إسحاق الخنجري
شاعر عماني
1 – في صوتك الرخو
اتسعت كلماتي
وصارت لها أجنحة وأمداء.
2 – حين رأيتك
وجدت البرق الخاطف
الذي يجعل الروح زرقاء
مثل أحلام المسيح.
3 – قبلك
لم تكن لدي
أية نوافذ ولا أبواب
كي أعرف معنى الشروق الناعم
وأتحسس العالم.
4 – أشرعت كثيرا
من المسافات وأتعبت الزمن
من الصراخ المخيف
وهدأت فجأة
عندما شعرت أن يدك الخضراء
تقودني إلى جزيرة أخرى.
5 – مرارًا
تدثرت بالغيوم
وتمددت مثخنا بالوله
إلى المطر
علَّني أجد نسيمك
الذي يأخذني إلى حدائق شجية
6 – لك أنفاس ذئب
ومخالب نمر
ولي الهدوء الكامل أمام العاصفة
ربما أكتمل أمامك
أنا عصفور صغير
يتعلم اهتزاز الأغصان
وأنت طوفان هائج
يغرق القرية كلها.
7 – بيننا لعبة نرد
وموسيقى نهاية أغسطس
وأشعار لوتريامون
والضحكات الهائمة
بين الوعول والظباء.
8 – الفرح الذي يأخذك
إلى مدينة الذهب
يأخذني أيضا
إلى الكنز الذي خبأه أبي
في الجبال البعيدة.
9 – نحن اثنان على ظل واحد
نجمتان لا تتعبان
من الركض في حقول السماء
وموجتان قادمتان
من أقصى البحر
للذوبان في اليابسة.
10 – أين رحلت
تلك اليمامات التي كانت
تعلمنا الليل والسفر
خارج الدنيا
كنا نطير مثل النسور
ونسطع كقوس قزح.
11 – لم تكن تهرسني الوحدة
ولا يعذبني الظلام
كنت الشمس الحالمة
في شتاء الأيام
وكنت السر
الذي أودعه الله في دمي
كي لا أتعب من غروب المرايا
تمرين على أعشاب القلب
كالرياح الكبيرة
وأنسى الضجر الجارح.
12 – عيناك خيول طليقة
في البراري
ويداك مجموعة غزلان
تركض على التلال بلا خوف.
13 – ليتني أرخيت الأساطير
في عقلي
وما أطلقت السهام الغاضبة أمامك
14 – كنت البهجة الباهرة
التي لا يستطيع أحد أن يفسرها
والغابات التي سطت
على جهات كثيرة
كنت الأرنب البري الذي يتقافز
مخطوفا ببهجة الأفق الفاتن
وشجرة الغاف
الوارفة الظلال والأغنيات
كنت القطار السادر في المتاهات
والشعلة الأكثر توهجا
من براعم الفجر.
15 – أعرف أن وجهك الأليف
مصيدة أسماك النهر
وأن أصابعك الرقيقة
اشتباك النيازك في سقوطها الحارق.
16 – لابد أن نصحو معا
و نعيد الكلام
الذي يقوله الغرباء
أمام هدأة البحر.