شارحا علم الكيمياء عند ابن عربي ومعتمداً على القصيدة الهمزيَّة التي نظمها بن عربي بمعزل عن قراضة العسجد، فإنَّها ورغم استشهاد عبد الرَّحمن السُّويدي فيها بكثير من أبيات شعريَّة أُلِّفت من قبل شعراء في الكيمياء كابن أرفع رأس، إلا أنَّه لم يُورد بيتًا واحدًا فيها من ديوان قراضة العسجد. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على تلامذة ابن عربي نفسه(7)، فابن سودكين مثلا (وهو -كما جاء في هديَّة العارفين- إسماعيل بن عبد الله النُّوري التُّونسي (أو التَّنيسي) الصُّوفي الحنفي شمس الدين أبو طاهر، توفي في حدود سنة 646 هـ (الموافقة لـ 1248 م) لا يورد – في كتابه تحفة التَّدبير لأهل التَّبصير في الكيمياء- بيتا لا من قراضة العسجد ولا من القصيدة الهمزيَّة على الأقل، وذلك بالرَّغم من كونه قد استشهد بشعراء آخرين نظموا في الكيمياء كالشَّاعر ذو النون المصري، وكابن أميل، وكابن أرفع رأس أيضاً، متَّخذاً في الوقت نفسه من أبيات القصيدة البرباوية لخالد بن يزيد أمثلةً لإثراء نقاشه في موضوع الكيمياء.
ولقد أبدى ريتشارد تود(8) وهو من المختصِّين الجامعيِّين في فكر ابن عربي باللقاء الذي جمعنا بغوتا بألمانيا نهاية 2018 تعجُّبَه الشَّديد من وجود هذا الدِّيوان، كما أشار عبد الإله بن عرفة وهو محقِّق الدِّيوان الكبير لابن عربي الذي نشره بدار الآداب ببيروت نهاية عام 2018 في مراسلات بيننا إلى عدم عثوره على نَفَسِ ابن عربي الشِّعري فيه.
لذلك، فإنَّ التّحقق من هذا الدِّيوان يحتاج إلى جهد كبير لاسيما من خلال التّنقيب عن آثاره بين ثنايا المخطوطات غير المحقَّقة. ولذلك، فإنَّنا سنعتمد في إثبات الدِّيوان له أو نفيه عنه -وذلك في عدم توفُّر عنصر المخطوطات- على وجوه التّقارب والاختلاف بين شعره ونثره لاسيما في معرض الحديث عن الكيمياء لديه في هذا المقال. وسنفترض مبدئيًّا أن الديوان لابن عربي، وهو افتراض لا يقين فيه حتَّى يثبت لنا -مع مرور الوقت- ذلك.
2-1: الكيمياء بين المنازلة والكسب:
خلافا للعمل المخبري الذي اشتهر به شعراء الكيمياء، فإنَّ ابن عربي يضع نفسه وهو يتطرَّق إلى الكيمياء في كتابه الفتوحات بمنأى عن هذه العوالم التَّجريبيَّة. وسوف يقرُّ بذلك عندما يقول: “أعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق الكسب”(9). وهو يقصد بطريق الكسب التّجربة والمعاينة والتّحليل. إنَّ مفردة المنازلة مشتقَّة ومفردتي النُّزول والتّنزيل من الجذرِ اللُّغوي نفسه، والمقصود بالنُّزول والتَّنزيل نزول الوحي من السَّماء على الأنبياء، أما المنازلة فهي من فعل نازل ينازل. ويفترض في ما تنطوي عليه هذه البنية الصَّرفية من معنى أن تكون دلالة المنازلة هو المشاركة في فعل النُّزول، فيكون ابن عربي يطلب من جهته نزول ما يشبه الوحي أو الإلهام من السَّماء. وفي الواقع، فإنَّ ابن عربي لم يغب عنه بسط المفردة بالشرح، بل وضع لها ما يقارب المعنى اللُّغوي الذي تأوَّلناه قبل حين، وذلك في الباب الرَّابع والثَّمانين وثلاثمائة في معرفة المنازلات الخطابية في الفصل الخامس(10).
