– 1 –
وَجْهُها
حِينَ يمُرُّ
يُرَسِّخُ الصَّباحَ
علَى زِليجِ العُشْبِ
وَجْهُها حِينَ يمُرُّ
تقْتَتِلُ الفَراشَاتُ الحَمْراءُ
يَنْتَشِر الضَّوْء فيَجْذِبُني
سُنْبُلَة تَعْبُرُ الضَّوْءَ
إلى وَجْهِها الأَمِيرِيِّ
يَمَام أَزْرَق
كيْفَ يحْمِلُ وُرُودَ الدَّهْشَةِ
إلى أَطْفَال حَيَارَى
وأَنْبِيَّاء
وجهها البَهي
الذي لا يُصلِّي
والتفاح الآشوري
الذي يَدفَع بَعْضه
كيْفَ يحْمِلُ البُرْتُقَال الصَّامِتُ؟
إلى عاشِق بَعِيد
إلى شَاعِر
يَرْسُمُ بالمَطَرِ والعَقِيقِ
أُغْنِيَّاتُ الدَّهْشَة.
– 2 –
وجْهُها
حينَ يَمُرُّ
كيْفَ أَرْسُمُني؟
بِريشَةِ الرَّمْلِ
بماءِ الرَّمَادِ
بمَاءِ الأَخْطاءِ الأُوْلى
كيْفَ أَكْسِرُ شَوْكَةَ البَحْر؟
كيْفَ أُوَزِّعُني؟
بيْنَ عِطْر هَارِب
وَرُمُوز حَمْقاءَ
ومَرَايَا.
– 3 –
وجْهُها
حِينَ يمُرُّ
كيْفَ أَرْسُو؟
علَى جَناحِ النَّوْمِ.
– 4 –
وجْهُها
حِينَ يمُرُّ
تَخْرُجُ القَصيدَةُ منْ جِلْدِها
تنْطَلِق الشُّموسُ
وتسْحَبُني الأَغْصانُ الشَّارِدَةُ
إلى عِطْر وَحْشِي
إلى رِيشَةِ البَحْرِ
إلى أَنْفاسِ الجَنَّةِ.
– 5 –
وجْهُها
حينَ يمُرُّ
تتْركُ بعْضَ الأَعْطَابِ
في قَاماتِ الوَرْدِ
وتتْرُكُ أَوْجاعِي
في يَوْم مَطِير.
– 6 –
وجْهُها
حينَ يمُرُّ
يمُرُّ الغيْمُ بَيْن سُؤالَيْنِ
بعْدَ ورْدَتَيْنِ
أَوْ حِينَ يَتَّكِئ العُشْبُ
على قَصِيدَة زَرْقاءَ
يَبْزُغُ الحُلْمُ
وتَقْتَصُّ الذِّكْرَى منْ قلْبِي
عَامَ ضَوْء
ولَيْلَة منْ أَلَمِ الفُصُولِ
أَسْمَعُ امْرَأَة تحْمِلُ ماءَ الشَّوْقِ
تَعْبُرُنِي إلى صَمْت آخَرَ
إلى بَيَاضِ الرُّؤْيا
إلى كَلِمَات عَمْيَاء.
– 7 –
وجْهُهَا حينَ يمُرُّ
كيْفَ لي أنْ أَعْبُر صَمْت الرُّوحِ
كيْفَ لي أنْ أَغْرِسَ عُشْبَ الرَّغْبَة
وأُلْقِي بالقَيْدِ في البَحْرِ
وأَجْلسَ على عِظَامِ الكَرَاسي
كيْ أَسْمَع عَواءَ المَساءِ
أَو أَسْمعَ اللَّيْلَ الذِّي يَجُرُّنِي
نحْوَ الشَّجَرِ الأَعْمَى
أوْ يَسْجُنُني
بيْنَ أصَابِعِ الجُنُونِ.
– 8 –
وجْهُهَا
حينَ يمُرُّ
كيْفَ أقْطَعُنِي منْ ظِلِّي؟
منْ ليْلِ القَصيدَةِ الأُوْلى
كيْفَ أَمُوتُ
لأَعْبُرَ أنْهَار الضَّوْءِ
كيْفَ أُخَلِّصُني منْ بَهاءِ الرَّمْلِ
منْ غيْمَةِ العِطْرِ
حينَ تَمُرُّ السَّيدَةُ
والطَّيْرُ الخُرافِيُّ الجَميلُ
ومَطَرُ الأَلْوانِ
كيْفَ أُخَلِّصُني مِنْها
كَيْفَ أُخَلِّصنِي مِنِّي
وَمِنْ غَيْمَةِ مَرَّتْ بِتُفَّاح
منْ قَصائِدِ الأَلَقِ
من لسان البحر
منْ بَيَاضِ الفِتْنَةِ
كيْفَ أَدْخُلُ غَيْمَتي السَّوْداءَ
وأَمُوتُ.
محمد نجيم*