-1-
واقفة أمام باب الروح
وتمسك بضفائر المطر
بغناء أشجار صلعاء
بمناقير الدهشة .
– 2 –
واقفة أمام باب الروح
تلوح بألواح القلب
فراشاتها تغيب طويلا
في رحلة الصيد
وتعود متعبة
قلقة كنعاس العذراء
هذه المرأة
تخترق الظل القرمزي
تبقي ارتباك الريح
تصلب سوسناتها الخضراء
على أبواب السرير
هذه المرأة ترمي بجسد القمح
في مبغى الحروف
وكم من عام يداهم
وجهها
كم من عام سيقف النهد شامخا
كم عام سيعلق الخريف صمته
على مشجب الأشجار
وكم من عام سأمضي
كم من عام ستدعوني لليلها
حين تضجر في داخلي
خيول الحروف العمياء .
– 3 –
واقفة أمام باب الروح
وأنا العاشق أشرب من رمل الأشياء
أشرب من الليل نداء التفاح
زجاجة من روح الاحتراق
أشرب أضلع الظمأ
أشرب هذه
النجوم المتأخرة
لبعض الوقت
من ذعر الصباح .
– 4 –
لماذا أنت دائما ؟
تستحمين بضوء الحكايات
تحترفين دهشة السرير
على أيقونة من دخان
لماذا أنت دائما
تصفعين الناس
بفراشات بيضاء
تنطلق من أسفل الثوب
أو من رمل يديك
أو من حطام الكتاب .
– 5 –
من أين ينبع الريش البلوري
ظبية على الماء تموت
وعند أقدامها
يعشش هدهد الشمس
وتنتصب هياكل الحروف
واقفة بقصبات رخوة .
– 6 –
تهبطين إلى النهر
لتتخلصي من غيم النظرات العالقة
على الثدي الأيسر
وتفتحي فخذيك هناك
ربما لتصطادي الشمس
ربما لتصطادي نصف وجهي السفلي
أو دهشة الأطفال .
– 7 –
امرأة تفتح في صباح غائم
نافذة الذراعين
لتطير فراشات النعاس الزرقاء
لتطير كل الطيور السوداء
العالقة
في خيوط اللذة الحمقاء .
– 8 –
آه صراخك الليلي
آه كم من الطيور تموت قبل طلوع الفجر
وكم مني
ينتهي إلى عصفورة القوس
أو إلى نوافذ عمياء
آه صراخك الليلي
كمشة من رؤوس القصائد
كمشة من الجثث والقتلى .
– 9 –
تعالي
لنذبح الطين
بريش عينيك
ونطرد كل الأصدقاء
نطرد كل الحمقى
من ظلنا .
– 10 –
حين أراك
يهرب مني
أرنب الكلمات .
– 11 –
تعلمينني حكمة الركض
تحت أشجار واقفة دوما
أو مائلة قليلا على يمين صمتك
تعلمينني حكمة الركض بين الأنبياء
تحت زخات المطر أو الريش
تعلمينني
كيف أغوص في رمل يديك بأسناني
وكيف أفتح أسفلك كتاب الجنة
لأفتش عن فسيفساء الضلوع
لأفتش عن القمر المتهالك بالرغبة
وأنت تسالين
عن المزيد من طيور الشمس العمياء
عن المزيد من جنس القصائد
ورقص ناقة الكلمات .
– 12 –
حين فتحت نافذتها
كان رامبو يتكئ على مرآة مكسورة
وجذع فارغ لامرأة شقراء
وكان بودلير يضحك
كان يرميني بأشجار القناديل
كان يمضغ بعض
أعواد الظل
ويتلف صفحة الموت
من كتاب فوكو
يفجر قصيدة
من عصاه المسوسة
لكن الرؤيا تبقى عالقة
في شعرة بعيدة
من رأس كوكتو .