والواقع أنَّ المنازلة لدى ابن عربي تقابل مصطلحات عدَّة من بينها: المقام والحال والموقف الذِّي يشبه المصطلح الذي استخدمه النِّفرِّي(11). فالكيمياء إذا ليست كسبا أو تجربَةً، إنَّما هي حالات يقفها المتصَّوف ويقومها. فما هي مواصفات هذه الكيمياء لديه وكيف يفسِّرها؟ إنَّ أشهر نصٍّ يمكن الرجوع إليه في هذا الموضوع هو النَّص الذي تضمَّنه الباب السَّابع والسِّتون ومائة في معرفة كيمياء السَّعادة، وهو يندرج ضمن الجزء التّاسع ومائة من كتاب الفتوحات المكيَّة(12).
يعرِّف ابن عربي الكيمياء على أنَّها العلم الذي يختصُّ بالمقادير والأوزان، ويقسِّمها إلى علم طبيعي، وروحاني، وإلهي. ويقول في الفصل نفسه إنَّ العلم بها هو العلم بالإكسير، ويقسِّمه إلى قسمين: إمَّا إنشاء ذات ابتداء كالذهب المعدني وإمَّا إزالة علَّةٍ أو مرض كالذهب الصناعي. فأمَّا الذَّهب المعدني فلا يعدُّ الأصل الذي ترجع إليه المعادن كلُّها فحسب، وإنَّما أيضا هو الأصل الذي – بفضل الإكسير- يكون بمقدوره بلوغ درجة الكمال والتي تسمَّى بالذهبيَّة، فهو إنشاء ذو ابتداءٍ، أمَّا إذا كان به مرضٌ أو عِلَّةٌ فدور العلم بالإكسير هو إزالته وعلاجه.
3-2 : الكيمياء بين الإنشاء وإزالة العلل
سنكتفي في هذا المقال بمناقشة عنصر فكريٍّ واحد يعتبر نقطة التقاء بين قراضة العسجد وأعمال ابن عربي النثرية، ويتلخَّصُ هذا العنصر في موضوع الإنشاء وإزالة العلل.
ويتفرَّد ابن عربي عن باقي الكيميائيِّين بهذه النظرية لاسيما نظرية إزالة العلل عن المعدن، بل ويعترف شخصيّا أنَّ هذا الموضوع لم يدنُ إليه أحد، فيقول: “وما رأيت عليها أحدا يعرف ذلك ولا نبَّه عليه ولا أشار، ولا تجده إلا في هذا الباب (وهو يقصد كيمياء السَّعادة) أو في كلامنا”، ويقصد مؤلَّفاته التي فيها تناول هذا الموضوع. ولا نستبعد ههنا أن يكون قراضة العسجد من تأليفه لما له من تقاطعات كبيرة مع نظرية إزالة العلل.
ولشرح النظريتين، يضرب ابن عربي مثالا في المسيح عليه السَّلام، إذ يربطهما بما بدر عنه من المعجزات(13)، فـ”الإنشاء، هو خلقه الطَّير من الطِّين والنَّفخ، فَظَهَرَ(تْ) عنه الصُّورة (الطينيَّة) باليدين و(ظهر) الطَّيران بالنَّفخ الذي هو النَّفس (…). بينما إزالة العلل الطارئة هي في عيسى إبراءُ الأكمه والأبرص، وهي العلل التي طرأت عليهما في الرَّحم (…)” كما يقول.
