مرة حدث ان سيدا جميلا
استيقظ في الصباح
كانت أنثاه ، كما تكون عادة
عارية
إلا من سماء وحيدة
رأى السقف والشرائط الملونة على طائراتها،
رأى العيون التي تنوء بالمشهد المكرر،
وفكرت أنامله .
لكن سلمه العالي كان يشتهى الصعود،
ولا شىء يثنيه
عن طفولة يعبرها في الحلم
فلماذا التبغ هذا الصباح
يغريه
البياض الوريف الذي يجرح
والصيف
والنبيذ الذي اسرف مساء في احتسائه ،
لماذا كل شىء يندفع في اليدين ؟
وكان ما حدث هكذا:
هي انقلبت على نهديها "كم مرة توترا مع أنامله"
وهو، يرقب السيولة التي تبدأ من الكتفين:
منذ متى يوقظها في الصباح على المساج ،
منذ متى يلمح ابتسامتها هكذا، ثم تحية الصباح
منذ متى يداه تعملان في حقلها، وتقودان
ابقارها للنهر
اليدان الان تصعدان من الردف للعمود الفقري
الانامل المنمشة تغوص في نحاسها
فتصحو: "صباح الخير لوى"
لا يرد السيد الجميل ، باسما، يصل
الى هناك فنتقلب ، لتمكنه من نفسها.
المخالب المنمشة ،
التي ترفع الفلسفة من ابطيها حتى تعرى مفاتنها
كانت تعمل في العنق .
هادئا انتهى، ارتدى ملابسه لينتظر القادمين .
حدث مرة ان سيدا جميلا
نهض في الصباح ، لكنه
هذه المرة كان شاعرا
محمد بدوي- مصر