تلاميذ الماء
الرأسُ بطاريةٌ .
والشاعرُ ممتلئ بالحليب والتراب والطائرات
يَصعدُ نفسه مزمجراً بمرافقة الخوف
كما الساكسوفون.
وخلفهُ النبالُ والإشعاعاتُ والنساءُ بفرائهن
المنزوع من شدة الاحتكاك.
أيضا .. ستئنُ الآلهةُ بين الجمل كالزلازل،
مصحوبةً بقدماء الشعريةِ المترنمةِ
بسموّ الكآبة والحطام.
ومن ثم…
لأمدٍ قادم ،
مخلوقاتُ السِفاح من مواليد
القصائد.
س/أنحن تلاميذُ الماء ، والحيتانُ قاعُ تربتنا السريّة؟
ج/لا .. نحن القرش في بانوراما الطواحين الحمراء ليس إلا .
س/احبس طغيانكَ السكرِان في ثوبٍ من صفيح.وانتبه !
ج/ولكني سأراكَ وإن صرتَ شهوة ذئب في غواصة.
– س/أنتَ في هيهات . وأنا أخذتُ من المخطوطة ظلال الكائنات لاستعجل الريح في التخيل.
– ج/يا للماكرِ . مياههُ لتغيير الأرض . وهو لتغيير الكلمات.
كانت ليلى .. وكان الذئبُ يتقمصُ الموت في غرفة سرد الأرواح.
كان التأويل والاجتهاد .. وكان الكهف مقطعاً عرضياً للظلام.
كان البحر مؤلفاً نظرياً مصقولاً بالاختزال والاستعارة والطوفان.
وكان الورق للأساطيل والنساء البجع والكاميرات الحالمة .
كانت الأبراج مليئة بالأسلحة والطيور والموسيقى..وكانت النمورُ للصيد في الأجراس.
كانت الرسائل أبواباً .. وكان العشاقُ فاكهةً دون هوامش.
كانت الشياطين مرايا في المنازل.. وكان احتكاك المغترب بمصادر المياه.
الآن .. الخريف على باب المؤرخ. الأرانبُ في الرحلة. الأسرةُ تنضم كلها في فراشٍ واحدٍ ، لأملِ تحديث الشهوة قبيل تراكم الغروب في مصفاة العقل.
عطلة الأوكسجين
لأن أحدهم لا يهتم بهمس المقصلة
المشتعلة في القاع،
الكآبة من أدوات المنزل.
تَعصرُ الرعبَ في الخزائن السوداء،
وتجتر الموت كالقات على مهل .
أهي آخر التمارين أم أولها،
ليصبح العارفُ على درج موسيقى
الفناء.
يا للعقل الشاسع ..يتحول حبة ذرةٍ زرقاء.
وعلى أبوابه تماثيلُ الغائبين وقحطُ الأقمار
والعطور والأسلحة والهذيان.
يا للكهرباء ..
لحظة أن تنقطعَ عن توائم الذكريات ،
فنتمزق قطناً في بقع الآلام .
-س/أين الرحلةُ بعد عطلة الأوكسجين ؟
-إلى مواقدَ تشرِيع الأحلامِ وتأويل خطابات الخمر والأصابع!
-أراني عارفاً . وسنترك الحبّ غرفةً على سطح الكون ممتلئين بالمحو.
-ليس قبل أن نعطرَ مفاتيحنا في عيادة فرويد . حيث البابُ الفاسدُ في واجهة العالم، والمدمنُ الرعوي يمر من ثقب الذنوب محملاً بالذوات التي على متونها المدنُ .
-يا له من يوم ذبابي . يستعجلهُ التأليفُ في حطب الموتى.
-وما أجملَ المتجليات ، عندما تتضخمُ كحبات النار في منازل اللبلاب ؟
تاريخ الجمال..الاستشهاد في أول القائمة.وما بين العين والفتنة ، بريدٌ لا يتوقف . يُخيَّل للرغبةِ إنها من سلالة مذنب هالي ، تنزلُ في اللحاء دون مراسلات ، ملخصةً أحوالَ العقل وطقوس الاضطرابات والإغواء في مستعمرات الجسد.