يكاد يكون شعره على هذا المنوال في ديوان قراضة العسجد، إذ يقول في [ق60 -2،3،4] :
وَصَنْعَةٌ دُونَ نَيْلِ حَاصِلِهَا
حَلُّ رُمُوزٍ يَعَافُهَا الأَبْلَهْ
مُرَكَّبٌ فِـي اقْتِضَا طَبِيعَتِهِ
إبْرَاءُ دَاءِ الأشَلِّ والأكْمَهْ
مِنْ حَجَرَيْ مَعْدَنٍ عَلَى جَبَلٍ
مِنْ دُونِهِ الصَّحْصَحَانِ(14) وَالـمَهْمَهْ
يصف ابن عربي في الدِّيوان نفسه من يزيل العلل والأمراض بالمداوي أو الطَّبيب، ويطلق عليه مصطلح الإكسير. والإكسير لدى الكيميائيِّين هو ماء الحياة، الذي إذا ألقي على الشَّيء الميِّت أعاده إلى الحياة، وهو نفسه من إذا حلَّ بالمعادن حوَّلها وبدَّلها. فإذا حلَّ في الرَّصاص (ويرمز إليه الكيميائيُّون بكيوان) حوَّله إلى ذهبٍ (ذُكاء أي الشمس(15))، وفي المرِّيخ (رمز الحديد) وفي المشتري (رمز القزدير) إلى فضَّةٍ بيضاء(16). يقول:
31
هَذَا هُوَ الإكْسِيرُ قَدْ دَبَّرتُهُ
ليَرُدَّ كَيْوَاناً لِشَكلِ ذُكَاءِ
32
وَيَرُدَّ مِرِّيخًا إذَا أجْرَيْتَهُ
والمُشْتَرِي للفِضَّة البيْضَاءِ
إن الإكسير – يقول ابن عربي – هو المادَّة التي إذا ألقيت على المعادن حوَّلتها إلى ذهب أو فضَّة. فمن الأجساد من يردُّه الإكسير إلى حكمه، كأن يؤخذ وزن درهم (أي وزن 8 غرامات تقريبا) من ماء الإكسير فيلقيه على ألف وزن (وهو وزن كيلوغرام) من أي جسد شئت من الأجساد، فإن كان قزديرا أو حديدا أعطاه صورة الفضة وإن كان نحاسا أو رصاصا أسود أو فضة أعطاه صورة الذَّهب، فهذه صنعة إزالة المرض لأنَّ الإكسير ههنا كالدَّواء يعيد المعدن إلى حالته الأصلية الأولى، إذ ينزع عن جوهرِهِ الأمراض حتى يكسوه بصورة الذهب. أمَّا إذا كان الجسد زيبقا، فإنَّه يعطيه قوته و[يجعله] يحكم عنه في الأجساد حكمه، فإذا ألقي من الإكسير وزن درهم على رطل من الزيبق فإنَّه سيردُّه إكسيرا كلَّه، فلا يُلْقَى منه وزنٌ على وزنِ ألفِ وزنٍ من بقية الأجساد إلا وتحوَّلَ إلى إكسير فهذه صورة الإنشاء. يقول ابن عربي وهو يرمز إلى الزَّيبق باسم عطارد في القصيدة الهمزية :
33
وَلْيُلْقَ مِنْهُ عَلَى رُطَيْلِ عُطَارِدٍ
مِثْقَالَ دِرْهَامٍ بِغَيْرِ وَفَاءِ
34
فَيَعُودَ إكْسِيراً عُطَارِدُ كُلُّهُ
نَبَأً أتَى مِنْ جُمْلَةِ الأنْبَاءِ
والواقع أنَّ مداواة المعادن بالإكسير لم تكن إلا لأنَّ “… الأصل قد تطرأ عليه في طريقه عللٌ وأمراض من اختلاف الأزمنة وطبائع الأمكنة مثل حرارة الصَّيف وبرد الشِّتاء ويبوسة الخريف ورطوبة الرَّبيع ومن البقعة كحرارة المعدن وبرده”. والاكسير كما وصفه بن عربي هو الطبيب الذي يزيل عن الأصل ما كان عليه من الصور كصورة الحديد مثلا، فإذا ردَّه إلى الطريق أخذ يحفظ عليه تقويم الصحة وإقامته فيها حتَّى يتعافى من مرضه. فإذا صار إلى النقاهة لُطِّف غذاؤه وحُفظَ من الأهوية