بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله الذي أنعم وأعطى وبارك مسعانا وكلله بالنجاح، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أعضاء مجلس عُمان الكرام..
أيها المواطنون الأعزاء..
إن للقائنا اليوم في مدينة صلالة ونحن على مشارف الاحتفال بعيد النهضة الأربعين دلالة رمزية لا تنكر. فمن محافظة ظفار انطلقت النهضة العُمانية الحديثة وفيها بدأت خطواتها الأولى لتحقيق الأمل. وها نحن نحتفي في ربوعها الطيبة بالذكرى الأربعين لمسيرتها المباركة التي تحققت خلالها منجزات لا تخفى في مجالات كثيرة غيرت وجه الحياة في عُمان وجعلتها تتبوأ مكانة بارزة على المستويين الإقليمي والدولي.
فمن هنا ألقينا أول كلمة لنا عبرنا من خلالها عن عزمنا على العمل من أجل بناء الدولة الحديثة والنهوض بالبلاد في شتى المجالات قدر المستطاع ومن ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا به وانه لمن موجبات الحمد والشكر لله العلي القدير أن تمكنت عُمان خلال المرحلة المنصرمة من إنجاز الكثير مما تطلعنا إليه وكان كل ذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته ومستحدثاته في شتى ميادين الحياة العامة والخاصة. واذا كان بناء هذه الدولة العصرية التي تطلعنا إليها قد تحقق بعون من المولى عز وجل. فان الطريق إليها لم يكن ـ كما تعلمون جميعا ـ سهلا ميسورا وإنما اكتنفته صعاب جمة وعقبات عديدة. لكن بتوفيق من الله والعمل الدؤوب وبإخلاص تام وإيمان مطلق بعون الله ورعايته من جميع فئات المجتمع ذكورا وإناثا تم التغلب على جميع الصعاب واقتحام كل العقبات والحمد لله.
أعضاء مجلس عُمان الكرام..
أيها المواطنون الأعزاء..
نعم لقد تم إنجاز نسبة عالية من بناء الدولة العصرية حسبما توسمنا أن تكون عليه بفضل الله عز وجل وذلك من خلال خطوات مدروسة متدرجة ثابتة تبني الحاضر وتمهد للمستقبل.
إن لعُمان تاريخا عريقا ومبادئ راسخة منذ عصور مضت وما قمنا به هو تأكيد تلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر ومن المبادئ الراسخة لعُمان التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا.
لقد كان اهتمامنا بالخطط التنموية لبناء مجتمع الرخاء والازدهار والعلم والمعرفة كبيرا ونحمد الله فقد تم إنجاز نسبة نعتز بها في شتى أنحاء السلطنة من برامج التنمية.
ومما لاريب فيه أن نتاج التنمية التي شهدتها الحياة العُمانية وكذلك المتغيرات المفيدة التي طرأت على المجتمع قد اقتضت تطوير النظامين القانوني والقضائي وتحديثهما لمواكبة مستجدات العصر فصدرت النظم والقوانين اللازمة لذلك والتي توجت بالنظام الأساسي للدولة.
أعضاء مجلس عُمان الكرام..
أيها المواطنون الاعزاء..
لم نقصد بالإشارة إلى ما سبق مجرد التذكير بالمنجزات التي تمت على أرض هذا الوطن العزيز فهي ماثلة للعيان ولا تحتاج إلى أي برهان وإنما أردنا أن نؤكد على أهمية المحافظة عليها وصونها وحمايتها لكي يتمكن الجيل القادم والأجيال التي تأتي من بعده من أبناء وبنات عُمان من مواصلة المسيرة الخيرة برعاية المولى عز وجل وتوفيقه وعونه.
أعضاء مجلس عُمان الكرام..
أيها المواطنون الأعزاء..
نتوجه في هذه المناسبة العزيزة بالتحية والتقدير إلى كل من أسهم في بناء صرح الدولة العصرية في عُمان وشارك في تحقيق منجزاتها والسهر على صونها وحمايتها ونخص بالذكر قواتنا المسلحة وجميع الأجهزة الإدارية والأمنية.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا.
وفقنا الله وإياكم.. وكل عام والجميع بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نص الكلمة السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه-( بمناسبة عيد النهضة الأربعين) فـي الانعقاد السنوي لمجلس عُمان يوم الاثنين 4 أكتوبر 2010م بقاعة الحصن بحي الشاطئ بمدينة صلالة..