على ركن البلكون
الذي أعده مقعداً لمشهد مسرحي حي
أجلس أرتشف الغرابة
والحياة تزحف أمام عيني
في نهار بارد
فاجأتني الحياة بمشهد أسطوري
الموت يتناثر على الإسفلت
أستحضر أحداث فيلم هندي
والصورة مباشرة على الأرض
وفي لحظة فارقة بين رحلتين
أصبع تضغط على إشارة لرحلة نهائية
يخافون الحياة
يتسابقون لصنع الموت
وعيون زائغة خلف الأبواب تسترق لحظة دفء
والإسفلت المتجعد
صار رخواً
لزجاً
مصبوغاً بالأحمر
لم أكن أعرف يوماً
أن للموت إغراء كمثل الأنثى
حتى رأيت نهاراً بارداً مملوءا بالدم
للموت مكياج
فالدم أحمر شفاه
والدخان أريج
ورماد الحرق كحل العين
المشهد جنون
عينان تحدقان في وجه الموت
والموت يتراقص فوق الأجساد
يتقاطر هنا وهناك
حسب القول أن الروح كطائر يلتزم أعناق الناس
( طائره في عنقه )
يتجه صعوداً
يلتحف بالضوء
يلتحفه بياض
لم أجد الضوء
وجدت ناراً تتأجج
أجساداً معجونةً ورمادا
بحثت عن فاصلة المشهد لعل الموت يترجل
كان الموت أنانياً مملوءاً بنهار بارد
والحياة كقطة مرتجفة منزوية في شق ٍ مغطوب بزخات رصاص
علي سليمان الدبعي