وسُلك به على الصراط القويم إلى أن يكسو جوهره صورة الذهب، فإذا حصل له ذلك خرج عن حكم الطبيب وعن علته فإنه بعد ذلك الكمال لا ينزل إلى درجة النُّقصان. ونجد في الهمزية ما يدلُّ على هذه المداواة بإزالة الأمراض والعلل حيث يدعو الشاعر إلى تنقية المعدن من الأمراض أوَّلا، ثمَّ بعد ذلك إلى تلطيف الغذاء وتنشيف الهواء وتنقيته من الرُّطوبة، وذلك بقوله شارحا المرحلة الأولى:
7
واغْسِلْهُ بالمَاءِ المُضاعَفِ حَرُّهُ
حتَّى تُنَظِّفَهُ مِنَ الأقْذَاءِ
8
فَإذَا أرَاكَ بَيَاضَهُ مُتَبَرِّئًا
مِنْ عِلَّةٍ تَدعُو إلى الأدْواءِ
9
فَاسْحَقْهُ في صَلْدِ الحِجَارَةِ نَاعِمًا
حَتَّى يَصِيرَ إلَيْكَ لَيِّنَ الأجْزَاءِ
ثمَّ يبيِّن لاحقا المرحلة الثَّانية بقوله:
18
فَيُزالُ عَنْهُ بحِكْمَةٍ ولَطَافَةٍ
وَيُصَانُ مِنْ تَنْشِيفِ كُلِّ هَوَاءِ
19
وَيُعَادُ ذَاكَ الجِسْمُ مَغْمُوراً بـمَا
أسْقَيْتَهُ فِي أوَّلِ الأشْيَاءِ
30
فإذَا ارْتَوَى مِنْ كلِّ مَا أَعْطَاكَهُ،
قَالَ الحَكِيمُ بِمَجْلِسِ الحُكَمَاءِ:
31
هَذَا هُوَ الإكْسِيرُ قَدْ دَبَّرتُهُ
ليَرُدَّ كَيْوَاناً لِشَكلِ ذُكَاءِ
ويسمِّي ابن عربي عمليَّة إزالة العلل بــ”التَّدبير، وهو من بين المصطلحات التي تفيد علم الكيمياء، مثل علم الصنعة، وعلم الحجر وعلم الميزان وصنعة الكيمياء وصنعة الإكسير والصنعة الالهية والحجر المكتوم، ويقول ابن عربي عن التَّدبير: “فإذا جاء العارف بالتَّدبير نظر في الأمر الأهون عليه، فإن كان الأهون عليه إزالة العلة من الجسد حتى يردَّه إلى المجرى الطبيعي المعتدل الذي انحرف عنه فهو أولى. يُسمِّي ابن عربي التَّدبير في ديوانه قراضة العسجد بالمسخ والنَّسخ، والحَلِّ والعقد، ونزع الغِشِّ من الفلزّ، وهي كلُّها تفيد عمليَّة إزالة العلل:
يقول في [ق 13-10]:
تُقَلِّبُهُ يَدُ تَـدْبِـيـرِهَا
فَمِنْ مَاسِخٍ بَعْدَهُ نَاسِخُ
ويقول في [ق 15-1،8]:
هَيَا سَائِلِي عَنْ جَوْهَرِ الـحَجَرِ الفَرْدِ
وَمَا فِيهِ بِالتَّدْبِيرِ فِـي الـحَلِّ وَالعَقْدِ
تَوَارَتْ خَفَاءً ذَاتُهُ فِـي صِفَاتِهِ
وَتَـمَّ بِهِ التَّدْبِيرُ فِـي الزَّوْجِ وَالفَرْدِ
ويقول في [ق 45-9،10]:
وَإذَا مَا تُدُبِّرَتْ
بِتَدَابِيرَ مِنْ حَذَقْ
نَزَعَتْ مِنْ فِلِزِّنَا
غِشَّ مَا ذَابَ وَانْطَرَقْ
الزيبق والكبريت:
ويضيف ابن عربي أنَّ العلل بالجملة كثيرة، فإذا غلبت على الأصل من المعدن علَّةٌ من هذه العلل في أزمان رحلته ونقلته من طور إلى طور وخروجه من حكم دور إلى حكم دور واستحكم فيه سلطان ذلك الموطن ظهرت فيه صورة (علَّة) نقلت جوهرته إلى حقيقتها فسُمِّي كبريتا أو زيبقا. والزَّيبق والكبريت لدى بن عربي هما الأبوان اللَّذان بالتحامهما وتناكحهما يخرج بينهما جوهر شريف كامل النشأة يسمى ذهبا. ثمَّ يقول إنَّ ذلك الأصل في الإلهيات نفس وفي الطبيعة بخار. ويتطابق هذا الشَّرح بما قاله ابن عربي في قصيدته رقم 54 [ق 54-10،11]::
