انتظر المواطن يوسف في داره ولم يوقع إنتماءه لا إلى بائع الصحف الذي يجاور البناية التي يسكنها ولا إلى الخياطة التي يجاور دكانها داره ولا إلى الحلاق في نهاية الشارع ولا إلى دلال العقارات في الطابق السابع من بناية دجلة،...
-اميل وارد سيدتي.. لا أعرف حتى الآن كيف حدث ولا متى ؟..ولكني أحبك..أرجوك لا تتسرعي في إصدار أحكامك ضدي فتحسبي اعترافي نزوة مراهق ..أنا كنت مجرد زائر أتملى اللوحات في موقعك الأنيق ودون أن أشعر وجدتني أتورط فيه ولاحقا فيك...
ساعة رمق ذلك الصديق يوما حفنات حصى موضوعة فوق مكتبي، وكل حفنة مصفوفة بعناية وتلاصقها بطاقة صغيرة تحمل إمّا اسم بابل، أو قرطاج، أو أثينا، أو غرناطة.. كنت حملتها معي في أثناء زياراتي المتفرقة لهذه الحواضر الجليلة الدّارسة، لم يتمالك...
١- المطعم في منتصف سطح كل طاولة من طاولات المطعم الفسيح، وضعوا قطة محنطة ممتلئة، تتجه بجذعها ورأسها نزولا من الأعلى نحو الأسفل، وبين الأسنان الأمامية لكل قطة، وضعوا فأرا يفيض حجمه عن فم القطة الفاغر. قطط سوداء اللون كقصص...
١- مسرّات صغيرة (إلى عدي مدانات) كنا قد فرغنا للتو من مشاهدة أحد الأفلام في أحد نوادي السينما حيث جلسنا في الغرفة الصغيرة في مدخل النادي لندخن بعد انقطاع دام ساعتين ولنستجمع أنفاسنا قليلاً قبل الانطلاق كل في طريقه.....
عالية هي الأصابع كلما تسلقت جدارا أو شجرة رفعت كأساً أو جثماناً كلما رسمت بالطباشير سحابة بيضاء ناعمة في وجه السواد كلما همت بتلويحة وإشارة عين المقص على العشب سواسية بالقطع. عالية هي الأصابع حين تكتب الوعود لتأخذنا إلى...
بيدين مخمليتين تقرأ آنا اخماتوفا على الرصيف تتناسل حوريات النهر بين ضفتي شفتيك تخرج الكلمات بلذة الحزن الجرانيتي البارد نبيذا يرش على قبور العشاق في الغابة المجاورة . الهواء تحدر من صوتها ووجهي كطائر حر تناثر على ضفة النهر ...
الى اختي (زيانة) وزوجتي (أم فلسطين) (1) هل عدت وحدك تبكي النحيب يقطر من بيتك المسقوف بالعواصف. هل تمرّغ الدمع في التراب ومرت بقربك النهايات التي يحضنها البكاء يا لها من مخايل… حتى المزن الذي هطل على سفح غارب لم...
إطلالة من شرفة طرابلس.. أَلْمح الموج.. مُدّهناً.. بزَبَدِ انتكاساتي.. مزيداً من نظرةٍ شاردة؛ أعرف أنّ الماء.. يتلوّن بأكثرَ من الألوان، و أن السماء.. تَدُرُّ حليبَها.. بأكثرَ من المذاقات، و أن باسقاتِ الشجرِ.. تجُرُّهّ إلى حيثُ لا يصل، و أن عموداً..صَدِئاً.....
1 انا ابن التي.. لم تنم جيدا، منذ عشرين عاما، ولم تر لو حلما واحداً، أو اقل أنا ابن التي.. يبست راحتاها، وجفت مياه مفاصلها، وهي تبحث عن سبب واحد للحياة، ولما تزلْ.. أنا ابن التي.. جوّعتها يداها، فأطعمت الطير...
خـلاص استديري لنقفز صخرة الألم نبدأ حرية تبدأ من سطوة الجسد. إثـراء رائحة أنوثتها إضافة ماكرة إلى تاريخي الشخصي. شـبق ينهض البحر إلى عريها فتتساقط أطرافي والخريف يطول. تشـابه الظلام الذي يضمني يعلم أن لا فرق بين جسدي والصخرة المجاورة....
اليقظة في الأريكة يستلقي مثل الكاهن يقبض الجنة بالقليل من الوصايا ولذة تشبه النوم في سرير الأميرات الشبقات كل شيء يمرّ مكتفياً بشريط البارحة وأنثاه التي تمسك الجمر خوفاً من صهيل الجسد وهو ينشطر مثل بذرة تتكاثر في براري الرمل...
لحن الحمامـة المغـويــة .. (1 ) شجر في غابة كثيفة يرتوي من ظلام سحيق في الأرض ويتشمس من سماء سحيقة في علوها هذا الكلام الذي أكتبه الآن دون أن تكون قارئه الأول (2 ) في ردهة صوتك المراوح بين...
شام 2005 (تأويل) ياه! ها قد عدتَ إلى القول الجدِّي؛ مُقِرًّا أن الشام »هي هي«! شام الله الأقدم، قُدَّتْ من حجرٍ دهري، يضمر باطنُ تربتها أكثر ممّا يبدي. ٭ لا تتسرّعْ في استعداء المظهر مبدَا شأنك لمّا تزعم حبًّا...
(1) أرأيت ؟ إني أتوسّل إليهما الآن أمرّ بين نيسانين وأخاف أمرّ بين وحشين أخضرين كما يمرّ عنق بين شفرتين تلمعان وأخاف إنه وقت طويل مضى علينا ولم نكسبْ فيه بين يوم وآخر لا لحظة لليقين ولا لحظة للكفر لا...
ها قد مرت بضع سنوات على رحيل الفنانة الجميلة سعاد حسني. أعتقد أننا سنظل نتذكر هذه الفنانة مهما مرت السنون. لقد ارتبطنا بها وارتبطت بنا كجمهور بصورة فاتنة تجعل ذكراها تطل علينا لتثير في حياتنا ومخيلتنا الكثير من الصور...
البحث عن ساباتو.. » لأن ما من شيء يقاوم الرغبة في البحث..«(1) فإنّ إرنستو ساباتو، الكاتب الأرجنتيني ـ الايطالي الأصل ـ حيث الأرجنتينيون شعبٌ تحدّر من المراكب، حسب إشارة بورخس البليغة إلى واقع الهجرة الذي شكل هذا البلد، لم يكتف...
في ومضة وعي، يحمل إليّ توالي انطفاءات مفاجئ يقيناً لا أستطيع تبين أسبابه بفعل خمود همة طبيعي، ومفاجئ أيضاً، وكئيب، بأن ما يحيط بي له مظهر مجهول، وغير مسبوق، وبأنه ليس هناك أي تآلف بين شخصي وهذا البيت الذي أسكنه...