(1)
خَطَوَاتِي مُثيرةٌ مِثلَ تَعَارِيجِ الغَيمِ
ظامِئَةٌ مثلَ بَحرٍ يشتهي ِالنَهْرَ
غَامِضَةٌ مِثلَ لَوحِةٍ تَجْرِيْدِيةٍ
تَبْحَثُ عَنْ مَعنَى
آهٍ من خَطَوَاتي .. أنهَكَتْنِي
وأنَا مُتْعَبٌ مِثلَ نَبِيذٍ مُعتَّقْ
بَعْثَرتُ خَطَايَاي
لتَسْخَرَ مِنهَا عُيونُ الجِبَالْ
قَطَعتُ المَسَافاتِ/المَطَاراتِ
تَصَادَقتُ مَعَ المُسْتَحِيلِ
مَعَ الحَجرِ الصمِّ
وهو يختزنُ ذاكرةَ
المَكانِ والزمانِ
معَ المَرمَرِ النَائمِ
فِي الضَوءِ
كَي أروي ظَمَأَ الكِتَابةِ
وشَهْوةَ المُغَامَرةِ
ونَشوَةَ النَّشوةِ
مَشيتُ عَلى حِبالٍ الحتفِ
واَثِقَاَ بأنَني لَنْ أهوِي
سَقَطَتْ نَظَارَتِي مَرَّتَينِ
انكسَرَتْ مَرَّتَينِ
قَبلَ اللِقَاءِ الأوّلِ
لم أنتَبه لنُبُوءَةَ النَظَارةِ
رَكَضتُ بِنَفِسي إليهَا
فاتحاً قَميصي/تاركاً صَدريَ
مَكشُوفاً للخَنَاجِرِ
للريحِ القَادِمةِ منِ إِغواءِ
عَينينِ قَاتِلتَينْ
آه… لَم انتبهْ مرتينْ
(2)
نَعَم… اقترفتُ خَطِيئَةً
غَيّرتْ خَارِطَةَ عُيونِي
وَمَا حَدثَ بَعدَ ذَلكَ لا يَهُمّ
مَا عَادَ الآخَرونَ يَهمونَني فِي شَيءْ
العَالَمُ مَا عَادَ يهمّني فِي شَيء
ليُسَافِرَ الألمُ فِي دَمِي حَيثُما شَاء
المُهمُّ ألاَّ أبتلعَ هَذا الجَحِيمَ
أنَا وَقَصَائِدِي
وَجُنُونِي فَقَط سَنَبقَى
وليَحدثْ مَا سَيحدثْ
(3)
أيّهَا السَادَةُ: أَعترفُ بأنني
ارْتَكبتُ هَذه الخَطَايا
غَيرَ أنَّي بَرِيءٌ مِنهَا جَمِيعَاً
إنني غَيرُ مُذنِبٍ
وأنقَى مِمَّا تَتَصَورُونَ
خَطِيئَتي الوَحِيدةُ أنَنِي مَنَحتُ
قَلبِيَ اسْتِقلالاً ذَاتِياً
فَعَاثَ فِي الجَسدِ خَرَابَاً
وفي الرُوحِ اكتئاباً
حَاكِمُوه وافْعَلوا
مَا شِئتُم بِه
فَهَو عُنْصُرٌ عَاقٌ
وَمُشَاكِسٌ ومُتَمرَّدْ
رُبَّمَا يَستَحقُ المِقصَلةَ
لكن أعطُونِي عُضواً
غَيرَ قَلبِي
عضواً أعْمَى
غَادَرهُ الطيشُ
لكَي يَنبضَ بَدَلاً عَنهُ
فَقد شَبِعتُ مِن
هَذا القَلبِ
ومَللتُ مِنهُ ..
عبدالحميد القائد
شاعر من البحرين