إنَّ فِـي الـمَعْدَنِ الشَّرِيفِ الذِّي فِـي
الـجَبَلِ الشَّاهِقِ الذَّي قَدْ تَعَلَّى
زَيْبَقٌ عَاشِقٌ لِكِبْرِيتِهِ، فِـي
ضِمْنِهَا بَدْرٌ حُسْنُهُ يَتَجَلَّى
وبما قاله أيضاً في القصيدة رقم [ق 61-1،2،3]: :
كَثُرَتْ فِـي فَكِّ الرُّمُوزِ الدَّعَاوِي
مِنْ غُفُولٍ عَنِ الـحَقِيقَةِ لَاوِي
كَيْفَ يَبْغُونَ فَكَّهَا بِعُقُولٍ
لِـمَوَازِينَ وَضْعُها لا تُسَاوِي
زَيْبَقـ{ــاً} تَعْشَقُ الكَبَارِيتُ مِنْهُ
جَسَدًا لِلْكَمَالِ فِـي الطَّبْعِ حَاوِي
وهذا التَّعاشق والتَّوالد والتَّناكح الذي بين الزَّيبق والكبريت لأجل معدن شريف ورد شرحه في الجزء الثالث من الفتوحات المكيَّة(17).
لكن تشابه الأفكار بين النَّصّ الشعري والنَّثري ليس مدعاةً للقول إنَّ مؤلِّفهما واحد. فقد يكون ديوان القراضة لأحد من تلامذة ابن عربي، أو من الذِّين يدافعون عن رأيه، كما يمكن أن يكون مؤلِّف القراضة قد استلهم من المصدر نفسه الذي استلهم منه ابن عربي. فلا دليل انطلاقا من هذه المقارنة يمكن أن يكون دامغا في إثبات نسبة الديوان إليه. لاسيما وأنَّ مسألة تلازم الزَّيبق بالكبريت نجدها عند شعراء قبله من قبيل بن أرفع رأس الذي يقول(18):
فَهَذَا هُو الاكْسِيرُ والزَّيبَقُ الذِّي
عَقَدْنَاهُ (بعْدَ) الحَلِّ فِي النَّارِ بالتِّفْلِ
وهَذَا هُوَ الكِبْرِيتُ لا الـمُـحْرَقُ الذِّي
غَدَا مِنْهُ بَعْضُ النَّاسِ فِي أَشْغَلِ الشُّغْلِ
ومن قبيل الطُّغرائي(19) الذي قال قبله:
وَالنَّاسُ بِالزِّئْبَقِ الغَرُورِ وَبِالــ
ــكِبْرِيتِ وَالأَوْسَاخِ فِي شُغْلِ
3 – الكيمياء الرُّوحيَّة:
تعتبر القصيدة الهمزيَّة أكثر القصائد انتسابا إلى عالم ابن عربي الشعري. فهي خلاف قصائد قراضة العسجد، تحتوي على كثير من الأساليب المشابهة لما هو موجود في قصائد ابن عربي الواردة في خطبة كتاب الفتوحات المكيَّة مثلا. فنجد صدر مطلع الهمزيَّة الكيميائيَّة :
يَا طَالِبَ الأسْرَارِ في الأسْمَاء
إنَّ الذِّي تَبْغِيهِ عِنْدَ المَاءِ
مكرَّرا في عجز أحد أبيات القصائد من الفتوحات كما هو الحال في نهاية البيت الثَّاني:
وَمَتَى وَقَعْتُ عَلَى مُفَتِّشِ حِكْمَةٍ
مَسْتُورَةٍ فِي الغَضَّةِ الحَوْرَاءِ
مُتُحَيِّرٍ مُتَشَوِّفٍ قُلْنَا لَهُ
يَا طَالِبَ الأسْرَارِ في الإسْرَاءِ
أَسْرِعْ فَقَدْ ظَفِرَتْ يَدَاكَ بِجَامِعٍ
لِحَقَائِقِ الأمْوَاتِ والأحْيَاءِ(20)
كما حلَّ البيت الأخير من الهمزية محلَّ البيت الثَّالث ما قبل الأخير من الهمزيَّة الواردة في الفتوحات، حيث لم يعوِّض ابن عربي مفردة الشُّعراء التي تقع آخر البيت إلا بمفردة الفُصَحاء.
