رغم أني من اعتاد أن يسأله الناس: (من أين تأتي بمثل هذا الكلام!) أجدني أسأل محمد دريوس ذات السؤال: (محمد، حقاً، من أين تأتي بمثل هذا الكلام!). أنا الذي كبر وخبر كفاية، حتى صار لا يفاجئه أحدٌ أو شيء،...
عالم من الصور والرموز والأشياء الصغيرة والحكايات البسيطة. اجتمعت لتصنع وطناً، تجسده وتحكيه بل وتحفظه حين تحولت إلى دموع وضحكات وبعض أفراح صغيرة وأحزان دائمة، ما هي سوى أشياء وصور تجسد الماضي والمستقبل في حاضر مؤلم، فمن خلال قصة...
عند الحديث عن التجارب الجديدة التي ظهرت في الشعر السوري المعاصر خلال العقود الثلاثة الماضية، لا نجدّ أية إشارة الى تجربة الشاعر نوري الجراح، الذي تنقل في اقامته بين أماكن عديدة، لعل أهمها اقامته الطويلة في لندن، وبقدر ما...
إن الحاجة الى تحقيق تراجم لشخصيات عمانية هي من الأمور الملحة نظرا لقلة الكتابات عنها، ومن جانب آخر فان ارتباط هذه الشخصيات بأحداث تاريخية ضمن السياق التاريخي العُماني والاسهامات العلمية والفقهية الحديثة تجعلنا في بحث مستمر في محاولة للتعرف...
اللحظة الزمنية الفارقة، الحضور الزمني الحقيقي في مجموعة رفرفة(1) هو لحظة الاكتشاف، تغلب الشخصية الأنثوية على قصص هذه المجموعة، ولكن الأنثى هنا لا تحضر بالضرورة ضمن سياقات الأنثى النمطية، فهي قد تكون طفلة حينا، صبية حينا، وامرأة ناضجة حينا...
تطرح المجموعة الشعرية الجديدة »يؤنثني مرتين« الصادرة أخيرا عن دار سيراس، للشاعرة التونسية آمال موسى إشكالا يتعلق بالسياسة الشعرية التي يمكن انتهاجها في سبيل إضاءة المسكوت عنه شعريا. ليس لدى المرأة فحسب، بل لدى الشاعر العربي عموما . كيف...
حصل الكاتب الألباني المعروف إسماعيل كاداريه مؤخراً على جائزة مان بوكر الدولية في الأدب متفوقاً بذلك على كتاب عالميين بارزين مثل جون ابدايك، دوريس ليسنغ، مارغريت آتوود، غونتر غراس، فيليب روث، وغابرييل غارسيا ماركيز. ورأت هيئة التحكيم أن فوز...
ثمة شعر يفرض عليك تجربة فريدة، يحرك نسيج كلماتها في العمق منك ما تجد له في نفسك حالة، في هذا الشعر »شيرازيات« محمد علي شمس الدين بحيث اذا بلغت حميمية القصائد تراها مكاشفة تبلغ الماورائيات عبر المعاني العشقية مروراً...
سؤال الشعر … ـــ لماذا لا أداوي علل الروح بهذا الشيء الذي يسمونه الشعر وكأنهم يشيرون للحياة في واحد من أجمل أسمائها ؟ ـ أحيانا يجتاحني ذلك الشعور بالموات، فأنسى الكتابة وأنا أتطلع لتلك السماء البعيدة…جدا تنفتح الذاكرة على ذاكرتـها...
ولأنه اعتاد في حياته المديدة على مسافات شاسعة، فقد كان يشعر بالجدران الاسمنتية ووجومها القاسي أمام عينيه وكأنها أقرب بكثير من مسافتها الواضحة تلك، بل كان يحسها وكأنها في غير مكانها، كأنها وراء ظهره الذي لايراه، بكل ما تحضنه...
وينهض ابن الحيّ لينفض غبار اليأس، ويمسح عن صدره سوء الحظ. وقبل أن يخطو بعيدا، عن دائرة اللون القاتم الذي صار له حليفا، تأمل في إمعان دقيق أصحاب العيون الغائرة والوجوه المصفرة الشاحبة، هؤلاء الرفاق الذين أرشدوه إلى طرق مجال...
.. حدثتني كثيراً عن كاتب أعمى، كان يُعنى بالمتاهات ويبتسم لأشد الكوابيس شراسة.. بينما تمشي متكئاً على ذراعي كأنني سأصدق كلامك عن الأشياء التي يزداد أفولها أمام عينيك يوماً بعد يوم . هل تذكر حين رأيناه سوياً ذات يوم يتجول...
إلى ( ز . م ) يوما ما باتجاه الوردة عند انكسار الطريق ومع الانحدار المؤدي إلى مهبط الوادي حيث تكون المسافة التي تربط الجدار الطويل المبني من الجص المتين والطرقة الموصولة بالوادي فضاء رحبا في الحارة لا سيما أن...
جلس رجلٌ عجوز بنظارته معدنية الإطار وملابسه المغبرة كثيراً على قارعة الطريق. وكان ثمة جسر عائم عبر النهر، تجتازه عربات نقلٍ، شاحناتٌ، رجالٌ، نساءٌ وأطفال. وكانت البغال التي تجر العربات تترنحُ من عُلو شاهق على طرف الجسر، بينما كان...
وقف القهوجي أمام دار الحاج عمران، وأدار بصره إلى ناحية الفرن، منجذبًا إلى كلام النساء. وكانت زهرة المغربية أمام الفرن، وخلفها تحلقت النسوة حول طبلية كبيرة، صُفّت فوقها قطع العجين في دوائر متداخلة، وأيدي النساء تصنع على المطارح نغمًا...
هل كان طيفاً أم حلماً، ذاك الذي رأيته في وادي (رم) وعلى أرض مدينة (البتراء) التي مضت خلف التاريخ حتى سبقته في البقاء برغم زوالها؟! أحتاج الى وقت أبعد من خربشات الذاكرة وأعمق من تلافيف العقل حتى أصدق ذاك...
رواية قصيرة للكاتب البرتغالي تيوليندا جيرساو كانت أمي واقفة على كرسي، وكان في يدها حَطَبَة مشتعلة. أمّا أنا فقد توجهتُ لشدّ الكلب، وحين عدتُ، وجدتها على هذه الحالة. صرختُ فيها من الباب: – توقفي! ولكنها لم تكن تسمعني، كانت...
هذا هو البيت اذن: بسيط، متواضع، يميل الى التقشف لا البذخ، مكوّن من طابقين، من الطابق الثاني تبرز شرفة تحط على أطرافها بلابل لا تكف عن الزقزقة والتقافز قرب أصص تزهو بأزهارها الندية، أما النوافذ فمفتوحة على فضاء يحصي-...
في »ريو دو جانيرو«، بقيت، لفترة طويلة، مكتوماً! بقيتُ كالحابس النسمة، إلى أن التقيتُ بالرجل الذي يغني بقدميه. في شاطئ »كوبا كابانا« الرائع تحت قباب الجبال السندسية، يفترش الرجل الأرض. يقعي فوق فراش أخضر، وبقدميه العاريتين يدير النوتة الموسيقية،...
السماء خفيضة قال لي بوابها … … لا توقظ الصمت اتركه ينام هنا وارتفعْ قيدَ حياةٍ إلى فوق سوف يحملك الرفرف إليك هنالك تلتقي بنفسك قل لها كل شيء كان الظلام كأسا مدلوقا في الأرجاء والرفرف يعلو ويعلو كل شيء...