عمر شبانة
1
أنا مَنْ يهْواكِ،
مَنْ يَهْوي تَمامًا،
وعَميقًا في هَواكِ
وأنا أهوي،
كما النّجمُ،
بَعيدًا في عُلاكِ
في دَمي الأخضَرِ،
في الحُرِّ.. هلاكي
سادِرًا في الحُبِّ
أسعَى في ذُراكِ
كانَ قَلْبانا على
مَوعدِنا في الفَجْرِ،
قبلَ الفَجْرِ زارَتْني يَداكِ
كان ليلٌ مِن نبيذٍ
قدْ طَواني، فطَواكِ
2
وعلى قُرآنِنا في الفَجْرِ
صَلَّينا وغِبْنا في بَراري الرّوحِ
غِبْنا في صَلاةِ الجَسَدَينْ
وأنا حُبٌّ،
وكأسٌ
مِنْ كُرومِ الحُبِّ
للعاشِقِ أعلى
وأنا العاشِقُ
لَنْ يَقْتُلَني كَرْمٌ،
أنا الكَرْمُ
مِنَ الكَرمَةِ أصْفَى
3
أنا من شِعْرٍ
ومِن حُبٍّ
ومِنْ حُريّةٍ
قيثارتي مِن
قصَب الأرضِ الفَلَسْطينيّ،
مِن نُور الأغاني الحالِماتْ
أنا مِن ناياتِ كَنعانَ،
وأحلامي بلا حدٍّ،
وحتّى آهَتي حُلْمٌ،
وأيّامي بَساتينُ
وبي تحتفِلُ الغاباتُ
والطَّيرُ رُفوفٌ وصُفوفٌ
تحتفي بالزَّهرِ في كفَّيَّ
بالبُنّيّ في عينَيَّ،
فالعالَمُ لي
حَقلٌ لأيّامي
وأيّامي قليلةْ
4
أنا مِن أرضٍ
إذا ما سُئلَتْ:
مَنْ أنتِ؟ مَنْ أهْلوكِ؟
قالتْ:
جَدَّتي حوّاءُ،
والعَنقاءُ، أو عَشتارُ،
أمّا الجَدُّ، جَدّي..
فهْو جَدُّ الأنبياءْ
جَدُّ جلجامِشَ،
جَدُّ الّلاتِ والعُزّى
وتاريخٌ مِنَ الأسلافِ
لا أعرِفُ
في أيّ صحارَى
تاهَ أسلافي
وعادوا
في أساطيرِ الإلَهْ
عادَ أسلافي مِن التّوراةِ
فالتَّوراةُ أرضي،
وخُرافاتُ يَهوذا
هيَ مِن أرضِ خُرافاتي،
ولا تَوراةَ مِن دونِ لِساني
وسُلَيمانُ (أبي) مَحضُ خُرافةْ
إنّني الطّائرُ
عَينانِ على الأمسِ،
وألْفانِ على اليَومِ،
ولا أعرِفُ
كَمْ عينًا على القادِمِ،
إنّي أجمعُ الأزمانَ
ألوانًا وموسيقا وماءْ
5
أنا ألواحُكَ يا موسى
وإنْشادُ أناشيدِكَ يا داوودُ
حَسْبي أنّني مِن
شَجَرِ الصَّبّار والكافورِ
شَيَّدْتُ بُيوتَ النّاسِ
في أرْضِ الضِّباعِ
آهِ.. يا إنشادَ أمّي
في بَراري التّيهِ
في لَيلِ المَراعي
6
نَهْرُ حُرّيّتي لا يَجفُّ
وليستْ تجفُّ أغانيهِ،
فهوَ على عَهدِ جَدّاتِهِ،
منذُ آدمَ حتّى دموعِ
المَسيحْ
7
وبِلا سَقفٍ
لحُريّةِ روحي
طِرْتُ
طارَ الحبُّ بي
طارَ، وطارتْ
في سَمائي
النّحلُ والخَيلُ وطارتْ
في سَمَاواتي نُخَيلاتي،
فما ظَلَّ على الأرضِ سوايْ
وسِوى ليلٍ أناديهِ
لكَي يَسطعَ أقمارًا
فيبْكي مِثلَ نايْ
ولِساني
عرَبيُّ الضّادِ ضَوئيٌّ
وحاءُ الحُبِّ والحَربِ
وقُرآني من القافِ
خُرافاتي مِن الخاءِ
أنا نَسْلُ حُروفٍ مِن مَطَرْ