هذا قَريضِي منبِئٌ بعجائِبٍ
ضاقت مسالْكُهَا على الفُصَحَاءِ(21)
في كتاب شرح الهمزيَّة المصنَّف بالمكتبة البريطانية ضمن المخطوط رقم (Add. MS 23418, ff. 35r-48v.)، والذي يقع في 15 ورقة، يقسِّم عبد الرحمن السّويدي (1134-1200 ه/1722-1786 م) وهو مؤرِّخٌ، من بيت قديم في العراق22 تفسيرَه للقصيدة إلى قسمين: ظاهر وباطن، فيشرح ظاهر النَّص بـما بدا عليه من الكيمياء المعدنيَّة وباطنه بما يفضي إليه من تأويل الكيمياء الرُّوحية. وبينما يؤكِّد السُّويدي أنَّ هذه القصيدة هي لابن عربي، فإنَّه يشرح القصيدة بما يتوافق وفكر ابن عربي الصُّوفي. فالإنسان في كلِّه مثلاً هو إكسيرٌ ناقصٌ يحتاج إلى تدبيرٍ وإزالة علل(23)، فإذا تمَّ له ذلك، صار إنسانا ذهبيًّا كاملا. يضرب السُّويدي مثلاً قصَّةَ من سمَّاه ببلال الذي منح لمعلِّمَيْ الدِّين طريق الحقيقة الذهبيَّة وهو طريق الإكسير عند الكيميائيِّين. ويظهر في هذه القصَّة الفرق بين الإنسان الكامل والإنسان الناقص، كما يظهر الفرق نفسه الذي بين الإكسير والمعدن. يقول السُّويدي:
“ذكر اليافعي عن وليَّيْن جاعا ذات يوم، فقالا نخرج نعلِّم بعض النّاس ما يحتاجه من أمور دينه ونأخذ منه أجرةً ندفع بها جوعَنَا، فخرجا وبدآ بناحية البرِّ فأبصرا شيخا من بعيدٍ فانتظراه، فإذا هو عبدٌ أسود وعلى رأسه حزمة شوك، فقالا تعالَ يا بلالُ نعلِّمك من ربِّك وأعطنا هذه الحزمة أجرةً، فألقى الحزمة عن رأسه، وقال: تعلِّمَانيَ من ربِّي أنتُما من ربّكُما! فقالا له من أنت يرحمك الله، لم نعرفك، فقال : أنا من قوم إن قاموا قاموا بالله، وإن قَعَدُوا قَعَدُوا بالله، إذا قلنا لهذا الشّوك كُنْ ذهبًا كان ذهبًا، فانقلب الشّوك ذهبًا لوقته، فقال للشَّوك لم أقصد الحقيقة، اِرجع شوكًا، وأعطاهما ما تَنَاثَرَ من الشّوك حيثُ ذهبًا، وقال اِذْهَبَا فادفعا بهذا جوعَكُمَا فبُهتا منه وَمَرَّ لِوَجْهِهِ.