الجمالُ مسحوقٌ سحري ، يُستنشقُ استنشاقاً. قالت المخمورةُ بالريح على أبواب القصيدة. بعدها يرتفعُ التدميرُ عبر موجات التردد السيكولوجي ، وصولاً إلى النشوة الصادمة!
الأجسادُ غصونٌ .. متى ما يبست، تكسرت. لذا لا يهجع الشجر العاطفي في مرآة واحدة . إنه يفرّ من قبره الافتراضي في الزجاج، ماضياً بخطوات اللقاح داخل مرجلٍ ، تتمايلُ حوله الحشائشُ طلباً للتدفئة بنقاط الشهقات.
لحمُ القاموس المُدخن
الرأسُ المترو.
العقلُ المكسورُ.
والكلماتُ تركبُ الأشباحَ ،
بانتظار حبرها الخارج من الحانة
بمعية فتيات الأرجوان .
هكذا المرأةُ التاريخية قالت،
وهي تعبر جسدها الضليعَ في قناة
الموبقات.
وكانت معها غرفتها تضحكُ باللمسّ،
رفضاً للتجمد في غير الفتنة.
الشيء ذاته حدث في النفس .
عندما ذبلت المنارةُ في زاوية التقويم.
وكنتُ أنا في النعاس منادياً :
الهجرة يا ناسُ راديو العارف.
راديو صوته يرى.
يتلمسُ ويتناكحُ.
يتقدمُ في الشجرة من الجذر
حتى النخاع.
وكان أحدهم مثله ينادي على الأقوام
في شرائح الكومبيوتر:
سيكون الأملُ فاكهةً صغيرة السنّ ،
تعرفُ مغادرةَ تختها في الجينات.
مرة أخرى:
هل الكلماتُ مقاعدٌ..
ومنها العاصفة على سطح العقل ،
لتجريف المؤرخِ العميقِ للأساطير ؟
ونفعل ..
ماذا ..
نحن ..
سوى عشاق.
وستذهب بهم السيرُ الذاتيةُ للتجدد
في النيران .
– الحبُ في الفخذ. أما رأيتهُ يفتح خرائطه للشموس هناك ؟!
-رأيتُ أفراناً خلف ملابس داخلية ليس إلا .
– تلك الأقمشةُ لتربية العاشق في مقامات البارود ؟!
-كأنه التراثُ يا سيد . القنابل في النسغ تتكدسُ. بعدها انسكاب الزيت في رقاب المدافع.
-وهل ارتفعتَ مع البخار النووي من مختبر الشهقة ذاك؟
-أجل . وكنتُ أعلقُ النهودَ على حبال السبورة، لتمتلئ بالإلحاد.
-يا لمشقة النسوة دون حليب أو ثعالب!!
الأجسادُ للحبّ، والأرواحُ أسرةٌ بلا نوم.وكم كنا كالورق في امتحان المؤلف وشتاته،نتسعُ ونطير فوق مباني اللغات.نحن صفاتُ الهدير المخصّب.ومعنا الأنهرُ للاضطراب في الخراطيش المراهقة . أليست هكذا يُضرمُ الصاعق في لبّ المحرك . ويرتفعُ التبددُ في عائلات الاستفهام . نقصدُ مع الكونتيسات في المحفل الفردوسي ،لرؤية سيزيف في الصخرة الفاجرة. حيث الأجسادُ قاراتٌ متجاورةٌ متنافرةٌ متضادةٌ متجارفةٌ، منها ما يحتمي بالإغراء لغةً للسيطرة .ومنها ما يخمد فيرتد للتناقض مع بنيته تحت طائلة طوارئ الجمال ، أو يرتد لينكمش تحت تأثير عوارض أخلاق القباحة.يا للنمر تحت سقف اللحم الماجن ،ومعه نتهاوى دون اكتراث.قلوبنا زهورُ عباد الشمس . تتفكك في بداية الشروق. كما ونحن العاشقُ ثانيةً ..نصنعُ من كؤوسنا سفناً ،فنتأرجح شرائط حمراء بتأثير حرارة الديالكتيك الفموّي.
——————————–
أسعد الجبوري