شَعرْتُ بهِ
يُحدِّقُ في تفاصيلي
يُخيّل لي
على شكْلِ القصيدةِ
حين ألْمحهُ هناك
مبلَّلاً بمطرْ
يراقبني ويتبعني
يدوِّنُ ذكرياتي،
يرتدي في الليلِ
قبَّعةً
ويلبسُ معطفاً مثْلي،
وفي يده الجريدة،
نصف كوب
من أسى وضجرْ
أراهُ تارة متأبِّطاً
كتباً
وأحياناً زهوراً
يستبيحُ دفاتري
وقصائدي الأولى
يخبِّئ وجْههُ في أضلعِي،
وبهِ حنين وترْ
أراهُ منْذ أنْ عبرَتْ يداي
إلى الكتابةِ
لوْنهُ القرويّ يعرفني
لهُ شكْلُ السنابلِ والنّدى
ولهُ جبينُ شجرْ
تُرى منْ أين يطْلعُ لي؟!
يلاحقني
ويبحرُ في شراييني
وحينَ كبرْتُ دهراً،
صرْتُ أعرفُ مَنْ يلاحقني
طوالَ سفرْ
فكنتُ أنا
شبيهي في القصيدةِ
آخري في نبْض قلبٍ
واكتمالِ قمرْ !
محمد غبريس\
\ شاعر من لبنان يقيم في دبي