1- عبور «وادي العق»
حين طاردته البراري
لم يمش على الماء موسى
كسائر الأنبياء
والشهداء
والقدّيسين
بل نزع يدا من غير سوء
وارتدى حذاء العاصفة
وهو يعبر «وادي العق»
مهرولا
كسيل عرم
بين الصخور المتجهمة
والليالي التي كانت
بلا إقامة
فأقام متوسّدا ظل نجمة
«بيضاء تسر الناظرين»
وحين تعب من العشق
تغطّى بالبروق
وأغصان المطر
لم يضع الخشبة على ظهره موسى
بل كان يقطع طريق الجلجلة
مكوّما على كتفيه قبيلتين
من الآلام
والأورام
والأحلام النيئة
وحين رجع إلى قومه
لم يرم أمام السحرة
عصاه موسى
لتلقف ما يأفكون
بل وضع وردة
مقلمة الأظافر
وخريطة بلا تجاويف
فإذا هي شمس تتوهج
لتنير دهاليز وادٍ ما
في بطن ريح ما
فأضاء. . .
مشى صوبه
فأصاب الطريق
وذاب
أخذ الألواح والكلمات
فمشى خلفه الفقراء
والشعراء
والعاشقون المنكسرون
فإذا
بالغبار
ينحّي «عقوقه»
ويقف معتدلا
كصراط مستقيم
لذلك لم يلق موسى
من سفره نصبا
حين سار في البحر سربا
بل ألقم الوادي حوتا
فلم تنسه الملائكة
وهي تسعى
في طيرانها
إلى الله
2- حياة شاحبة
حياتي
التي كانت حياتي
كيف أصبحت
حياة سواي؟
حياتي التي تتأبطتني شعرا
في مناماتي المكسّرة
حين مشينا
ومشت خلفنا
مواكب النجوم والعصافير
ابتهاجا
هل هي حياتي
نفسها
التي زرعت حياتي
فوق ثغر بركان؟
حياتي التي منحتني
عفة الغيم
وعناوين الأشجار الخضراء
في غابة الحياة
لماذا
عادت
لتسحب
أوراق اعتمادها
من رصيد الأيام
لتتركني
مثل ورقة صفراء
شاحبة
تتقاذفها
أرصفة الحياة؟
ياترى. . .
هل يمكن لحياتي
بحكم فوضى حركة المرور
في شوارع المحبة
أن تتحول إلى مشنقة
لأجد نفسي
مصلوبا على خشبة الهامش
بلا حياة
تماما
مثل بيانو قديم
حطّم أضلاعه
خفق أجنحة فراشات الأنامل
وأكداس النغمات؟
أم أن حياتي
في لعبة ممجوجة كهذه
تكشف لي
بكل كياسة
سر الحياة؟