فأنت يا أخي إكسيرٌ ناقصٌ، وقد وهبك الله العقل، فدبِّر به نفسك، فمثلك الآن مثلُ إكسيرٍ أخطأ حكيمُه العملَ بعد أن لاحَت عليه آثارُ الصَّلاح واستَرْوَح من روائح الفلاح، ووقف عن تدبيره وحرق ذقنه بِكيرِه، ولو حصل لهُ حكيمٌ أعرفَ منه خلَّصه من عيوبه، وأوصلَهُ إلى مطلوبه، فكما أن الإكسير كان حجرا ثمَّ ماءً ثمَّ صار زبدةً ثمَّ ماءً إلى آخر ما يذكره أهلُ الصَّنعة كذلك أنت؛ كنتَ ترابًا وآدمُ منجدل بين الماء والطِّين، ثم استحلت نباتًا فائقا في خضرته، ثمَّ صِرتَ غذاءً لأمِّك وأبيك، ثمَّ استحلتَ كيلوسا ثمَّ كيموسا مجرَّدًا عن المادَّة، ثمَّ دما قانِيًا، ثمَّ مَنِيًّا في مباضعة الاجتماع والجماع، مُسَبَّبَا من شوق أمِّك وأبيك كزبدة المخضِ للاكسير الآتي ذكرها، ثم استقررت في قرار الرّحم وعين الله ترعاك بروح أمداد لطفه، ولم يزل ينقلك في الأدوار والأكوار بتدبيره وتقديره ومشيئته علقةً ثمَّ مضغةً ثمَّ خلقا مصوَّرًا على شكل أبيك آدم، وهي الصُّورة التي كرَّمها الله تعالى على كلِّ خليقة بكمال العقل ومظهر العلم الذي هو سرُّ المعرفة بالأسماء كلِّها، وطلب منك أن تطلبه بما منحك من العقل والعلم، ليتمَّ تدبيرُك ويصلح إكسيرُك فإن أهْمَلتَ الطَّلبَ ضعتَ أنتَ لا هو، تعالى الله عن ذلك علُوًّا كبيرًا (…).
خاتمة :
إذا كان بمقدورنا إثبات قصيدة الهمزية للشَّيخ الأكبر، فإنَّه لا يمكن -انطلاقا من هذا التَّحليل الموجز- الحكمُ على ديوان قراضة العسجد بحكم كونه مؤلَّفاً من قِبَلِ ابن عربي. فالمعطيات المتوفِّرة تشير بشكْلٍ أوضح أنَّ الأفكار المقصورة على ابن عربي نثراً تتكرَّرُ شعرا في هذا الدِّيوان، وهو ما يجعلنا نستنتجُ بشكل نسبيٍّ أن ديوان قراضة العسجد يمكن نسبُه من جهة أفكاره إلى ابن عربي في انتظار أن يطغى هذا الظنُّ ولا يثبت العكس فيه.
الهوامش
1 – بين الحكمة و الصنعة و السلامات : إبن أرفع رأس الجيَّاني الأندلسي في ديوانه الشذور، الهواري غزالي؛ مجلة نزوى، ع 93، 2018، ص 29-38.
2 – انظر ابن أرفع رأس الجيَّاني الأندلسي، ديوان شذور الذهب، حقَّقه وقدَّمه وعلَّق عليه الهواري غزالي، ط1، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، 2018.
3 – وذلك في إطار اتِّفاقيَّة يرعاها الاتِّحادُ الأوروبي. وتسمح هذه الاتِّفاقيَّة بتبادل الخبرات البيداغوجيَّة والعلميَّة بين أساتذة من جامعة التَّاسع أفريل وبين زملائهم من جامعة باريس الثَّامنة.
4 – إسماعيل باشا الباباني البغدادي، إيضاح المكنون في الذَّيل على كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون، ط1، تركيا، وكالة المعارف الجليلة بإستانبول، 1951، المجلَّد 2، ص 222. توفي إسماعيل باشا بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي قبل سقوط الدولة العثمانية بسنوات قليلة.
5 – Osman Yahya, Histoire et classification de l’œuvre d’Ibn Arabi, Etude critique, I-II, Damas, 1964, Institut français de Damas, II, p424.
6 – كتاب شرح الهمزية، عبد الرحمن السّويدي، المكتبة البريطانية، (Add. MS 23418, ff. 35r-48v.)، الورقة42، 43. انظر:
al-Suwaydī, Sharḥ al-hamzīya, British Library, Add. MS 23418, ff. 35r-48v. Cureton, William and Charles Rieu, Catalogus codicum manuscriptorum orientalium qui in Museo Britannico asservantur. Pars secunda, codices arabicos amplectens (London: The British Museum, 1846-71), pp. 635-637 (record 1371, item 2)
7 – لا يمكن الجزم، لأنَّه لم يسعفنا الحظ حتَّى الآن للاطِّلاع على جميع مخطوطات الكيمياء التي يمكن أن يكون قد ألَّف فيها تلامذة بن عربي.
8 – هو أستاذٌ بقسم الدِّراسات اللاَّهوتيَّة بجامعة برمينغهام ومختصٌّ بفلسفة ابن عربي.
9 – محيي الدين ابن عربي، المختار من رسائل ابن عربي، تحقيق وتقديم سعيد عبد الفتَّاح، ط1، بيروت، لبنان، دار الكتب العلميَّة، 2005، ص 11.
10 – محيي الدين ابن عربي، الفتوحات المكيَّة، ضبطه وصحَّحه أحمد شمس الدِّين، ط1، بيروت، لبنان، دار الكتب العلميَّة، 1999، ج6، ص 331.
11 – محيي الدين ابن عربي، الفتوحات المكيَّة،ج4، ص 357.
12 – ويمكن الرجوع أيضاً إلى مقدمة في علم الحجر، وهو كتاب منسوب إلى محي الدين بن عربي. جاء في خطبة هذا التأليف أنه ترجم عن اللغة الهندية، وهو يبحث في كيفية صنع “دهن الكبريت” الذي يصلح لعلاج عدد كبير من الأمراض النسخة ضمن مجموع (من الورقة 1 إلى 10أ)، بخط مغربي واضح، مجموع: 6266. انظر المخطوطة رقم 334: محمد العربي الخطابي، فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط، المجلد الخامس، تصنيف الرباط،الرباط، المغرب، 1986، ص 206. ويمكن الرجوع أيضاً إلى رسالة المقنع في الكيمياء وصنعته. وهي مخطوطة موجودة بمركز جمعة الماجد تحت رقم 233693.
13 – علي عبد الفتاح محمد عبده، المعراج عند ابن عربي، ط1، بيروت، لبنان، كتاب ناشرون، 2017، ص509.
14 – الصَّحْصَحان: كله ما استوى من الأَرض وجَرِدَ، والجمع الصَّحاصِحُ. والصَّحْصَحُ أيضا: الأَرضُ الجَرْداءُ المستوية ذاتُ حَصًى صِغار. وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ: ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء، قال: وقلَّما تكون إِلاَّ إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جبل قريب من سَنَدِ وادٍ. انظر اللسان.
15 – ذُكاءُ بالضم هو اسمُ الشمس، قالت العرب قديما : هذه ذُكاءُ طالِعةً، وهي مُشْتَقَّة من ذَكَتِ النارُ تَذْكُو، ويقال للصُّبْح ابنُ ذكاء لأَنه من ضَوْئها. انظر الجذر اللغوي “ذكا” في اللسان.
16 – والواقع أنَّ الكواكب هي رموز للمعادن، فالقمر رمز الفضَّة، والزئبق رمزه عطارد، والنحاس رمزه الزهرة، والذهب رمزه الشَّمس والمرِّيخ رمزه الحديد والقزدير رمز المشتري والرصاص رمز زحل أو كيوان.
17 – الفتوحات المكيَّة،ج3، ص 408
18 انظر: القصيدة رقم 33، البيت رقم: [29-30]، ابن أرفع رأس الجيَّاني، ص 249.
19 – مؤيِّد الدين الطُّغرائي، المقاطيع ديوان شعري تعليمي في الكيمياء، تحقيق رزوق فرج رزوق، مجلة المورد، ع4، 1985، ص187.
20 – الفتوحات المكيَّة، ج1، ص22.
21 – الفتوحات المكيَّة، ج1، ص23.
22 – خير الدّين الزركلي، الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرِّجال والنِّساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، ط15، بيروت، لبنان، دار العلم للملايين، 2002، ج3، ص314.
23 – كتاب شرح الهمزية، عبد الرحمن السّويدي، الورقة42، 43.
الهواري غزالي